لقاء يتناول تجربة السردية التاريخية في كتاب من حوران إلى حيفا

65

 الأردن اليوم:نظّم منتدى الفكر العربي أخيرا، لقاء حواريا عبر تقنية الاتصال المرئي، تحدّث فيه مؤلف كتاب”من حوران إلى حيفا” الدكتور زياد محمد الزعبي، عن تجربته في كتابة السردية التاريخية الاجتماعية.

وتناول الكتاب، وفق بيان صادر عن المنتدى، تطور العلاقات والتواصل الاجتماعي بين الأردن وفلسطين في فترة مبكرة من القرن الماضي والتي شهدت أحداثاً مصيرية في فلسطين.

وقال الزعبي، في اللقاء الذي أداره أمين عام المنتدى الدكتور محمد أبو حمور، إن روايته تتعلق بسرد وقائع رحلة والده من قريته في حوران للعمل في مدينة حيفا، والانخراط في المجتمع الجديد بالمدينة، وعصاميته في بناء نفسه بعد أن حُرم من التعليم بسبب قسوة ظروف العيش في الريف، والأحداث التي انتهت إلى نكبة 1948، ومن ثم عودته إلى الأردن.

وتناول الزعبي في حديثه، تجربته في كتابة هذه الوقائع وصياغتها بالشكل الروائي، وتوثيق الوقائع لدواعي السرد التاريخي الدقيق مستعيناً بالمراجع والموسوعات والمقابلات الشخصية، خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني.

وشارك بالمداخلات والتعليقات في اللقاء، رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، والسفير السابق الدكتور يوسف الحسن، و المؤرخ الدكتور جوني منصور من فلسطين، وأستاذ الأدب الحديث في الجامعة الأردنية الدكتور سمير قطامي، والكاتب الصحفي عوض الملاحمة.

وأشار الروابدة إلى امتداد العشائر على كامل رقعة بلاد الشام، كما بيّنته الرواية؛ ما يدل على وحدة تاريخها، إضافة إلى حركة العشائر بين مختلف البلاد العربية دون الاعتراف بسايكس- بيكو.

وأضاف إن هذه السردية تفصّل دور الشعب الأردني، من سكّان الريف والمدينة، في الحركة النضالية على أية أرض عربية دون الاهتمام بالثمن الذي يدفعونه، كما أوضّحت الالتزام الفطري عند كل أردني بالقضية الفلسطينية، ويبرز ذلك من خلال دفاع بطل القصة عن مدينة حيفا، ما يعني أن علاقة الأردني بفلسطين علاقة أبدية تجلّت بوضوح في هذا العمل الذي أحيا صورة النضال ضد صعوبات الحياة وأعداء الحياة، وأبقى الأمل قائماً في أذهاننا.

بدوره، قال الدكتور أبو حمور، إن مزج التاريخ بالأدب كما يتجسد في سردية “من حوران إلى حيفا”، أنتج ما يشبه شهادات من تاريخ الناس أو ما يُسمّى التاريخ غير الرسمي، والذي يُعرّف الأجيال الجديدة بتاريخ مجتمعهم، وعمق العلاقة بين الأردن وفلسطين، بل وفهم ما حدث في الماضي، وكيف وصلنا إلى الحاضر.

من جهته، اوضح الدكتور يوسف الحسن، أن الرواية ليست مجرد قصة رحّال انتقل من مكان لآخر، بل هي سيرة جيل ووطن ممتد وأحوال معيشية واجتماعية واقتصادية وسياسية، تعبر وتوثق أحداثاً مفصلية عاشتها المنطقة العربية في النصف الأول من القرن العشرين.

أمّا المؤرخ الدكتور جوني منصور، فلفت إلى أن هذا التوثيق والانكشاف يشكّل بقاءً للقضية الفلسطينية، على الرغم من محاولات الاحتلال محوها وإقصائها وإنكار وجود الشعب الفلسطيني وحضارته وثقافته.

وبين الدكتور قطامي إن الراوي عرض للقارئ المعاناة التي عاناها بطل الرواية خلال رحلته من شرق النهر لغربه، وقسوة حياته عند وصوله إلى مدينة حيفا، حتى فقَدَ كل شيء في النكبة، وكتب الراوي كل صغيرة وكبيرة في حيفا، كما لو أنه من سكانها، وتحدّث بهواجسهم وعواطفهم، فقدّم للقارئ سردية كلاسيكية تاريخية سياسية اجتماعية.

من جانبه، أشار الصحفي عوض الملاحمة إلى أن الرواية تسرد واقع عدد من الأشخاص من ضفتي النهر وتفاعلهم مع بعضهم البعض وسط مناخ قومي، وهكذا فإن معظم سيناريو وحوارات الرواية جاهزة لإنتاج مسلسل متميز في تاريخ الإنتاج الدرامي الأردني لو تبنّاها طرف معين، حيث أنها تتميز بكونها من صميم الواقع وليست من الخيال، على عكس الكثير من الأعمال الأدبية.

بترا

اترك رد