“أميون ” تغلبوا على أميتهم بفعل مواقع التواصل الإجتماعي

87

الأردن اليوم – فرح السمحان

في عصر اللوحات والأقلام الإلكترونية ومع وجود المنصات المختلفة في كل مكان بات هناك تساؤل يراودني كثيراً فحواه، هل  هناك أشخاص  يستخدمون تلك المواقع المتشعبة الأفرع وهم لا يجيدون القراءة والكتابة؟.

وهل شغف الاطلاع والتقليد للغير للحصول على حساب إلكتروني منح هؤلاء الجرأة لكي ينطلقوا إلى هذا العالم دون امتلاكهم لأدوات التواصل فيه ؟!

في الحقيقة هناك فئة من الأشخاص  يستخدمون تلك المواقع وهم بالفعل أميون أو كما يقال بالعامية “مابعرفوا يفكوا الحرف” اذاً ماذا لو كان من تجادله ونتناقش معه نقاشاً قد يصل إلى مرحلة الاحتدام ليس هو من يكتب بل قد يعتمد في واقع الأمر على غيره لمساعدته في قول ما يريد أليس هذا وارداً في عالم العجائب الإلكترونية ؟!

وفي عالم كثيراً ما يختلط فيه الحابل بالنابل في ظل وجود العديد من الفوارق الفردية بين كل فرد والآخر خلف الشاشات التي تخفي خلفها مكنونات وأسرار كل شخص فمن يدري قد يكون من أناقشه طفل صغير وهذا بالطبع  لاينفي حق أي شخص  من حقه في التواصل وإبداء الرأي كبيراً كان أم صغير وحتى من لايجيدون القراءة والكتابة ولكن ما أود تسليط الضوء عليه هو لماذا لا تصبح مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية وسيلة هؤلاء الأشخاص للتعلم والإطلاع أي محو الأمية من خلال  الأزرار  التي تحمل احرف اللغة العربية والتي تذكرنا نوعاً ما بلوحة الأحرف التي كانت تعطيني إياها المعلمة قبل سنوات في المدرسة ولكن شتان بينهما !!

ومن الجدير بالذكر أيضاً أن عدد كبير ً من الأشخاص يقضون أغلب أوقاتهم على تلك المواقع مع تعدد الأسباب فهناك من يجلس ليعمل وآخر بغرض المتعة والتسلية وإمضاء الوقت وآخرون يلجأون لها لأنها أصبحت عادة يومية يصعب الأقلاع عنها ولكن في الجانب المقابل سنجد بأن الفئة التي تؤطر تحت مسمى “الأميون “وأنا أعتذر هنا على إستخدامي لهذا المصطلح ونحن في القرن 21 ولكنه متاح أمامهم الفرصة للتعلم والإستمتاع في الوقت ذاته من خلال الموسوعة الإلكترونية التي لو كانت موجودة على زمن أجدادنا لما كان هناك مصطلح الأمية في الأساس إذن لما لايغتنم هؤلاء تلك” الهدية الإلكترونية” في فعل ما هو إيجابي وفعال ومؤثر؟! ولماذا لا يضعون أنفسهم موضع المكفوفين اللذين يشكلون قصة نجاح من ذهب في العزيمة والإصرار على التعلم في كل المجالات !!برأيي لايوجد حجة في زمننا هذا لمن لايقرأون ويكتبون في عصر لم يترك مجال لشيء إلا وتتطرق إليه

وحين عزمت على التطرق لهذا الموضوع   لم أقصد منه أن انتقد وحسب  بل وددت أن يكون هناك قدر من الوعي والإدراك لأهمية الوضع بحيث نجعل من تلك المواقع الإلكترونية وسيلة لمحو الأمية والتغلب على قلة المعرفة فأنت قادر على تحويل كل ظاهرة سلبية لباب لايغلق من الإيجابيات بالعقل والتفكير الهادف البناء “الأمية هي ليست فقط  لمن لايجيدون القراءة والكتابة إنما الأمي هو من يملك ما سبق ولكنه بلا حكمة وعقل مهذب “هذا ما سأختتم به مقالي وتذكر  (لكل فكرة عقل كن أنت ذلك العقل ).

اترك رد