شهيد فلسطيني.. والاحتلال يستولي على 522 دونما من أراضي بيت لحم
89
Share
الأردن اليوم – يحتفي الشعب الفلسطيني، اليوم، بذكرى “اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني”، الذي أقرته الأمم المتحدة، وسط تعثر خطوات المصالحة، واستمرار الانقسام بين جوانب الوطن المحتل، وتدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وعلى وقع استشهاد شاب فلسطيني آخر نظير جرائم الاحتلال؛ فقد أعلنت السلطات الإسرائيلية، قانونياً، عن “استيلاء المستوطنين لنحو 522 دونماً من الأراضي الفلسطينية، جنوب بيت لحم بالضفة الغربية، لتعزيز الاستيطان في تلك المنطقة، وربطه مع التجمعات الاستيطانية الضخمة الواقعة جنوب القدس المحتلة”، وفق وزارة الخارجية الفلسطينية.
يأتي ذلك؛ بينما يصادف اليوم ذكرى “اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني”، الذي حددته منظمة الأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1977، إقراراً منها بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، في التحرير وتقرير المصير وحق العودة، ونضاله من أجل الحصول عليها.
بيد أن الإحتفاء بهذه المناسبة المهمة لعدالة القضية الفلسطينية يأتي في ظل تعثر خطوات المصالحة، واستمرار الإنقسام بين جوانب الوطن المحتل، وتدهور الأوضاع في الأراضي المحتلة، نظير جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني.
فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، عن استشهاد الشاب الفلسطيني إياد يوسف سليمان (25 عاماً)، من سكان مدينة جباليا بقطاع غزة، متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة في العام 2014.
وفي الأثناء؛ استأنف المستوطنون المتطرفون اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك، من جهة “باب المغاربة”، تحت حماية قوات الاحتلال، التي أمنت الحماية الأمنية المشددة لاقتحامهم، وتنفيذهم جولات استفزازية داخل باحاته، ومحاولة أداء الطقوس والصلوات التلمودية، وتلقي الشروحات حول “الهيكل” المزعوم”، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة.
فيما أصدرت ما يسمى “المحكمة العليا” الإسرائيلية قراراً يقضي بتمكين ما يسمى “الصندوق القومي الإسرائيلي”، عبر الشركة الاستيطانية المتفرعة عنه “هيمنوتا”، من الاستيلاء على مئات الدونمات في مستوطنة “غوش عتصيون”، المقامة على أراضٍ فلسطينية في الخليل، إلى الجنوب من القدس وبيت لحم في الضفة الغربية.
وأفادت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية بأن “الحديث يدور عن 522 دونماً”، من الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرة إلى أن “قضاة المحكمة رفضوا طعناً قدمه الفلسطينيون ضد قرارها، الذي أقر، أيضاً، بأن الصندوق القومي “هو صاحب الأرض”.
وأوضحت بأن هذا القرار “سيُتيح للمستوطنين في كيبوتس “روش تسوريم”، القائم بمنطقة “غوش عتصيون”، تغيير أهداف الأرض وبناء مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة، في تلك المنطقة التي تعد من أكثر المناطق المطلوبة في الضفة الغربية من قبل المستوطنين”.
من جانبها؛ اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن القرار “استعماري وعنصري بامتياز”، داعية إلى “تحرك سريع من المحكمة الجنائية الدولية لفتح تحقيق في جريمة الاستيطان المتواصلة، والخروقات والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي والناتجة عن الاستيطان وبؤر المستوطنين الإرهابية”.
وواصلت سلطات الاحتلال عدوانها؛ حيث هدمت آلياتها العدائية منشأة سكنية فلسطينية جنوب القدس المحتلة، بحجة البناء بدون ترخيص، وذلك عقب فرض الطوق العسكري المحكم في محيط المنطقة، وإغلاق الشوارع الرئيسية والفرعية، والاعتداء على المواطنين الذين دافعوا عن الممتلكات الوطنية.
كما شنت قوات الاحتلال حملة واسعة من الاعتقالات والمداهمات في مختلف أنحاء الأراضي المحتلة، أسفرت عن اندلاع المواجهات واعتقال عدد من المواطنين الفلسطينيين، منهم أطفال وأسرى محررون، بالإضافة إلى نائب أمين سر حركة “فتح” في القدس، عادل أبو زنيد.
وشهدت مدينة نابلس وعدداً من ضواحيها اقتحامات لقوات الاحتلال، بالإضافة لاقتحام بلدات؛ عنبتا وزيتا قضاء طولكرم، وبلدة بيت عوا جنوب غربي الخليل، فيما داهمت منازل المواطنين وقامت بتفتيشها وتخريب محتوياتها والاعتداء على مواطنيها، في مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين، شرقي مدينة نابلس، وطوباس، وعزون شرقي قلقيلية، والخليل، وسلفيت، وبلدة عرابة جنوب غربي مدينة جنين.
من جانبها؛ حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من تصاعد عمليات الاستيطان والتهويد في القدس المحتلة، مؤخراً، بالتزامن مع الهجمة الإسرائيلية الشرسة ضد المؤسسات الفلسطينية فيها، وحملات الاعتقال الواسعة النطاق ضد قيادات وكوادر أبناء المقدسيين.
وانتقدت “غياب ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية، بما يُشجع سلطات الاحتلال على تعميق تلك الإجراءات ضد مدينة القدس، والتي تحتاج الى أكثر من بيان أو قرار أو قمة طارئة، صوب نوايا وإجراءات شجاعة وحازمة”.