عشرينية الجلوس الملكي.. وسط كل التحديات!

66

الأردن اليوم – م.موسى عوني الساكت*

لقد فاجأ الاردن العالم باستقراره الأمني والسياسي والاقتصادي، رغم كل الاضطرابات التي شهدها الاقليم المحيط به، مما جعل وسائل إعلام غربية تصفه بأنه “خارق للطبيعة”.

أبرز التحديات التي تمكن الأردن من تجاوزها، كان الربيع العربي مرورا بتنظيم داعش الارهابي وقوى الهدم والظلام، انتهاءً بالحروب الأهلية في سوريا واليمن وما نتج عنها من نزوح ملايين من اللاجئين السوريين، الأمر الذي ارهق المملكة اقتصاديا واجتماعياً، ولا ننسى التحدي الاقتصادي الكبير الذي نتج عن إغلاق اهم المنافذ الحدودية ؛ سوريا والعراق.

لكن كان الاردن كعادته استثنائيا في صناعة طريقه الخاص وفي تحقيق العديد من الانجازات على مختلف الأصعدة.. قول تدعمه حقائق وانجازات من خلال اشهار مشاريع خدمية وانتاجية اضافة الى تعزيز البنية المحلية، ومنها مشروع الديسي، مطار الملكة علياء الدولي، مشاريع الطاقة البديلة، مجمع الملك حسين للأعمال، إضافة إلى بناء المزيد من المدارس، والجامعات والمستشفيات والمراكز الصحية والمصانع وتطوير قواته المسلحة والدوائر الأمنية المختلفة.

وبينما كانت بعض دول الاقليم تحرق مؤسساتها الوطنية ، كان الأردن يباشر ببناء وإشهار المحكمة الدستورية، والهيئة المستقلة للانتخاب، وصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، إضافة إلى المبادرات الملكية وكشاهد عليها، مساكن الأسر العفيفة، المشاريع الإنتاجية، ومدارس الملك عبدالله الثاني للتميز، وهي مبادرات نجحت في تحقيق الانجازات فكان لها الأثر الإيجابي على المواطن.

فيما واصل الملك عبدالله الثاني مرة بعد مرة تشجيع شباب الوطن في الاستمرار والمبادرة لتسلم دفة مشروع النهضة الحديث، عبر سلسلة من المشاريع والمبادرات الوطنية، دعماً ورعاية للابداعات والتميز في شتى المجالات، ففاز الاردن بحصة الأسد في منتدى الاقتصاد العالمي وحصد 27% من المشاريع الريادية وهي اكبر نسبة في عالمنا العربي.

واضافة الى ذلك، نجحت المملكة في تعزيز الثقة والافتخار والإيجابية والوحدة الوطنية وتوظيفها إيجابيا وكان سببها الرئيسي حكمة القيادة، فبات منارة للتآخي الإسلامي المسيحي ونموذجاً يُحتذى، حتى تحوّل الى مصدّر للمبادرات المتعددة في مجال التعايش والوئام الديني.

فهل توقفت التحديات عند هذا الحد؟ لا، بل واصلت الظهور في وجوه وأشكال مختلفة، كما واصلت المملكة بقيادة الملك عبدالله الثاني تخطيها هي الأخرى بأوجه وأشكال مختلفة.

كان على رأس تلك التحديات صفقة القرن التي واجهها الملك بشجاعة تحت عنوان لا يقبل القسمة على اثنين: الدور الهاشمي في حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس. وثبتت المملكة على موقفها في نصرة القضية الفلسطينية، رغم كل الاغراءات والضغوطات، وهو ما دعم وعزز مكانة الأردن الاقليمية والعالمية.

في عشرينية الجلوس الملكي، لا يسعنا الا ان نقول كل عام ووطننا برفعة وازدهار تحت ظل قيادته الهاشمية، ولنبدأ عشرينية جديدة بالإنجاز ولنؤسس لمرحلة جديدة عمادها التعليم والابتكار، لنصنع جيلاً يسير بالأردن الى مصافي الدول المتقدمة فنحن قادرين على ذلك بإذن الله تعالى.

*كاتب في الشأن الاقتصادي

اترك رد