دراسة : الرجال قصيرو القامة أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري

124

الأردن اليوم – كشفت دراسة جديدة عن أن الرجال الذين يبلغ طولهم 165 سنتيمتراً أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 40%، مقارنة بالرجال الذين يبلغ متوسط طولهم 175 سنتيمتراً.

كما تشير الدراسة -وفقاً لتقرير نشرته صحيفة تلغراف البريطانية– إلى وجود علاقة وثيقة بين الطول واحتمال الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني للحد الذي بات معه العلماء ينصحون باعتباره عاملاً مستقلاً يجب على الأطباء مراعاته عند فحص المرضى.

وأشارت الصحيفة إلى أن دراسات سابقة أظهرت أن الأشخاص الأكثر طولًا يتمتعون بقدرة أفضل على إنتاج الإنسولين، المسؤول عن خفض السكر في الدم، وإدخاله لخلايا الجسم لحرقه واستهلاكه، كما يتمتعون بمستوى منخفض للدهون في الكبد، وتمثيل غذائي أفضل.

وأضافت أن ما يميز الدراسة الجديدة عن غيرها هو أنها مكنت الأطباء لأول مرة من قياس علاقة الطول بخطر الإصابة بمرض السكري، فقد وجدت أن خطر الإصابة بالمرض ينخفض كلما زاد طول الشخص عشرة سنتيمترات، وأن انخفاض خطر الإصابة لدى الرجال يبلغ 41%، و33% لدى النساء.

أمراض القلب
كما وجدت الدراسة أن العلاقة بين الطول وخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني كانت أعلى لدى الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي، مع انخفاض في خطر بالإصابة لكل زيادة في الطول تصل عشرة سنتيمترات بنسبة 86% لدى الرجال، و67% لدى النساء.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور كليمنز فيتنبيكر من المعهد الألماني للتغذية البشرية القول “إن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن الأشخاص الأقصر قامة أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري، مقارنةً بذوي القامة الطويلة”.

وأضاف “تؤكد هذه النتائج أن طول الشخص يعد عاملاً مهماً في تحديد إذا كان الشخص أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسكري”.

وقال إن دهون الكبد تحديدا ًتسهم في زيادة خطر الإصابة بالسكري لدى الأفراد الأقصر قامة، وإن تقليل مستوى الدهون في الكبد يعد وسيلة لتقليل مخاطر الإصابة بالمرض لدى قصيري القامة، حيث لا يمكن تعديل طول الأشخاص بعد سن البلوغ.

ووفقا للصحيفة، فقد تابعت الدراسة نحو ألفين و660 شخصًا على مدى سبع سنوات، أصيب خلالها ثمانمئة منهم بمرض السكري من النوع الثاني، أي نسبة 29%.

علاقة قديمة
وتشير هذه الأرقام -كما تقول الصحيفة- إلى أن واحدا من كل خمسة رجال ممن يبلغ طولهم ست أقدام معرض للإصابة بمرض السكري، مقارنة بواحد من كل ثلاثة رجال من ذوي القامة المتوسطة، حتى وإن تساووا في عوامل أخرى مثل مؤشر كتلة الجسم (BMI) واللياقة البدنية.

كما ينخفض خطر الإصابة للرجال الذين يبلغ طولهم ست أقدام وأربع بوصات ليصل إلى واحد من كل عشرة، في حين ينخفض خطر الإصابة للنساء اللاتي يبلغ طولهن خمس أقدام وسبع بوصات إلى واحدة من كل أربع، وفقا للصحيفة.

وأوضح التقرير أن العلاقة بين الصحة والطول علاقة قديمة، حيث وجدت دراسة قامت بها جامعة أدنبرة عام 2015 أن الرجال الذين يبلغ طولهم خمس أقدام وخمس بوصات أو أقصر أكثر عرضة بنسبة 50% للإصابة بالخرف من الرجال الذين يبلغ طولهم خمس أقدام وثماني بوصات أو أكثر. كما وجدت دراسة قامت بها جامعة ليستر أيضًا أن أصحاب القامات القصيرة أكثر عرضة للإصابة بمرض القلب التاجي.

ووفقاً للصحيفة، فإن الخبراء يعتقدون أن قصر القامة مؤشر مهم أيضا على صعوبات في النمو خلال مرحلة الطفولة مثل الإجهاد والمرض وضعف التغذية، وختمت بأن الدراسة الجديدة استبعدت العديد من تلك العوامل المرتبطة بالفقر.

اترك رد