الأردن اليوم – الخربشة هي أصوات غير مرغوب بها يسمعها البعض وتتراوح ما بين رنين، طرقعة ، صوت يشبه صوت الصرصار، أو أي أنواع من الضوضاء، وبحسب المعهد الوطني للصمم والإختلالات السمعية الأخرى [1] فإن نحو 12% من الرجال في عمر ما بين 65 عام فأكثر، مصابين بهذه الحالة في الولايات المتحدة الأمريكية(حيث تتوفر الإحصائيات) وبذلك يبلغ مجموعهم نحو 12 مليون فرد ، ومن الغريب أن البيض مصابين به أكثر من الملونين ، وتبلغ النسبة في الجنوب ضعف المناطق الشمالية .
تعد حالة الخربشة الأذنية حالة شديدة الإزعاج لمن يصاب بها وهي ليست خطرة بحد ذاتها ولكن يخشى من تأثيراتها على الجهاز العصبي كحالة مزعجة. ما عدا بعض الحالات الخطرة التي تتطلب تداخلاً جراحياً أو طبياً
نشأ حالة الخربشة الأذنية من أي جزء من منظومة السمع الأذن الخارجية، الوسطى، الداخلية ، أو مركز السمع في الدماغ ، وهناك نوعان من الخربشة هما .
الخربشة الذاتية أو الفردية وهي سماع أصوات لا يستطيع أحد آخر أن يسمعها غير المصاب نفسه أي أنها داخلية عائدة الى منظومته السمعية.
الخربشة الموضوعية وهي سماع أصوات قد يستطيع أحد آخر، كالطبيب أن يسمعها لو أنصت اليها بمعنى أن حاسة السمع لدى المريض قد أصبحت حساسة الى درجة التركيز على تلك الأصوات البعيدة والتي لا يكترث لها أحد.
الخربشة ليست مرضاً بحد ذاته لكنها انعكاس لشيء آخر يحدث في المنظومة السمعية بما فيها المراكز المسؤولة عن السمع في الدماغ، وهذا فيما يخص الخربشة الفردية أو الذاتية فقط ، وفي مقدمة الأسباب ما يأتي:
أولاً ضعف أو فقدان حاسة السمع بسبب التقدم بالعمر أو كنتيجة للتعرض الى ضوضاء عالية أو ضجيج ، أو الى مواد كيمياوية.
ثانياً تغيير في التركيب الداخلي في الأذن المعروف بإسم القوقعة إذ أثبتت الأبحاث الأخيرة أن إصابة القوقعة وتلفها يسبب توقفها عن إرسال الإشارات الى الدماغ لتفسير الأصوات فيحاول الدماغ بدوره تعويض عدم وصول الإشارات بإصدار الإحساس بأصوات أخرى وهي ما نسميه الخربشة.
ثالثاً أسباب مرضية أكثر تخصصاً منها إزدايا ضغط السائل الداخلي في الإذن الداخلية ، أو وجود مشكلة في مفصل عظم الفك مع الجمجمة.
رابعاً : أسباب وعائية دموية التي تعيق إنسياب الدم بحرية في منطقة الأذن الاداخلية او ما يجاورها، وهذه تشمل تصلب الشرايين الدموية بسبب ترسب الكوليسترول فيها، أو وجود ورم حميد في منطقة ما يضغط على الشرايين أو غير ذلك .
تزداد الخربشة الذاتية أو الفردية تتفاقم حالة المريض في حالة وجود التهابات في الأذن أو زيادة إفراز الشمع فيها ، مع التأكيد بضرورة مراجعة الطبيب عند بدء الخربشة لاسيما في حالة الشعور بواحد أو أكثر من الحالات التالية :
أولاً إذا حدثت الخربشات بعد التهابات تنفسية ولم تشفى بعد اسبوع من أنتهاء الإلتهابات .
ثانياً أذا ظهرت الخربشات فجأة وبدون سبب واضح .
ثالثاً إذا صاحب الخربشات صداع مصحوبا بدوار.
يعرف عن بعض أنواع المستحضرات العلاجية أنها تزيد من حالة الخربشة سوءاً ومنها بعض أنواع المضادات الحيوية ، بعض أدوية علاج السرطان، بعض المهدئات العصبية، بعض أنواع المدررات والأسبرين بالجرع العالية.
