مترو في عمان

124

الأردن اليوم – عصام قضماني

لا أستطيع أن أصف فرحتي وأتمنى من الله العلي القدير أن يمد في عمري حتى أرى وأعيش تلك اللحظة، اللحظة التي سأرى فيها مترو في عمان .

ليس على طريقة الأغنية المصرية الشعبية » هأركب الحنطور: لكن لدى شوق وشغف أن أركب المترو، ولذلك طربت كثيرا لتصريحات الصديق الجاد أمين عمان يوسف الشواربة إن هناك دراسات جدية لعمل «مترو» في عمان، لكن خاب أملي حين قال «لا يوجد حتى الآن نتائج ليتم الإعلان عنه» فأيقنت أن المترو لا زال فكرة حتى أنه لم يبلغ مرحلة الخداج فأيقنت أيضا أن الزمن قد يطول ويطول قبل تحقق هذا الحلم.

لكن ولله الحمد فقط خضت تجربة ركوب المترو في عواصم عدة، وللحقيقة رأيته مثل سمفونية رائعة تتحرك على الشارع الضيق في موسيقى عجيبة تمتع الناظرين، هي ليست فرقة تعزف لحنا لأشهر الموسيقيين السويسريين أو الفرنسيين أو الطليان، إنها وسائل المواصلات المثيرة للإعجاب تتمثل في قطار خفيف أو مترو يعبر الشوارع الضيقة بتناسق وتوقيتات فائقة الدقة بلا ضوضاء ولا أبواق.

ينقل الترام آلاف الموظفين صباح كل يوم بينما يتوقف باص مدهون بألوان منقاة ومريحة للعين في موقف مخصص له في توقيت مدروس بعناية. ليقل ركابا وقفوا بانتظام على حافة الرصيف.

عجيبة هذه الطريق الضيقة كيف تتسع لقطار وحافلة وسيارة وعجلة ودراجة في ذات الوقت.

كان استخدام المترو ممتعا للغاية، حتى في الصباحات الماطرة وقد كنا ارتقينا المترو بهدوء وتناغم مع الشارع والسكة والناس ووسائل النقل الأخرى.

في استفتاء لجعل خدمة النقل في عموم البلاد السويسرية مجانية رفض الشعب هذا الخيار وقرروا الإبقاء على ثمن التذكرة لكل الوسائط على ما هي عليه بل طالبوا بزيادتها والسبب أنهم افترضوا أن جعلها مجانية سيؤثر على مستوى الخدمة وسيضعف كفاءتها وسقلل من الإنفاق على استدامتها وتطويرها.

في بلاد العجم يفضل لا بل يصر الناس على عدم تخفيض أجرة النقل العام إنهم يخافون إن تم لهم ذلك على تراجع الخدمة، وفي بلادنا يتذمر الناس من الأجرة مع أنهم ينفقون أضعافا مضاعفة على البنزين وعلى أقساط السيارات، في بلاد العجم يمول الناس تطوير وسائل المواصلات لأنها لمصلحتهم وفي بلادنا لا يريدون دفع الأجرة ويرون أنها من واجب الدولة.

هذه الوسائط لنا وعلينا أن نحرص على استدامتها وأن نمولها وننفق عليها لأننا المستفيد الأول والأخير منها.

سيبقى حلمي برؤية مترو في عمان معلقا في الهواء حتى يأتي الوقت الذي يصبح فيها حقيقة، من يدري هل سيكون ذلك في زمني أم في أزمان الأجيال القادمة ما دمنا نتحدث عن حقوق الأجيال القادمة فيما حرمنا نحن منه.. الله يعطيهم ما لم ينعم به علينا اللهم آمين

الرأي

اترك رد