تسريب مكالمة البحث عن الأصوات.. سكرتير ولاية جورجيا يوضّح وترامب يقاضيه والديمقراطيون يطلبون التحقيق

57

الأردن اليوم – قال براد رافينسبرغر سكرتير ولاية جورجيا -في أول مقابلة صحفية له بعد تسريب مكالمته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب- إنه حارب الشائعات والادعاءات المرتبطة بالانتخابات وفضح زيفها، لكن ترامب لا يزال يصدقها، بحسب قوله.

وأثارت المكالمة المسرّبة بين ترامب ورافينسبرغر عاصفة من الانتقادات للرئيس المنتهية ولايته، الذي لا يزال ينكر فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأخيرة، ويدّعي تزويرها.

وكان موقع صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) حصل على تسجيل المكالمة التي أجراها ترامب السبت الماضي، وطلب فيها من رافينسبرغر -وهو مسؤول جمهوري- أكثر من 11 ألف صوت لتجاوز الفجوة بينه وبين بايدن، وقلب النتيجة في هذه الولاية التي كانت من بين ولايات عدة متأرجحة، وشهدت تصويت 5 ملايين ناخب.

وتعقيبا على المكالمة، قال رافينسبرغر في مقابلة مع شبكة “إيه بي سي” (ABC) إنه كان يرى من غير اللائق الحديث مع ترامب، نظرا إلى وجود دعاوى قضائية في المحاكم بين الطرفين، وهو ما استدعى -على حد قوله- مشاركة المحامين والمستشارين في هذه المكالمات.

وتابع قائلا “خلال هذه المكالمة كان (ترامب) الأكثر حديثا، في حين قمنا بالاستماع أكثر. ولكن أريد أن أؤكد أن البيانات التي لدى الرئيس خاطئة. قال إن هناك مئات الأشخاص الموتى الذين صوتوا، لكننا وجدنا حالتين فقط، وهذا مثال على البيانات السيئة التي يحصل عليها”.

وذكر سكرتير ولاية جورجيا أنه عمل منذ البداية على “فضح زيف الادعاءات، لكن الرئيس ترامب لا يزال يصدقها”.

وأضاف “فضحنا الشائعة المرتبطة بملعب ستيت فارم هنا في أتلانتا، وكذا تلك المتعلقة بمقاطعة وير التي كانت تقول إن هناك اختلافا في الأصوات بنسبة 26%، واكتشفنا أن هذا الفرق لا يتجاوز 0.26%. ونحن مستمرون في كشف زيف الادعاءات وسنواصل معركة نشر الحقيقة بشكل يومي”.

من جهة أخرى، أعلن رئيس الحزب الجمهوري في ولاية جورجيا ديفيد شيفر أن الرئيس ترامب أقام دعويين قضائيتين، إحداهما فدرالية والأخرى محلية، ضد سكرتير الولاية براد رافينسبرغر بسبب “تسريب مكالمة هاتفية سرية”.

مطالبة بتحقيق جنائي
وتستمر التفاعلات في الولايات المتحدة بعد نشر واشنطن بوست تلك المكالمة أمس الأحد، حيث ندد الديمقراطيون بشدة بالضغوط التي مارسها ترامب لقلب نتائج الانتخابات في جورجيا، كما قرروا تقديم مشروع قرار في الكونغرس لتوبيخه.

ووصفت كامالا هاريس نائبة الرئيس المنتخب بايدن، جهود ترامب لإلغاء نتائج الانتخابات في ولاية جورجيا بأنها “إساءة استخدام جريئة للسلطة”.

وقالت هاريس في كلمة ألقتها خلال حملة انتخابية في مدينة سافانا بجورجيا، دعما لمرشحيْ الحزب الديمقراطي في جولة الإعادة لاختيار ممثليْ الولاية في مجلس الشيوخ، إن تصرفات الرئيس الحالي تكشف “صوت اليأس” الذي في داخله.

من جهته، قال بوب باور كبير مستشاري الرئيس المنتخب إن المكالمة المسربة تعتبر دليلا قاطعا على قيام ترامب بالضغط على مسؤول في حزبه، لدفعه إلى إلغاء فرز الأصوات القانونية المعتمدة في ولايته، وتلفيق أصوات أخرى بدلا منها.

وأضاف أن المكالمة تجسّد الرواية المخزية كلها عن هجوم ترامب على الديمقراطية الأميركية، وفق تعبيره.

وفي السياق، اعتبر رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب النائب الديمقراطي آدم شيف، المكالمة ضمن أبشع حالات إساءة استخدام السلطة من جانب ترامب، وقد تكون ذات طبيعة إجرامية، وفق تعبيره.

من جهته، دعا كبير الديمقراطيين في مجلس الشيوخ ديك دوربن لإجراء تحقيق جنائي بشأن مكالمة ترامب المسرّبة، في حين نددت زميلته ديبي واسرمان شولتز بهذا الفعل الذي أقدم عليه “رئيس يائس فاسد”.

في غضون ذلك، قال المشرّع الديمقراطي عن ولاية جورجيا هانك جونسون إنه سيقدم اليوم الاثنين في مجلس النواب مشروع قرار لتوبيخ ترامب، بسبب سعيه لقلب نتيجة الانتخابات في جورجيا.

انقسام الجمهوريين
وجاءت المكالمة المسرّبة في وقت ينقسم فيه الجمهوريون على أنفسهم بشأن الموقف من التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية في الكونغرس يوم الأربعاء المقبل.

ورأى السيناتور ليندسي غراهام -وهو رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ وأحد المقربين من ترامب- أن تحرك بعض زملائه لعرقلة إجراءات التصديق، “مناورة سياسية لن تصل إلى نتيجة”.

وكذلك أبدى رئيس مجلس النواب السابق الجمهوري بول رايان معارضته لتلك التحركات، وقال في بيان إن التشكيك في أصوات المجمع الانتخابي وانتصار جو بايدن، يضرب أسس الجمهورية.

كما دعا النائب الجمهوري آدم كينزينجر أعضاء حزبه إلى عدم السير مع الرئيس في حملته لقلب نتيجة الانتخابات.

وكان الرئيس المنتهية ولايته قد أعلن أنه سيحضر مظاهرة مناهضة لنتائج الانتخابات في العاصمة واشنطن، بالتزامن مع التئام مجلسي الكونغرس من أجل التصديق النهائي على النتائج.

من ناحية أخرى، نشر 10 وزراء دفاع أميركيين سابقين بيانا مشتركا في صحيفة واشنطن بوست، قالوا فيه إن وقت التشكيك بنتائج الانتخابات انقضى، بعد أن بتت المحاكم في الدعاوى وصادقت الولايات على النتائج.

وأضاف الوزراء الموقعون على البيان -وهم: مارك إسبر، وأشتون كارتر، ووليام كوهين، وروبرت غايتس، وتشاك هاغل، وجيمس ماتيس، وليون بانتيا، ودونالد رامسفيلد، ووليام باري، وديك تشيني- أن الجهود الرامية إلى إشراك القوات المسلحة في حلّ النزاعات الانتخابية، من شأنها أن تأخذ البلاد إلى أرض خطيرة وغير قانونية وغير دستورية.

في الأثناء، تشهد ولاية جورجيا -غدا الثلاثاء- جولة الإعادة لاختيار ممثليْ الولاية في مجلس الشيوخ، وسيحدد الاقتراع ما إذا كان الجمهوريون سيحتفظون بأغلبيتهم في المجلس أم سينتزعها منهم الديمقراطيون.

وتظهر استطلاعات الرأي منافسة حادة بين المرشحيْن الديمقراطيين: جون أوسوف ورافاييل وارنوك، ومنافسيْهما الجمهوريين: كيلي لوفلير، وديفيد بيرديو.

ومن المقرر أن يتوجّه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب والرئيس المنتخب جو بايدن اليوم إلى جورجيا، دعما للمرشحين من كل طرف.

وفي حال فاز الديمقراطيون بالمقعدين، فسينتزعون الأغلبية من الجمهوريين في مجلس الشيوخ، حيث سيتساوى الطرفان في عدد المقاعد مع صوت مرجح لنائبة الرئيس كامالا هاريس، وفي حال تحقق ذلك فسيحكم بايدن بأريحية أكبر.

المصدر : الجزيرة + وكالات

اترك رد