في ذكرى حادثة الكرك: التلاحم الشعبي الأمني يردع الارهاب

108

الأردن اليوم – أثبتت “حادثة قلعة الكرك” وعي أبناء الاردن وبخاصة اهالي الكرك الأبية عندما هب المواطنون الى جانب القوات الامنية للقضاء على المجموعة الارهابية التي احتمت في القلعة، في صورة عكست الترابط والتلاحم القوي بين أبناء الشعب الاردني والاجهزة الامنية، والتفافهم حول القيادة الهاشمية في مواجهة الارهاب والحفاظ على أمن واستقرار الاردن، بحسب خبراء ومواطنين التقتهم وكالة الانباء الاردنية (بترا).

ودعا هؤلاء بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لحادثة قلعة الكرك التي تصادف غدا الاثنين، إلى تعزيز صدارة الاردن على مستوى العالم في الحفاظ على الامن والاستقرار بالرغم من توسطه في اقليم ملتهب، مؤكدين أن الحادثة ما هي إلا رد فعل لمقاومة الاردن للإرهاب والعنف والقوى التكفيرية الظلامية، والسرعة في ادارة الازمات، مشيرين الى التكاتف الفريد بين المؤسسات الأمية والمواطنين.

وكان استشهد في حادثة الكرك 9 أشخاص هم أربعة من رجال الامن وثلاثة من قوات الدرك، ومواطنان، اضافة الى مقتل سائحة كندية، واصابة 27 بينهم عدد من رجال الامن العام وقوات الدرك.

صفوان المعايطة شقيق “أسد القلعة” الشهيد العقيد الركن سائد المعايطة قال، إن شقيقه كان رجلا قياديا بطلا مقداما، يعشق وطنه ومخلص في عمله، وتلميذ في كلية الدراسات العليا في مصر، ولعل نيله شرف الشهادة على اسوار قلعة الكرك هو أرفع وسام يناله قائد لشجاعته.

وأضاف، انه روحه العطرة في ذكرى استشهاده ما زالت حية تعانق السماء وتحيي فينا حب الوطن والدفاع عنه، فقد صلى الشهيد ركعتين تقربا الى الله فور وصوله القلعة وهو يناجي ربه بالنصر، وفي حالك الظلام استبسل القائد الشهيد لدخول القلعة بعد دراسة الخطة وفي ظروف استثنائية، فكان القرار باقتحام القلعة لحماية ارواح الابرياء وتحرير الرهائن وردع الارهابيين الذين تحصنوا كالفئران فيها، موضحا ان الشهيد شارك في العملية من خلال قيادته فرقة اقتحام للقلعة، بما توافر له من معلومات استقاها من الاجهزة الامنية المعنية ومن التواصل مع المصابين في المستشفى حصل عليها قبل وصوله وهو في طريقه الى الكرك.

وأشار الى أنه وبعد سجال بين رجال الامن والمواطنين من جهة والارهابيين من جهة أخرى امتد فيها اطلاق النار من الواحدة ظهرا وحتى الثامنة مساء، سجل المواطن خلالها أعلى مراتب التلاحم مع رجال الامن وهو يتلقى الرصاص بصدره ويقف سندا لقواتنا المسلحة، وخلال ذلك اقتحم سائد ومجموعة من رفاق السلاح القلعة ليصل الى اعماقها وسط نيران كثيفة، ويطلق نداءه الاخير للانتقال الى الخطة بعد تقييمه للوضع من داخل القلعة، وحينها استشهد البطل سائد فارتقى الى الله شهيدا مع مجموعة من الابطال بعد ان أذاق الارهابيين سم عملهم.

واشار المعايطة الى انه رغبة الشهيد كانت الالتحاق بالقوات المسلحة وليدة عشقه الذي ورثه عن والدنا الذي خدم ضابطا في القوات المسلحة، وتعلم دروسه الاولى في حياته العسكرية من نهج والده وصرامته، وبذل النفس في سبيل الوطن، فكان مدرسته الاولى في الرجولة.

وأضاف، ان الشهيد البطل لم يكن شخصا عاديا بل متفوقا ومتميزا بكل ما في الكلمة من معنى، فقد كان قارئا للقرآن يخاف ربه ويحب وطنه ومحبوبا بين الناس، ويمتلك صفات قيادية وخلقا عسكريا ما أهله لأن يتوجه جلالة الملك عبدالله الثاني بوسام الاستحقاق العسكري، وكان متفوقا في دوراته فحصل على المرتبة الاولى في كثير منها إضافة الى أوسمة شرف من الجهات الدولية. استاذ العلاقات الدولية في الجامعة الاردنية الدكتور حسن المومني قال، ان الاردن له باع وخبرة طويلة في التعامل مع الارهاب والازمات في المنطقة، مبينا أن هذه الخبرة الطويلة مكنت الاردن من التعاطي مع الازمات بشكل فعال، فتمكن من إفشال الكثير من المخططات الإرهابية، فكان بذلك جزءا من الحل وليس من المشكلة.

وأوضح أنه بعد عام من احداث الكرك، تمت هزيمة داعش عسكريا وامنيا، ضمن الاستراتيجية الشمولية في مكافحة معتنقي الفكر التكفيري والارهابي، والذين يشوهون الدين الاسلامي وقيمه ومبادئه السمحة.

وأضاف، ان الاردن ما زال يتصدر دول العالم في الجانب الامني والفكري، حيث لديه استراتيجية شمولية في التعاطي مع الارهاب ضمن عدد من السياقات أبرزها الدور القيادي الفاعل من خلال تشبيك الاردن مع العديد من الدول والاستفادة من علاقاته الاقليمية والعالمية، وانضمامه الى التحالفات الدولية المتعلقة بمكافحة الارهاب، وخطابه المعتدل، وإضافة الى ذلك يوصف الاردن بأن له باعا وخبرة في إدارة الازمات والنزاعات.

أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الاردنية ووزير التنمية الاجتماعية الاسبق أمين المشاقبة قال، إن الاردن مستهدف مثل أي دولة من قبل العناصر الارهابية، ومررنا بأحداث إرهابية أليمة بدءا من تفجيرات الفنادق عام 2005، مرورا بأحداث اربد ومن ثم احداث الكرك، وبالرغم من هذا مازال الاردن يحافظ على امنه واستقراره، مشيرا الى ان الاردن يعيش في إقليم ملتهب، إلا أنه استطاع تجاوز الربيع العربي وتحدى العمليات الارهابية التي حصلت على أرضه.

وبين ان أحداث قلعة الكرك أثبتت ان هناك وعيا كاملا لأبناء الاردن خصوصا لأهالي منطقة الكرك عندما هب المواطنون الى جانب القوات الامنية للقضاء على المجموعة الارهابية التي احتمت في قلعتها، وهذا يوضح مدى الترابط القوي بين أبناء الشعب الاردني والاجهزة الامنية للحفاظ على أمن واستقرار الاردن، مشيرا الى ان السبب الرئيس في الحالة الامنية في الاردن، وجود حالة من التلاحم والتطابق بين النظام السياسي ممثلا بجلالة الملك عبدالله الثاني وبين قيم المواطنين، خاصة في الحفاظ على الامن والاستقرار. وأوضح أن هناك حالة تكاتف بين المؤسسات والمواطنين والسرعة في أي حدث على الاردن، مشيرا الى الجاهزية العالية للمؤسسات العسكرية والأجهزة الامنية للحفاظ على أمن واستقرار الاردن.

وقال الباحث في الشؤون السياسية الدكتور صالح الخوالدة إن جلالة الملك عبدالله الثاني يسبق الجميع في التنبؤ بالمشاكل التي تحدث في المنطقة، لافتا الى القيادة الهاشمية والاردنيين يعون خطورة الارهاب بكافة أشكاله، خاصة القوى الظلامية البعيدة عن روح الدين والتسامح والسلم.

وأضاف، ان أحداث الكرك ما هي إلا رد فعل لمقاومة الاردن للإرهاب والعنف والقوى التكفيرية الظلامية، مؤكدا ان هذه الاحداث عكست صورة حقيقية لتلاحم الشعب الاردني، فالمواطن والعسكري ورجل الامن جميعهم في خندق واحد.

وقال إن من الاهمية تسليط الضوء على الاسلام الصحيح الذي يقاوم الارهاب، إذ نحتاج الى فكر إسلامي مستنير يفند أفكار الارهابيين بالحجة والدليل.بترا

اترك رد