دمج واختيار القيادات الاعلامية.. هل يحقق الرؤية الملكية لإعلام مهني

46

السبت -16أيار – الأردن اليوم – قبل أعوام التقيت في الولايات المتحدة برئيس أهم “خزان للأدمغة” المرجعية للبيت الأبيض ومؤسسات الحكم الأميركية، وهو الشخص ذاته الذي تدرب على يده نخبة من قادة وساسة العالم، وكان أخرهم خلال تلك الفترة الأمير الثامن لدولة قطر الشيخ تميم آل ثاني لثلاثة أشهر قبيل تنازل والده الشيخ حمد بن خليفة عن الحكم، محور اللقاء كان حول عن الشرق الأوسط ومشاكل الدول العربية والولايات المتحدة و”اسرائيل”، تحدث الرجل بإسهاب وصراحة ونقاء وواقعية لم نعتد على سماعها من بقية الساسة أو المؤثرون في الولايات المتحدة ولا حتى في العالم العربي

قبيل مداخلتي حدث لبس بين الرجل وبعض الاصدقاء الحاضرين في أعقاب حديثه عن الحل النهائي للقضية الفلسطينية (خطة كيري) آنذاك، وحديثه عن القيادة المصرية، ما استدعى الحرس الخاص للتدخل

اعُطيت الحديث وكان الجو مازال مشحونا، واعتقدت أن الرجل لن يلقي ذهنه لقولي واستفتحت بما فتح الله علي….. استوقفني الرجل وسألني ما اسمك ومن أين اتيت، قلت له من الاردن، فربت على كتفي وأقرب رأسه لرأسي والقى في أذني كلمة(…..) ومن ثم قال لي أكمل… أكملت ولكن بالحديث عن الأردن جغرافياً وسياسيا واقتصاديا

عندما هممنا بالخروج، قال لي الرجل عندما تعود إلى عمان انصحك أن تُنشئ مشروعا إعلاميا أو منصة للبحث والتحليل ويمكن أن نمد لك يد العون. واشار بيده إلى مدخل المركز وقال هل شاهدت صورة ملككم، لا أضع هنا سوى صور الذين تأثرت بهم،: ملككم ذو رأي حكيم ونظرة تقدمية ثاقبة ويكافح من أجل الحفاظ على وطنكم، لكن في المقابل هنالك تحديات وقوى شد عكسية سواء هنا في الولايات المتحدة وفي كل مكان في العالم ومنها الأردن وعليكم أن تواجهوا هذه القوى قبل أن تصبح هي الاساس، وبالفعل كانت صورة الملك عبدالله الثاني واحدة من أربعة صور معلقة على الجدار، عرفت منها فقط صورة رئيسة وزراء الهند الراحلة أنديرا غاندي، وربما صورة توماس ويلسون

وفي آيوا، التقيت خلال حفل عشاء بإعلامي أمريكي يعرف كثيرا عن الأردن وسبق أن التقى الملك عبدالله مرات عدة، وكان الحديث عن الأوضاع العامة في المنطقة والأردن وعن الأمن والسلام والاقتصاد ، ومرة أخرى تلقيت دعوة للشراكة في تأسيس مشروع إعلامي

وربما كانت هذه المرة الأولى التي أتعرف بها على الطريقة التي يفكر بها جلالة الملك او رؤيته لشكل وهوية الاعلام الاردني، فهو يريد منظومة إعلامية متكاملة تسهم في تحقيق تنمية في مختلف المجالات صحية، اجتماعية، ثقافية، سياسية

هنا وبالمناسبة، علمت خلال هذه الزيارة عن الجهود التي يبذلها جلالة الملك (بدون أضواء) في عرض المناخ الاستثماري للأردن وجذب الاستثمارات وتركيز جلالته على الاستثمارات المولدة لفرص العمل

قبل هذا اللقاء بأسابيع كنت في نقاش “…” مع مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، فطلب مني أن نلتقي لنتناقش بشكل أوسع……يتبع

*المكتوب أدناه جزء من سلسلة مكتوبات أنشرها تباعا، قد يبدو بعضها غير واضح أو مبتور ومنقوص المعلومات وهذا أمر لم استطيع تجنبه لأسباب عديدة، أولها طبيعة الاحاديث خلال اللقاءات وبعضها كان بطلب أن مضمون اللقاء غير قابل للإفصاح، وثانيها الاطالة والاسهاب، لكن في النهاية هذه السلسلة ربما ستكون الصورة مفهومة لدى الجميع والله من وراء القصد

أ.اليوم

اترك رد