إعلان بيروت ضد التطبيع

82

الأردن اليوم-

بمبادرة من المركز العربي للتواصل والتضامن ورئيسه الذات القومية معن بشور، وتذكيراً بمرور 72 عاماً على نكبة الشعب العربي الفلسطيني بطرد نصفه وتشريده خارج وطنه، وتمزيق واحتلال نصفه الآخر، وتذكيراً بمباهاة مرور 20 عاماً على انتصار شعب لبنان وهزيمة الاحتلال الإسرائيلي ورحيله من الجزء الأكبر لجنوب لبنان، بهذه المناسبتين تجاوب 379 شخصية عربية مع دعوة المركز لعقد جلسة افتراضية عبر الاتصال الالكتروني، استمرت من يوم 3 إلى 15 أيار مايو 2020، بهدف معالجة ظواهر اختراق المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي لبعض المواقع العربية، تحت حجج وذرائع مختلفة، والتصدي له عبر مقاومة التطبيع واي علاقة مع مؤسساته

وقد شارك في هذا الملتقى ذوات معتبرة من كافة أقطار الوطن العربي، وقيادات سياسية واتجاهات فكرية متنوعة، إضافة إلى تعاون العديد من ممثلي الاتحادات والأحزاب والمؤتمرات والهيئات الشعبية والمهنية والفعاليات الاجتماعية العربية، ليشكل الحضور أوسع تمثيل تضامني، وأفعل موقف سياسي ليكون حصيلة لقاء بيروت عن حق معبراً عن الضمير والمصالح والمواقف والسياسات القومية العربية نحو مسألتي: 1- القضية الفلسطينية والانحياز لعدالة مطالبها وشرعية نضال شعبها لاستعادة حقوقه الكاملة غير المنقوصة على أرض وطنه فلسطين، و2- نحو مناهضة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي وأدواته وأفعاله، كعدو وطني قومي ديني وإنساني، يستوجب النضال ضده بكافة الأدوات المشروعة بما فيها ردع التطبيع ومنع التسلل من جانبه لأي محتوى أو عنوان عربي، ليبقى العالم العربي محصناً متماسكاً موحداً ضد العدو الذي يحتل أراضي ثلاثة بلدان عربية، وينتهك حرمات المسلمين والمسيحيين، ويتطاول على مقدساتهم في القدس والخليل وبيت لحم

خلص المشاركون في الملتقى إلى إعلان بيروت لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني، وهو إعلان سيشكل قياساً في رفض التعامل السياسي والثقافي والاقتصادي والفني وعنونا لأي شكل من أشكال إزالة القطيعة مع مؤسساته، فالعدو الذي لا زال يستعمل العنف والاغتيال وكافة أدوات الصراع غير الشرعية وغير القانونية في فلسطين وخارجها، ويمس بسيادة لبنان وسوريا، ويعمل عبر أدوات التطبيع والتسلل إلى مقومات وأركان ومسامات الجسم العربي، يستوجب أعلى درجات اليقظة والمقاومة لمحاولاته اختراق الجسم العربي عبر التطبيع

بيان بيروت وضع توصيات لعل البرلمانات والأحزاب والتجمعات السياسية والنقابية والفعاليات المحلية تأخذ بها، وتصنع لها تطبيقات محلية تعكس الخصوصية لحماية جبهاتها الداخلية من تسلل التطبيع وأدواته، فمعاركنا الوطنية هي امتداد قومي مهما حاول البعض إبراز المحليات الوطنية لدوافع مشروعه أو لضيق الأفق، ولكن تبقى المصالح الوطنية متداخلة مع المصالح القومية في القضايا المتشابكة ذات الطابع الإقليمي المرتبطة مع بعضها في مواجهة العدو الإسرائيلي

العلاقات الأردنية الفلسطينية، والفلسطينية اللبنانية، والفلسطينية السورية، والفلسطينية المصرية نماذج واقعية لكل هذه الأطراف الوطنية مهما تنامي الحس الوطني لديها، وترابطها مع بعضها مهما عملت على فصل هذا التداخل، وما عمليات الإجهاض للنمو الاقتصادي للبلدان العربية سوى أن العدو الإسرائيلي يلعب دوراً في إحباط هذه المساعي لتبقى البلدان العربية أسيرة للضعف والتخلف في مواجهة العدو المتفوق الذي يحظى بالدعم الأميركي والأوروبي

اترك رد