كتب عدنان الروسان: بين وزير الداخلية و نائب نقيب المعلمين
في رد على نائب رئيس نقابة المعلمين الذي يبدو أنه أقسم أن النقابة لن تتراجع عن فلس واحد من علاوة المعلمين و لو ارتدت عليهم الكرة الأرضية و ليس الحكومة الأردنية و دوائرها قال وزير الداخلية على قناة المملكة أنه لا يجوز لنائب نقيب المعلمين أن يتحدى الحكومة و أن ما ورد على لسان نائب نقيب المعلمين مرفوض و إذا ما تكرر سيتم اتخاذ الإجراء القانوني و شدد على أن لا أحد يستطيع الاستقواء على الدولة ، و هذه اللهجة القوية الحادة التهديدية لوزير الداخلية تسضعف معنى الولاء و الانتماء في نفوس المواطنين كلهم و ليس المعلمين لأنها تنتقل بنا و دون أن نشعر أو نريد أن الأجهزة الأمنية و الأسلحة التي نشتريها و الجيش كله موجود لمن يخالف الدولة من المواطنين أو يتحدى الدولة .
يا معالي وزير الداخلية دع المواطنين ينفسون عن أحوالهم ، عن جوعهم ، عن فقرهم ، عن ذلهم عن احباطهم ، دعهم يتحدون الدولة ، الدولة دولتنا كلنا و ليست دولة الحكومة و لا دولة وزير الداخلية ، لا يضر ان تحدى أحد الدولة بالكلام فذلك أفضل من التحدي تحت الأرض و بأساليب غير حضارية ، دع الناس تخرج بعض مافي بطونها فهي جائعة و الشباب ينتحرون كل يوم ، كلنا نعرف أن الدولة أقوى من المواطن و هذا بحد ذاته جيد أن يكون و معيب ان تتباهى به الدولة علنا فقوة الدولة صنعناها كلنا و بعرقنا و أموالنا و قوت ابنائنا كي نمنع اسرائيل من أن تتحدى الدولة الأردنية و كي نمنع المسؤولون اليهود في دولة الكيان الصهيوني الذين يشتمون الأردن ملكا و حكومة و شعبا و حتى نلجم اي معتد أثم على وطننا و دولتنا.
المعلمون أبناؤنا و مهنتهم من أصعب المهن و رواتبهم من أقل الرواتب ، راتب وزير واحد أكثر من رواتب عشرة معلمين او خمسة عشر معلما ، راتب سكرتيرة في أمانة عمان او في منطقة خاصة أو في مؤسسة و لا نريد ان نسمي أحدا حتى لا نكون شتامين و لا مجرحين لأحد أكثر من راتب خمسة معلمين و أحيانا عشرة معلمين ، المعلمون مظلمون أفلا نتركهم يتحدثون و يشعرون بحقهم في الحرية و التعبير حتى لو كان في حديثهم بعض مالا يعجبنا و قد يكون خارج إطار الحوار الهاديء ، نحن نخرج من مطب الكورونا يا معالي الوزير و الناس محتقنة جدا و الأوضاع الإقتصادية سيئة للغاية و يجب على الحكومة وعلى وزير الداخلية تحديدا أن تكون صدورهم واسعة و أن يتذكروا أن الوطن للجميع و البندقية التي يحملها الجندي الأردني للجميع و السلطة التي يتمتع بها الشرطي و رجل الأمن هي مدفوعة من المواطنين و من المعلمين و أننا شركاء في الوطن.
العلاقة المبنية على الإحترام للمواطن افضل الف مرة من العلاقة المبنية على تخويف المواطن و تهديده بقوة الدولة و تخويفه بالشرطة و العسس و الأمن ، ليس جميلا ذلك و لا هو من مصلحة الدولة و الدولة قامت لتخدم الشعب و ليس لتهدده و لا لتستقوي عليه ، لو استقوى مواطن على الدولة فذلك لن يضر الدولة بل يحسب لها بكل تأكيد لكن حينما تستقوي الدولة على مواطن فإن ذلك يضعف الدولة و يجعل شكلها أمام المواطنين و أمام العالم مضحكا و مزريا و الأمثلة أمامنا كثيرة و نحن أعلى شأنا من أن ننزلق الى مثلى تلك المواقف و الحرائق تكون غالبا من مستصغر الشرر.
المعلمون ابناؤنا و أهلنا و سادتنا و من علمني حرفا كنت لهم عبدا و أتحمله إن استقوى علي و الدولة دولة الجميع و لا نقبل ان تستقوي الدولة علينا لأنها ستضعف في عيوننا و لن نقف معها حينما تحتاجنا و أنتم سيد العارفين..
نصحت لكم و أرجوا ان تكونوا ممن يحبون النصح و أن لا تعتبروا ما أقول تحديا للدولة .