معالي وزير الصحة:
ونحن نعيش زمن الكورونا وما سمي بجائحة ووباء القرن، ومع التأكيد اليومي والمتكرر في مختلف الوسائل الإعلامية، ومع وضع أدلة إرشادية لاتباع وسائل الوقاية أثناء القيام بالعمل وبالدوام في الإدارات والمؤسسات المختلفة. وحيث أن القطاع الصحي الذي يمكن تسميتة بجيش الدفاع الأول في مواجهة الوباء، وهو أيضا يمثل الأنموذج في درجة انضباطه والتزامه بالتعليمات الوقائية.
فإنني أرجو الانتباه للمستشفيات وللصفوف الأمامية من الجنود المجهولين من الطاقم الصحي والاداري والمساند فيها.
بشكل محدد هناك عدم جدية في الالتزام ببروتوكول الوقاية من كورونا ومن أية أوبئة محتملة.
إن ما شاهدته على مدار يومين في مستشفى البشير أثناء مراجعتي في معاملة قد أفزعني من درجة الاستهتار واللامبالاة من طرف الكادر ومن المراجعين ويتمثل فيما يأتي:
عدم ارتداء الكمامات .
عدم ارتداء القفازات.
عدم وجود أية معقمات داخل الأقسام والممرات
لا يوجد اطلاقا أي تطبيق لمفهوم التباعد الجسدي سواء في الانتظار أو ركوب المصاعد أو في أية مرافق.
لا يلاحظ اية عناية بالتعقيم للأجهزة والأثاث داخل الغرف والأقسام والممرات والطوارئ.
المعاناة في عدم وجود موقع استقبال يوفر المعلومات للمراجعين وكيفية الحصول على الخدمة.
المستشفى ليس صديقا للمرضى والأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن والأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.
هذا يستدعي من المعنيين الأخذ بالملاحظات والتوصيات الآتية :
ضرورة توفير آلية فعالة وإنسانية وحضارية لتنقل المرضى والمراجعين بين الأقسام والمباني. خاصة وأن المستشفى يقع على تلة صعودا وهبوطا وبصورة حادة وخطيرة.
هناك جنود حقيقيون مجهولون في خطوط المواجهة الأولى مهددون بكافة الأوبئة وليس فقط الكورونا خاصة من يستقبلون الحالات في الطوارئ والمحاسبة والملفات وفنيوا الأشعة والمختبرات وعمال النظافة والممرضين.
ضرورة توفير وسائل نقل داخلية بين المباني وضرورة توفير مجمع لمواقف السيارات مدفوعة الأجر وليس كما هو الواقع الكارثي الذي عليه الحال الآن في فوضى الاصطفاف وعدم توفر مواقف للسيارات.
ضرورة توفير موقعين على مدخلي المستشفى الرئيسين الأسفل والأعلى مع موظفين مؤهلين لاستقبال المراجعين واحالتهم للجهة المعنية بخدمتهم وتقديم المشورة وتزويد المراجعين بكافة المعلومات اللازمة للتحرك في أروقة المستشفى، وهذا يعمل على تقليل الوقت والجهد ويساعد في تقنين المراجعات وتحديد الأهداف والغايات بدقة وفاعلية كبيرتين.
إنني ومع هذه الملاحظات إلا أنني أشد على أيدي كافة الطاقم الطبي والاداري والمساند الذي يواصل العمل ضمن الإمكانيات المتاحة بأقصى قدراته.
يكفي أن أذكر أنني راجعت عند فني تصوير رنين مغناطيسي والذي يقوم بعمل تصوير الرنين لما يقارب 10- 15 مراجع يوميا، حيث تتطلب الصور مدة تتراوح ما بين 15-30 دقيقة يكون فيها الفني منشغلا بالكامل مع المراجع في تهيئته وإجلاسه على سرير الفحص ومتابعة البيانات على أجهزة الحاسوب ومن ثم إعداد التقارير الخاصة بالفحص، وهذا العمل كله يقوم به منفردا بمعدل 8 ساعات كاملة على الأقل مكتملة الفعالية والانتاجية.
بالمختصر : اذا كانت هذه حالة أكبر مستشفى حكومي.. فكيف هو حال بقية المستشفيات.