في وطني الحبیب تعافر العدالة محاولة إیجاد موطئ قدم لھا دون فائدة،
في وطني إنجازاتك وعلمك ومجھوداتك توصف بأنھا حظ أو مھارة فردیة إن لم یكن خلفھا من یبرزھا،
في وطني یعیش المواطن وأبائھ وأجداده ویموتون وھم یلھثون وراء حلم الاكتفاء المالي،
في وطني یبقى ابن الحراث حراث وابن المسؤول مسؤولا.
في وطني حكومات تورث المناصب جھاراً نھاراً أمام الشعب المسحوق مخالفة توجیھات رأس الھرم المشغول بمعالجة قضایا جسام ،
في وطني الغالي حكومات تتبجح بأنھا لا تخطئ، وأن كل فساد مؤسساتھا یتم حسب الأسس والتشریعات، نعم حكومة محقة، فكیف لك أن تكشف فساد من یمتلك
َ الختم والحبر والأوراق المروسة بتاج الملك وعلَم الوطن؟!
ھذا ھو حال وطني الذي تضع فیھ الحكومات الشعب الصابر المرابط المضحي من أجل أمن دولتھ التي لا یملك سوھا ملجئ ومھرب في كفة، وحفنة من
الفاسدین المورثین والوارثین لمناصبھم وكروشھم ومیزاتھم في الكفة الراجحة.
في وطني تدفع سذاجة الحكومات إلى الاعتقاد بأن الشعب أضعف من المواجة معھا، لكن واقع الحال یقول بأن ھذا المواطن المسحوق یخشى على أبنائھ وأبناء
أبنائھ وأقاربھ وأصدقائھ، وأبناء شعبھ على مصیر لا یعلم أحد عواقبھ إذا ما ثارت ثورتھ ونفذ صبره.
في كل أزمة یخرج المواطن ھاتفاً باسم رأس الھرم لینصفھ ویزیح عنھ غمامات الحكومة القاتمة، ولكن البطانة غالباً تعمل على حجب الصوت عنھ كي لا تصل
ولا یسمعھا وتلك مصیبة، فإن كان ھذا النھج مقصود لخلق فجوة بین رأس الھرم والشعب الصابر فالمصیبة اعظم، دون تدخل رأس الھرم لتضییق الفجوة
ستفرط المسبحة، عندھا سنھتف جمیعاً… ” ان فات الفوت ما ینفع الصوت”، إلى اللقاء..
غازي ابوجنیب الفایز