أ.د محمد طالب عبيدات
في زمن جائحة كورونا أو حتى قبلها اﻹستثمار بشكل عام ربما يكون طريق اﻹنتاجية اﻷول صوب تحقيق اﻷهداف اﻹقتصادية المرجوة للأفراد والمؤسسات، وبالطبع فاﻹستثمارات في القطاع الخاص أجدى نفعاً مالياً بكثير من الوظيفة العامة؛ وأكثر أنواع الإستثمار نفعاً هو الإستثمار في القوى البشرية المؤهلة والكفؤة وخصوصاً الشباب الذين يشكلون كماً ونوعاً لا يستهان به بالمجتمع؛ كيف لا وهم أداة التغيير وصُنّاع المستقبل وفق الرؤى الملكية السامية؛ وعمل وزارة الشباب والجامعات والمدارس وغيرها بتكاملية على النهوض بهم صوب المستقبل المشرق:
1. اﻹستثمارات أنواع متعددة في القطاعات المختلفة والتي تعزز اﻹنتاجية والربح السريع والمردود المالي وخصوصاً في القطاع الخاص؛ ولا يمكن أن ينجح أي إستثمار سوى بوجود رأس مال بشري كفؤ ورأس مال مادي مليء؛ وفي حال وجود العنصر الشبابي يكون الإستثمار أكثر كفاءة وإنتاجية.
2. اﻹستثمار في القوى البشرية عن طريق التعليم ذو نفس طويل لكنه اﻷكثر واﻷجدى نوعاً من كل اﻹستثمارات؛ بالرغم من أنه يحتاج إلى مدة أطول ونوع آخر من الإستثمار بالعقول والمهارات الناعمة والمؤهلة.
3. اﻹستثمار ثقافة وتربية ومراس على اﻷرض ويربو بمشاريع إنتاجية أو خدمية واقعية دون أحلام أو بطولات وهمية؛ ولا يمكن للمستثمر أن يكون دخيلاً على المهنة أو القطاع لأن ذلك ببساطة يحتاج لمهارات ليست وليدة اللحظة بل مكتسبة منذ نعومة أظفار القوى البشرية.
4. ثقافة اﻹستثمار بالقطاع الخاص يجب أن تسود لدى جيل الشباب وخصوصاً للعاطلين عن العمل والباحثين عن الوظيفة، وبالطبع عليهم إمتلاك روح المبادرة والمبادأة والعطاء والتحدي؛ لكن ذلك يحتاج لمبادرات شبابية وجهات تساعد على الأخذ باليد؛ وأرى في بعض الوزارات كوزارة الشباب ووزارة الريادة والإقتصاد الرقمي وغيرها نموذجاً يحتذى في ذلك؛ ومطلوب المزيد من هذه الإستثمارات.
5. التمويل اللازم ﻷي إستثمار ناتج عن مبادرة شبابية متوفر وبجدوى إقتصادية فاعلة لدى صندوق التنمية والتشغيل لمن يمتلك المهارة ولا يمتلك المال الكافي للإستثمار؛ بالإضافة للجهات الداعمة والتي تعمل مع الشباب؛ وما أكثرها هذه الأيام في خضم تنامي إستحداث الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني التي تعزز هذه الرؤية على الأرض.
6. هنالك الكثير من قصص النجاح لمبادرات شبابية على اﻷرض صبغتها إستثمارية بدأت بمشاريع صغيرة ومتوسطة وآلت لمشاريع إنتاجية كبرى ومشغلة لرأس المال المادي والبشري ومحققة لفرص عمل مجدية؛ والمبادرات الريادية في بيئة الأعمال خير دليل على ذلك على سبيل تشغيل الشباب وإستحداث فرصهم التشغيلية لخلق بيئة جاذبة لفرص العمل الشبابية والمساهمة في حل مشكلة البطالة التي يعاني منها خريجو الجامعات هذه الأيام كثيراً.
7. مطلوب من شباب اليوم فرسان التغيير وصنّاع الغد النهوض والبدء فوراً بمشاريع إنتاجية وإستثمارية وفق رغباتهم ومهاراتهم وطموحاتهم لغايات أن نضرب أكثر من عصفور بحجر، نقضي على البطالة ونحقق اﻷمن اﻹجتماعي ونعزز اﻹنتاجية وننمي اﻹقتصاد الوطني، وفوائد جم أخرى؛ ونساهم في خلق بيئة ريادة الأعمال والإستثمار المنتج للشباب وندعم الإقتصاد الوطني بإضطراد.
بصراحة: اﻹستثمار والمبادرات في القطاع الخاص لدى جيل الشباب يحقق قصص نجاح يشار لها بالبنان، ويكون ذلك بالطبع كنتيجة للإستثمار في القوى البشرية المؤهلة؛والمطلوب توجيه وتوجه الشباب صوب اﻹستثمارات أنّى كانت والبدء فوراً دون تباطؤ أو تأخير بدلاً من اﻹصطفاف في طوابير العاطلين عن العمل.
صباح العمل واﻹنتاج واﻹستثمار الشبابي