د. ماجد الخواجا
#أحمد حسن الزعبي
أتذكرها جيدا تلك الأيام التي واصلنا فيها النضال بالقلم والفكر والنقد الحرفي الموجع والسخرية الجميلة اللاذعة لممارسات النظام الرسمي والشعبي.. للحكومات المتعاقبة.. كنا بقية حرس على توهج القيم ومبادئ الإنسانية.. كنا حملة مشاعل تؤشر على الفاسد والفساد.. كان محمد طمليه في نبضه الخاص به ببصمته ولمعان الوجع الشعبي في حرفه .. كان طلعت شناعة يتابع الصرخات على أرصفة الطرقات المكتظة بالاغتراب.. كان يوسف غيشان يلاعب بسبابته الساخرة مؤخرات من أصابهم وجع الباصور المزمن في الفساد.. كان كامل النصيرات يلهث جريا وراء ما تبقى من حماقات المسؤولين كي يلتقطها ويكنس شارع الوطن منها.. كان قبلنا ومعنا فخري قعوار الذي مهد السبل أمام السالكين في دروب الساخرين.. كان أحمد أبو خليل يواصل دق الخزان ما بين معان وعمان.. كانت الخسارات الرسمية تكبر والخسارات الشعبية تتلاشى.. أذكر بدايات #أحمد_الزعبي ذاك الآتي من شمال القلب إلى عمق الوطن.. كنا نعابث ونعبث في الفراغ الرسمي والشعبي.. دخل الزعبي محراب الحماقات الساخرة يقدم مشهدا وحالة تثري وتغني وتزيد من تنوع الرؤية وتعددية الآراء للمشهد والموقف والتصريح الرسمي الذي نتناوله مع قهوة الوطن كل صباح.. تدرك تماما كيف يقرؤك المسؤول عندما تعلم أن مقالتك تكون في مطلع التقرير الصحفي الموجز اليومي له.. تدرك أنك نكأت عش الدبابير عندما تنهال الاتصالات والدعوات وطلب اللقاءات بك.. تدرك أنك أوجعتهم عندما يبدأ حملة المباخر الاعلامية بهجوم لا تنقصه الدناءة عندما تطالع ما كتبوه من رداءة لاذعة بحقك.. أحمد الزعبي لم يكن يوما بطلا ولا يدعي انه رمز لأي شيء.. إنه مواطن يصحو صباحا ليساعد كغيره كل الموبقات وما يقترفه الرسميون من حماقات.. فيرسم بلونه ورائحة التراب تنسل من بين حروفه لتعيد تشكيل اللون والمعنى للحياة.. أحمد الزعبي جاء بعدنا.. لكنه بمثابرته سبقنا وتبوأ المراتب العليا في المحبة الشعبية له.. أعلم أنك لن تطيل الغياب وأن الشكوى ما هي إلا شهادة جديدة تنضم إلى سلسلة من تراكمية التجربة الإعلامية الانسانية.. رفيقي احمد.. ستمثل بين يدي القضاء العادل الذي اعتقد جازما أنه سيخط في نهاية المحضر جملة : المتهم تلوث بحب الوطن وغرق في جبهات الصدق.. وحذاري من أن تخرج تحت بند * عدم المسؤولية * من غيرك وغيري سيتم محاسبته كلما توجع الوطن.. ننتظرك عند أبواب الكرامة وعتبات المجد وساحات الفرح..