إدانة مالك شركة لإدارة وتطوير العقارات بجرم الاحتيال

حكمت محكمة صلح جزاء غرب عمان وجاهياً بإدانة المشتكى عليه (….) بجرم الاحتيال، والحكم عليه بالحبس ثلاثة اشهر والرسوم بعد تخفيض مدة الحبس من سنة لإعطائه فرصة لإصلاح نفسه وبعد إجراء المصالحة.

والمشتكى عليه (…) هو مالك ومدير شركة لإدارة وتطوير العقارات.

وقد جاء حكم المحكمة هذا بعدما ثبت لها ما يلي:

أولاً: لرغبة المشتكي (عبد الواحد) ببيع مجمع مملوك له في منطقة المقابلين، فقد توجه إلى شركة (…) لإدارة وتطوير العقارات المملوكة للمشتكى عليه (…) في منطقة دير غبار بعد مشاهدته لإعلان عبر موقع الفيس بوك بشأن تلك الشركة، وهنالك تمكن من الالتقاء بالمشتكى عليه بحضور الشاهد (فراس)، حيث كان المشتكى عليه يضع أعلام دول العالم المختلفة في خلفية مكتبه ليوحي بأن عمله على النطاق الدولي، وعلى أثر وعد المشتكى عليه للمشتكي بإمكانية بيع العقار (المجمع) فقد أصبح المشتكي كثير التردد على موقع الشركة والذي كان عبارة عن مجمع سكني مكون من ثلاثة طوابق، وقد التقى بأكثر من شخصية عامة في تلك الأثناء داخل مبنى الشركة ولدى سؤاله للمشتكى عليه عنهم كان يخبره بأنهم زبائن لديه.

ثانياً: باع المشتكي المجمع المشار إليه عن طريق شخص بخلاف المشتكى عليه، ولوجود سيولة زائدة معه، فقد عرض عليه المشتكى عليه أن يبيعه ثلاث قطع أراض في السلط وجرش وناعور مقابل مبلغ مائتي ألف دينار، فوافق المشتكي على ذلك واشترط على المشتكى عليه بأن للمشتكي شقة في منطقة عبدون سيقوم ببيعها بمبلغ مائتي ألف دينار رغم أن ثمنها مائتي وستون ألف دينار.

ثالثاً: وإمعاناً من المشتكى عليه في مشروعه الوهمي فقد كان يرسل للمشتكي صوراً جوية مستخرجة عبر موقع الأراضي لتلك القطع وصوراً عن الوكالات عبر تطبيق الواتس أب ليؤكد له وجود تلك القطع، وعلى أثرها قام المشتكي بعمل وكالة غير قابلة للعزل بالشقة الموجودة في منطقة الياسمين من مالك تلك الشقة لمصلحة المشتكى عليه مباشرة لدى كاتب عدل عمان، وفي ذات اليوم تواجد الشاهد فراس برفقة المشتكى عليه في مبنى الشركة بانتظار تأكيد جاهزية الوكالات لكون المشتكي رفض دفع المبالغ إلا عندما تكون الوكالات جاهزة، فقد قام المشتكى عليه وأمام الشاهد فراس بإجراء مكالمة هاتفية مع أحد موظفيه وقام ذلك الموظف بإخبار المشتكى عليه أن الوكالات باتت جاهزة وعلى أثرها قام الشاهد فراس بالطلب من المشتكي أن يدفع المبلغ للمشتكى عليه وقام المشتكى عليه ولضمان استلامه المبلغ بالتواصل مع المشتكي هاتفياً وأخبره (الله وكيلك الوكالات جاهزات وحسستني أني بشحد منك بس أنا محتاج المصاري بسرعة لأنه في وريث بدنا نطلعه من قوشان الأرض عشان نسلملك الوكالات جاهزة بكره الصبح) وهذا وضع المشتكي في حرج من المشتكى عليه وقام على أثرها وبحضور الشاهد فراس بتسليم المشتكى عليه مبلغ مائة وستون ألف دينار المشار إليها في منزل المشتكي وقام بتسليمه الوكالة الخاصة بشقة الياسمين.

رابعاً: وفي اليوم التالي ولدى مراجعة المشتكي والشاهد (فراس) للمشتكى عليه بدأ بالمماطلة والتذرع بعدم جاهزية الوكالات، ولخوف المشتكي طالب المشتكى عليه برد المبلغ لعدوله عن فكرة الشراء، إلا أن المشتكى عليه قام بعمل وكالة قابلة للعزل للمشتكي بالشقة الكائنة في منطقة الياسمين، وأخبر المشتكي أنه قام بإنفاق المبلغ المالي، وبعدها غادر المشتكى عليه إلى تركيا، وفق ما اطلعت “مدارالساعة”.

خامساً: وبعد ذلك عرض المشتكى عليه على المشتكي أن يعطيه قطع أراض في الطفيلة مقابل المبلغ العائد له، وتبين بأن تلك القطع ليست ذات قيمة عالية، وكما طلب المشتكى عليه من المشتكي الحضور إلى تركيا من أجل إعطائه ثلاث فلل بتركيا بدلاً عن المبلغ العائد له وعلى أن يدفع المشتكي مبلغ تسعين ألف دينار وأخبره أن هنالك شيخاً خليجياً سيشتري إحدى الفلل بمبلغ تسعين ألف دينار وبذلك تكون الفيلتان المتبقيتان للمشتكي، ولدى وصول المشتكي والشاهد فراس إلى هناك حاول المشتكى عليه التملص منهما، وبعد تمكنهما من الالتقاء به رفض المشتكي أن يدفع أية مبالغ إضافية وتبين بأنه لا يوجد أي مشتري لتلك الفلل، وأنها بالأصل مملوكة للشاهد (احسان) وهنالك اتفاق بينه وبين المشتكى عليه على مبادلة عقارات وكان الشكل النهائي لاتفاقهما قيام المشتكى عليه بالتنازل عن عقارات للشاهد وهو ما قام به فعلاً وأن يقوم الشاهد بالتنازل بالفلل للمشتكى عليه وعلى أن يدفع المشتكى عليه مبلغ تسعين ألف دينار هي التي طلبها من المشتكي، وأن المشتكى عليه كان قد أخذ المشتكي للشاهد احسان وقام بذكر أنه مالك الفلل أمام الشاهد إحسان الذي بدوره أخبر المشتكي أن المشتكى عليه مدين له بمبلغ تسعين ألف دينار، وقد قام الشاهد (طارق) بمراجعة ذوي المشتكى عليه وتمكن من الالتقاء بالمشتكى عليه والذي أقر بأن ذمته مشغولة بمبلغ 265 ألف دينار وطلب مهل للسداد متذرعاً أمام الشاهد بأنه يتعامل بالذهب والدولار الأسود، وعلى أثر ما سبق بيانه، تبين بأن المشتكي والشاهد فراس قد وقعا ضحية إيهام المشتكى عليه وبما مجموعه (مائة وستون ألف دينار نقداً وستون ألف دينار التي تعهد المشتكى عليه بتحملها كفرق ثمن الشقة الكائنة في عبدون)، فتقدم المشتكي بشكواه هذه وجرت الملاحقة.