تطالب فاعليات رسمية وشعبية وأهلية بإعادة إحياء المهرجانات الثقافية والتسويقية والفنية والسياحية إلى مدينة جرش، لتوفر فرصا تسويقية وترويجية للمنتوج الجرشي السياحي والغذائي والتراثي والتاريخي والحرفي والمهني.
وأكد رؤساء الجمعيات الخيرية وفاعليات شعبية، ان مهرجانات جرش كانت متنفسا حيويا ونشطا للتسويق لمدينة جرش الأثرية سياحيا وغذائيا وفنيا وتاريخيا، مشيرا إلى أن هذه المهرجانات كانت حيوية وفاعلة في توفير فرص عمل وتسويق المنتج الجرشي، نظرا للنشاط السياحي الذي تخلقه على مدار العام.
بدورها قالت رئيسة جمعية سيدات جرش الخيرية هبة زريقات، إن عضوات الجمعية كنا يشاركن بشكل نشط في كافة المهرجانات، التي كانت تقام في مدينة جرش، وهي: مهرجان جرش للثقافة والفنون ومهرجان اللبنة ومهرجان جراسيا ومهرجان العنب ومهرجان المنتوجات الجرشية الغذائية ومهرجان المونة، مشيرة الى انها كانت توفر فرصا تسويقية مناسبة لمنتوجات السيدات العضوات في الجمعيات الخيرية.
وتؤكد أن هذه المهرجانات كانت نافذة تسويقية حيوية ومواقع للتشبيك بين المنتجين والتجار، خاصة وأنها كانت مستمرة على مدار العام، وفي مختلف المواسم الإنتاجية وتسوق المنتج الجرشي بامتياز في كافة دول العالم.
وأضاف أحد رؤساء الجمعيات التعاونية في جرش محمود الحراحشة ، ان وقف المهرجانات تسبب في توقف التسويق في العديد من الأسر المنتجة، لا سيما وأن العديد من المنتوجات التراثية من الألبسة والمنسوجات والملابس التراثية لا تسوق إلا في السوق الحرفي في المدينة الأثرية أو في المهرجانات
وأوضح أن إعادة تفعيل المهرجانات ضمن شروط الصحة والسلامة العامة، يساهم في إحياء الحرف والمهن التراثية التي يتوارثها الجرشيون منذ مئات الأعوام، مؤكدا ضرورة الحفاظ عليها من الإندثار أو التعثر، خاصة وأنها تحمل تاريخ وطابع جرشي أثري قديم.
بدورها، قالت المنتجة جمانا الكردي، إن نسبة المبيعات من منتوجاتها للعناية بالبشرة والشعر والتي تصنعها في معمل صغير في منزلها بالشراكة مع بعض الجارات إنخفضت بنسبة كبيرة جدا، لا سيما وأنها كانت تعتمد على المهرجانات وورشات العمل والمناسبات الثقافية في جرش في تسويق منتجها.
وأكدت انها حاليا لا تسوق سوى بضع المنتوجات في الحي السكني الذي تقطن فيه، لا سيما وان حركة التسويق متوقفة تماما منذ بدء الجائحة ووقف المهرجانات، مؤكدة ان إعادة إحياء مهرجانات جرش يعيد إحياء الحرف والمهن الجرشية ويساعد على الترويج لها وتسويق المنتج الجرشي كما كان سابقا.
إلى ذلك أكد مصدر مطلع في سياحة جرش، أن قرار إعادة المهرجانات إلى مدينة جرش يعتمد على قرار من مركز إدارة الأزمات، حرصا على صحة وسلامة المواطنين، مشيرا إلى انه وفي حال تم إعادة المهرجانات سيتم التعامل مع كل فعالية ضمن البروتوكول الطبي المعمول به عالميا.
وقال رئيس منتدى جبل العتمات الثقافي المهندس خلدون عتمة، أن مدينة جرش كانت تتميز بمهرجاناتها التي كانت تقام في أروقة المدينة الأثرية، والتي كان كل مهرجان فيها يحمل طابعا ثقافيا وفكريا وتاريخيا يختلف عن الأخر.
وأضاف أن الزوار كانوا يقصدون المهرجانات ويقصدون زيارة المدينة الأثرية وعدة مواقع أثرية متعددة موجودة في جرش ولقربها من العاصمة وموقعها بالنسبة للمحافظات الأخرى، واعتدال مناخها على مدار العام، مشيرا إلى ان الحركة النشطة السياحية تعتبر سبب نجاح المهرجانات وتميزها عن باقي المحافظات.
ويعتقد عتمة، ان هذه المهرجانات، كانت توفر فرص عمل لابناء المحافظة من خلال تقديم حرفهم ومنتوجاتهم ومشغولاتهم ومواهبهم وتسوقها على مستوى العالم، مشيرة إلى ان توقفها يعني بالضرورة توقف عمل العديد من الأسر المنتجة ويحرمهم من مصادر دخلهم وخاصة المهن التراثية الموروثة من مئات السنين.
ويناشد عتمه بضرورة إعادة إحياء المهرجانات الجرشية ولو بشكل جزئي ومحدود، حتى تشجع السيدات والحرفيين والمهنيين على الاستمرار في الإنتاج وتعويض جزء من خسائرهم من جائحة كورونا وتغطية تكاليف العمل للحفاظ على مهنهم وحرفهم وإحياء السياحة الداخلية في مدينة جرش.