م.سليمان عبيدات
لا شك أن التعليم هو اساس تقدم وازدهار الدول والمجتمعات على مر العصور. والتعليم مرحلة تسبق احتياجنا لترياق الحياة، وهو مادة الحياة ووقود استمراريتها.
فالعلم هو اساس نهضة الدول وحضارة الشعوب، لذلك يجب ان نُفكر جديا في تطوير التعليم واساليبه وادواته، حتى نواكب الدول التي سبقتنا.
من ندوة للخبير الاقتصادي طلال أبوغزالة عبر برنامجة على احدى الشاشات، ساعتمد على نقاط مهمة وردت في الندوة.
فقد دعا إلى إحداث تغيير جذري في العملية التعليمية، وإن النظام التعليمي الراهن هو تعليم تقليدي، حيث يتم امتحان الخريجين في قدرتهم على الحفظ وليس على الفهم، وأكد على ضرورة الانتقال من التعليم الى التعلم، أي أن الطالب هو الذي يجب أن يبحث ليصل إلى المعلومة التي يحتاجها.
نعم ما نحتاجه، تنمية القدرة على التحليل والاستنتاج واستخلاص المعلومة المفيدة. ومعرفة كيف نطور انفسنا ونصبح مبتكرين في مجال اختصاصاتنا، لا ان نحفظ ما يتم تلقينه لنا.
ويقول الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات في مقال له «وقفت الامتحانات وخاصة التوجيهي عقبة أمام تطوير التعليم خلال المائة سنة الماضية، وما زالت هي العقبة أمام التطوير».
لذلك اصبح لزاما علينا التحول من التعليم الى التعلم، فكم نتذكر مما تلقيناه في التعليم المدرسي والجامعي، وكم قيمة ما حفظناه في حياتنا العملية.
في الكثير من دول العالم اصبح موظف الاستعلامات روبوتا يعمل بالذكاء الاصطناعي يتلقي المكالمات بدل الانسان، يُتقن فهم الكثير من اللغات واللهجات، ويستطيع ان يحل لك المشكلة، واذا لم يتمكن من حلها، يطلب من الشخص المتصل بعض المعلومات الضرورية لتقديم شكوى وهو يرفع الشكوى للمختصين.
وهذا ما يدفعنا للمُقارنة، اين التغيير في اساليب وتقنيات التعليم مقابل ما يحصل من ثورة في مجال الاتصالات والاجهزة التقنية والسيارات والاسلحة وفي كل شيء.
فإلى ماذا يعود ذلك؟
يبدو ان المؤسسات التعليمية متمسكة بتقاليدها والابقاء على ما هي علية خدمة لمصالحها او ربما هي غير قادرة على تطوير نفسها، وأكبر دليل على ذلك احتفاظها بتدريس تخصصات راكدة منذ سنوات، بينما هناك تخصصات حديثة ومُتطورة ومطلوبة لسوق العمل لم تدخل في برامجها.
كيف لا ونحن نعيش في عالم المنافسة بين الآلة والانسان، وهذا يدفعنا ان نفكر جديا في المستقبل القريب، والاسراع في وضع الخطط والبرامج واختيار التخصصات المستقبلية التي لا تُنافس الآلة وإنما تكون الآلة مساعدة للانسان في انجاز عمله.
اصبحت بعض الدول المتقدمة تتنافس في التعلُم عن بُعد، وتوفر كل العلوم الجامعية للاختصاصات المختلفة، ويتخرج الطالب من جامعاتها ويُمنح شهادة باعلى الدرجات العلمية.
وفي المقابل نجد جامعاتنا تصرف نصف موازناتها على ما تسميه الحرم الجامعي وحل مشكلة البطالة، فحملت نفسها ديون عاجزة عن سدادها، ميزانياتها تعاني من العجز الدائم، ومقصرة بالأهم البحث العلمي.
نحن في عالم متغير بسرعة فائقة، فعلينا ان نتغير ونُغير، خاصة في التعليم واساليبه ومخرجاته حتى نواكب ما يحصل من تطور في كل المجالات.