الأردن اليوم – في الوقت الذي تلمح فيه الحكومة باعتماد التعلم عن بعد وتعد العدة لذلك كما بينت تصريحات وزارة التربية بأنها جاهزة لتقديم المحتوى الإلكتروني في حال تفشي الوباء؛ يوجد ما يقارب 50 ألف معلم ومعلمة و30 ألف عامل وعاملة من بينهم سائقي باصات نقل الطلبة وعمال النظافة سيتعطلون عن العمل إذا أغلقت المدارس الخاص بحسب مراقبين.
كما تلاشت الحكومة عن تقديم أي دعم لمعلمي وأصحاب المدارس الخاصة، والذين يعتبرون أن أي قرار خاطئ في المرحلة المقبلة سيتسبب بكارثة اقتصادية كبيرة يقع فيها القطاع التعليمي الخاص بكل أركانه، وفي المقابل قدمت دعما لمدارس وكالة الغوث الدولية بقيمة مليون و341 ألف دينار.
المدارس الخاصة بطريقها للإغلاق
نقيب أصحاب المدارس الخاصة منذر الصوراني قال ” إذا أُجبرنا على نظام التعلم عن بعد سنختصر كل المسافات ونغلق المدارس” مشيراً إلى أن الحكومة لم تقدم ديناراً واحدا تدعم فيه القطاع الخاص.
وبين الصوراني أن أكثر من 50 بالمئة من المعلمين سيتم إقالتهم إذا اعتمدت الحكومة التعلم عن بعد، موضحاً أن بذلك لم يكون هناك مردود للمدارس إذا تم تعطيل الطلبة.
وأضاف أن أعداد الطلبة ستقل بنسبة كبيرة في حال صدر القرار بإلغاء التعليم المباشر وفي المقابل فإن جميع النفقات ثابتة بين أجور معلمين وعاملين ومصاريف مياه وكهرباء واتصالات وهي أدوات تشغيل ثابتة، مؤكداً أن هذه التكاليف ليست بمقدور أصحاب المدارس.
50ألف معلم ومعلمة مهددين بالبطالة
من جهته أوضح مالك إحدى المدارس الخاصة الدكتور جعفر صالح أن ما نسبته 80 بالمئة من أولياء الأمور لم يسددوا الأقساط المترتبة على أبنائهم بالرغم من الخصومات التي قُدمت لهم، إضافة إلى أن جميع الكوادر التعليمية استلموا رواتبهم كاملة.
وأشار إلى أن أولياء الأمور غير مقتنعين بالتعلم عن بعد وأنهم باشروا بنقل أبنائهم من المدارس الخاصة إلى الحكومية للتخفيف من الأعباء على الأسرة في ظل الظروف الحالية، مبيناً أن هناك 50 ألف معلم من كافة محافظات المملكة يعملون في القطاع الخاص أصبحوا مهددين لأن ينضموا إلى قوائم العاطلين عن العمل.
قطاعات اقتصادية كبيرة مهددة بالإغلاق
بين الخبير الاقتصادي محمد البشير أن القطاعات الاقتصادية المتعلقة بالعملية التعليمية كالمكتبات وخدمات القرطاسية وشركات الخدمات المطبعية إضافة إلى قطاع النقل ستتأثر في حال اعتماد التعليم الإلكتروني، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى المزيد من البطالة.
وأكد أن المستثمرين في القطاع الخاص سيتأثرون وذلك سيؤدي إلى إغلاق المؤسسات التعليمية الخاصة
التعليم عن بعد لا يحقق المطلوب
أوضحت الخبيرة التربوية الدكتورة بشرى عربيات أن التعلم عن بعد لا يحقق الهدف المطلوب من التعليم والتقييم، بسب غياب التواصل المباشر بين المعلم والطلبة، إضافة إلى أن الطالب يفقد الدور التربوي من ناحية سلوكية ومن ناحية أخلاقية، عدا عن عدم توفر تقنيات لازمة للتعليم الإلكتروني.
50 بالمشة من المدارس سواء الخاصة أو الحكومية ليست جاهزة لمتابعة التعليم عن بعد لأن التجربة الأخيرة كانت عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي (واتساب و فيس بوك) معتبرة أن التجربة السابقة ليست تعليما عن بعد
فوضى بانتظار المعلم مع بداية العام الدراسي
قالت الدكتورة بشرى عربيات أن المعلم سيواجه فوضى مع بداية العالم الدراسي سواء كان عن قرب أو عن بعد نتيجة ما حدث من نتائج غير واقعية في الثانوية العامة والتي كان سببها التعليم الإلكتروني والتصحيح عن طريق الماسح الضوئي، ووصفت الإجراءات الأخيرة بــ”المهزلة” مطالبة الحكومة بأن تكون واضحة وشفافة بتصريحاتها وأن تحدد بوقت.
وقال المستشار التربوي د.عايش النوايسة أن أولياء الأمور يعتقدون أنهم يشترون سلعة مقابل المال وأنه إذا اعتمد التعليم عن بعد يسكون بذات الجودة في التعليم عن بعد في المدارس الخاصة مما سيتسبب بتأثير على المستثمرين إضافة إلى فقدان العاملين لوظائفهم.
وأضاف ” حتى لو أن المدارس الخاصة لم تغلق لكنها ستخفف كثيرا من أعداد موظفيها من عمال وخدمات لوجستية أخرى وبنسبة كبيرة ” .
وأكد ان الحكومة عاجزة عن إيجاد حلول تعليمية إضافة إلى أن خطط الحكومة لا تلبي الطموحات، مشيرا إلى أن التعليم عن لا يكون عن طريق التلفاز كما حصل في التجربة الأخيرة إنما عن طريق التعلم الرقمي
هجرة الطلبة من القطاع الخاص للحكومي
يعاني أصحاب المدارس الخاصة من هجرة الطلبة وبأعداد هائلة إلى المدارس الحكومية نتيجة التخبط بالقرارات الحكومية وارباك أولياء الأمور مما سيزيد العبئ على القطاع الحكومي، فيما صرحت الأمين العام لوزارة التربية والتعليم نجوى قبيلات أن الوزارة ستقوم باستئجار مباني بجانب المدارس لحل مشكلة الإكتظاظ الناتج عن الهجرة، وسط تساؤلات حول كيفية الاستئجار وتكلفته والأعباء الصحية والمالية المترتبة على ذلك.
آثار نفسية يسببها التعليم عن بعد
بين الخبير النفسي خليل الزيود الآثار النفسية على الطالب نتيجة التعليم عن بعد فتمثلت بغياب تطوير المهارات الإجتماعية عند الأطفال بسبب فقدان التواصل المباشر بين الطلبة والمعلمين، إضافة إلى التفاعل لغياب حصص الفن والرياضة عدا عن غياب شخصية المعلم، مؤكداً أنه لا يمكن أن يكون التعليم الإلكتروني بديلا موضوعيا للتعليم المباشر.
ومن أوضح الخبير النفسي الدكتور موسى المطارنة أن الأثر النفسي السلبي يعود على الأهل من خلال متابعة كل ما يحتاج الطالب وخصوصا إذا كانوا يعملون فستكون هناك صعوبات في تدبير أمور الأبناء وتنسيق الوقت ليتناسب مع أعمالهم.
وأضاف” الآثار النفسية على الأسرة لها انعكاسات سلبية كبيرة نتيجة الواجبات والأدوار المطلوبة منهم إضافة إلى أن المدرسة تقوم بإعداد أنشطة للطالب وهذه الأنشطة ستغيب في المنزل مما يتسبب للطالب بشعوره بأنه في سجن بسبب فقدان الجانب المهاراتي والأنشطة الأخرى.
ولتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع قام فريق عملنا بالاتصال مع أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية نواف العجارمة والأمين العام للشؤون الإدارة والفنية نجوى ولكنهم امتنعوا عن الرد على استفساراتنا.
من جانبه أعد موقع الأردن اليوم استبيانا حول مدى رضى المواطنين عن التعليم الإلكتروني وتاليا رابط الاستبيان