م.سليمان عبيدات
يُشير مفهوم الذّكاء الاصطناعيّ إلى قدرة الحواسيب الرقميّة على القيام بمهام مُعينة تُشابه ما يقوم به الانسان، كالقدرة على التفكير أو التعلُم من التجارب السابقة التي تتطلب عمليات ذهنية، كما يهدف إلى الوصول إلى أنظمة تتمتع بالذكاء وتتصرف كما يتصرف البشر، وتختلف مجالات الذكاء الاصطناعي عن بعضها البعض حسب الهدف المراد تحقيقه من توظيفها.
اما الأمن السيبراني فهو ممارسة حماية الأنظمة والشبكات والبرامج والبيانات والنظم التكنولوجية من الهجمات الرقمية، التي تهدف عادةً للوصول إلى المعلومات الحساسة أو تغييرها أو إتلافها أو ابتزاز المال من مستخدميها وحتى مقاطعة العمليات التجارية.
اصبح أسم الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني من التخصصات التسويقية المهمة في الجامعات والدراسة الاكاديمية، حيث استغلت هذه الأسماء في التنافس وتسويق بعض التخصصات لديها بإضافة اسم الأمن السيبراني او الذكاء الاصطناعي لبرامج قديمة باضافة مادة او مادتين على البرنامج .
وتتوفر برامج الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والتخصصات الحديثة الآخرى في كل الدرجات الاكاديمية، من مرحلة الدبلوم والبكالوريس والماجستير وحتى الدكتوراة.
فهل هذا هو الأسلوب التعليمي الأفضل للوصول للفائدة المرجوة من هذه التخصصات؟ .
نصيحة المختصين، أن لا يدرس الطلاب هذه التخصصات كتخصص كامل في البكالوريس، لأنها مرحلة تأسيسية في تخصصات الحاسب الأساسية ومرحلة مهمة جداً في مسيرة اي طالب المستقبلية. فاذا رغب الطالب بالتخصص، فيُنصح بالدخول في مرحلة البكالوريس بتخصص علوم الحاسب لأنه يوفر للطاب دراسة كل ما يتعلق في الحاسب كأساس، مثل أنظمة التشغيل والبرمجة وقواعد البيانات والشبكات الحاسوبية وغيرها، وهو يعتبر نصف المنهاج للتخصصات الحديثة المُراد التخصص بها.
وحتى تبدع في الأمن السيبراني أو الذكاء الاصطناعي، يتطلب اولا الفهم العميق للحاسب الآلي وتقنية عمله حتى تستطيع حمايته او التعامل معه في التطبيقات الآخرى.
ينصح من يرغب في العمل بالقطاع الخاص، بالاتجاة الى الشهادات المهنية وليس الى الشهادات الاكاديمية.
ففي الحاسب الآلي يوجد وبكثرة ما يُسمى الشهادات المهنية والاحترافية، وهي برامج تدريبية خاصة بشركات تقنية او تدريبية لفهم التخصص بشكل تطبيقي، وهذا العلم التقني يتطور ويتغير بشكل مستمر، مما يستوجب على المُتخصص تجديد معلوماته ومهاراته بشكل متواصل.
اما الشهادات الاحترافية في تخصصات غير الحاسوب، فتعتبر الأكثر طلباً في سوق العمل، لأن الحاصل على مهارات تطبيقية من الشركة التقنية او التدريبية للبرنامج، يكون مؤهلا للقيام بمهام العمل دون الحاجة لتدريبه عند التعيين كموظف جديد رغم عدم امتلاكه أي خبرة.
أصحبت الشهادات الاحترافية وسيلة ومدخلا مهما لكل من يرغب بالدخول الى سوق العمل التقني والمهني، واصبح ملاحظا بشكل اعتيادي في الشركات التقنية العالمية التي تقبل المقدمين للوظائف من اصحاب الشهادات المهنية والاحترافية من دون شرط الحصول على شهادة جامعية .
من هذا الباب الواسع ادعو شبابنا الى التوجه للحصول على احدى هذه الشهادات المهنية والاحترافية التي تنقله الى عالم يوفر فيه على نفسه عناء البحث عن وظيفة متواضعة براتب متواضع.