يا حكومتنا الرشيدة حتى لا يتسع الخرق فيصعب الرتق!!!

صدقوني كنا نُداريكم ونجامل بالرضا خلال الأزمة خوفاً على الوطن والمواطن لا أكثر، فالعارفون بمواطن الأمور في كل العالم يعلمون بأن هناك سيناريوهين لا ثالث لهما حول كورونا، الأول: هو أن( تمطمط) الحكومات في سرعة انتشار المرض وهذا ما حدث بالاردن فعشنا إغلاقات قاسية ، أثقلت كاهل الاقتصاد وطال الطريق على المواطن المثخن بالجراح أصلا.
والثاني: أن تُترك على الغالب ويتم التركيز على الحالات الصعبة بعيدا عن التهويل ، وان تكون الإغلاقات مبرمجة بعيدا عن الفزعات والإستعراض الإعلامي.

اليوم وبعد أن ذهبت السكرة وأتت الفكرة أعلنتم أن إغلاقاتكم لم تعد تنفع وأن الإنتشار لا يمكن السيطرة عليه ، فلم يبقى الغامض غامضاً الى الأبد..

الخرق الذى اتسع اقتصاديا واجتماعيا ونسأل الله ان لا يتسع طبيا ،لم يعد باستطاعة حكومة الدكتور الرزاز ترقيعه، كما أنه لم يعد قابلا لأي رُقع جديدة لسده،
رغم هذا وذاك ما زال الغموض في التعامل مع بيوت الله لا يقنع احد.

فوالله ما إلتزم أحد أكثر مما إلتزم رواد المساجد ودور العبادة دون غيرهم وذلك حبا من الله وبيوته لا خوف من المرض.

منذ الشهر الثالث لأزمة كورونا أخذت على نفسي أن لا أتحدث كثيرا في ملفات الحكومة وادارتها للمشهد، فمن يفهم بالإعلام يعلم اننا انتقلنا من معالجة الجائحة وتبعاتها الى معالجة ردود الفعل الإعلامية التي تنشر هنا وهناك لا أكثر فتحول المرض الى مؤتمر صحفي يختتم بعدد الحالات والسلام ختام..
ان يصدر قرار على لسان الناطق باسم اللجنة الوطنية للأوبئة إن عدم إلتزام المصلين بالتدابير الصحية كان سببا في إغلاقها يزيد المشهد إثارة ولا أعلم مصدر هذه المعلومة إلا إذا كانت الحكومة من رواد المساجد فبهذا تكون أعلم منا ولها الحق في تقييم الوضع عن قرب .
كنت أتمنى من وزير الأوقاف قبل أن يتحدث مرارا وتكرارا أن تعليق الصلوات في المساجد يتماشى مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي حثت على حماية النفس البشرية، ومنعها من خطر الموت، وإمتثالا للقاعدة الشرعية التي تقول “درء المفاسد أولى من جلب المنافع”، أن تفتح دور العبادة بعد أن سلمت الراية فهي ملاذنا الأخير وأن يسمح لأهل العلم والعلماء من أطباء أاهل إختصاص بصعود منبر رسول الله لتوعية المواطنين وحثهم على الإلتزام وشرح الواقع دون رتوش.

رغم هذا وذاك ما زلت أكرر ما زال على هذه الأرض ما يستحق العمل والبناء والإنجاز .

حمى الله الأردن الغالي وأهله من الوباء والبلاء فهو القادر على ذلك وهو أرحم الراحمين.
المهندس مدحت الخطيب