الأردن اليوم – لم تستطع أي حكومة القيام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والحد من الفقر والبطالة إذا استمرت الآلية ذاتها في اختيار الحكومات والمبنية على نفس النهج، وعلى مدى 20 عاما لم تأتٍ أي حكومة بمشروع إصلاح حقيقي، بل تزيد الخسائر والديون وترتفع أعداد البطالة ونسب الفقر، بحسب خبراء.
ما هو المطلوب من الحكومة القادمة؟
“على الحكومة القادمة أن تعزز الحريات الإعلامية ومسألة نقص وحجز المعلومات ويجب أن يكون هناك انفتاح أكثر على وسائل الإعلام المختلفة ومسألة توقيف الصحفيين والإعلاميين بقضايا النشر يجب أن تتوقف” بحسب تصريح لنقيب الصحفيين السابق طارق المومني.
وأكد المومني، أنه على الحكومة القادمة أن تركز على الأجندة الإقتصادية، وأن تخفض الضرائب في حال أرادت تحريك عجلة الإقتصاد والحركة الشرائية في الأسواق.
نريد خطط واقعية قابلة للتطبيق
قالت النائب السابق الدكتورة أدب السعود أن الحكومة القادمة ستكون انتقالية مهمتها إدارة ملف الإنتخابات النيابية، والمطلوب منها أن ترفع نسبة المشاركة باستخدام أدوات معنية برفع الوعي، وعليها محاربة المال الأسود وضمان النزاهة، ليكون المجلس النيابي القادم قوي ويستطيع أن يحلل خطة الحكومة قبل إعطائها أو طرحها للثقة.
وأضافت السعود في حديث للأردن اليوم ” حكومة الرزاز جاءت بعد أزمة واحتجاجات شعبية ووعدت بالنهضة وسميت بحكومة النهضة، ولكن وجدنا هناك تراجع بالإقتصاد وتضخم في المديونية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة”
وأشارت إلى أن المطلوب من الحكومة القادمة، أن تعيد قراءة العلاقة بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني الرسمية مثل النقابات والأحزاب حتى يتحقق الإصلاح الشامل في الإقتصاد والسياسية والحياة الإجتماعية.
“نريد خطط واقعية قابلة للتطبيق وأتمنى أن تضم الحكومة القادمة شخصيات وطنية تستطيع بناء خطط حتى وإن جاءت نتائجها الإيجابية قليلة” بحسب السعود.
على الحكومة القادمة إنعاش الحياة الإقتصادية والسياسية
قال المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات أنه على الحكومة القادمة تحمل تبعات فيروس كورونا، والتي خلفتها تخبطات الحكومة السابقة، مبيناً أن البطالة والفقر شهدتا ارتفاعا كبيرا بعهد حكومة الرزاز المستقيلة بشكل غير معهود والخطة تحتاج لإنعاش من جديد.
وأضاف الحوارات “خطة الإنعاش بحاجة إلى تضامن المؤسسات الطبية والتنسيق المشترك بين كل القطاعات للتعامل مع تداعيات فيروس كورونا الصحية وهذا باعتقادي لا يتحقق إلا بتشكيل هيئة مشتركة من جميع القطاعات الحكومية والصحية والخدمات الطبية والقطاع الخاص للتعامل مع الوباء، بحيث تضمن هذه الخطة استثمار الغرف وأقسام العناية الحثيثة في المستشفيات الخاصة والجامعية وتنسق من خلال غرفة عمليات بين جميع القطاعات.
وأكد أنه يجب على الحكومة القادمة إيجاد خطة لإنعاش المتضررين الفقراء من جائحة كورونا والذين فقدوا أعمالهم بشكل مستدام بعيدا عن المظهرية.
وأشار إلى أن الحكومة القادمة مطالبة بإعادة إنعاش الحياة السياسية من خلال الدعوة لحوار وطني حقيقي يناقش التداعيات الخارجية والداخلية وأن يدار هذا الحوار الوطني من هيئة مستقلة.
أما على الصعيد الخارجي قال الحوارات “يجب أن يؤمن صناع القرار بالإمكانيات الحقيقية للأردن وأن أي تراجع للموقف الأردني ليس مرده إلا إلى ضعف الحكومات”.
وأكد لن تسطيع أي حكومة القيام بهذه الخطط أو تأتي بخطط لإنعاش الحياة الإقتصادية والسياسية إذا استمرت الآلية ذاتها في اختيار الحكومات والمبنية على نفس النهج المعهود”.
على الحكومة القادمة أن تتوقف عن النهج السابق
وطالب الناشط السياسي محمد الزواهرة من الحكومة القادمة أن تتوقف عن نهج الحكومة المستقيلة وأن تعيد النظر بفكرة الإصلاح السياسي.
وأضاف ” أؤمن ان الحكومات على مدى 20 سنة لم يكن لها مشروع حقيقي للإصلاح السياسي ومشاكلنا الإقتصادية والإجتماعية جذرها سياسي”
وأكد أن إعادة النظر بالإصلاح يبدأ من خلال تأجيل الإنتخابات وتعديل قانون الإنتخاب إضافة إلى تعديل قانون الأحزاب السياسية وأيضا إعادة النظر بملاحقة النشطاء السياسيين وما يتعلق بالضغط عليهم من الأجهزة الأمنية والجهات الحكومية.
وأعاد التاكيد على أن المطلوب من الحكومة أن تتصرف بشكل أسرع فيما يتعلق بمواجهة الوباء وأن يكون هناك شفافية أكثر فيما يتعلق بمصارحة الناس بوضع بلدنا الوبائي.