قالت وكالات إنسانية أممية أن السودان يشهد كارثة إنسانية مزدوجة ناتجة عن السيول الغزيرة والتضخم المتزايد، ما أدى إلى زيادة عدد المحتاجين للمساعدة، وارتفاع التكلفة المحلية للاستجابة لتلك الاحتياجات.
ونقل مركز أخبار الأمم المتحدة عن المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يانس لاركيه قوله للصحفيين في جنيف اليوم الجمعة، أن أكثر من 860 ألف شخص تدمرت منازلهم أو تضررت بسبب الفيضانات، فيما لقى أكثر من 120 شخصا مصرعهم، وفقا للسلطات المحلية. وأضاف: أن المدارس ومرافق الصحة والمياه والصرف الصحي تضررت أو أصابها الدمار، خاصة في ولايات شمال دارفور والخرطوم وغرب دارفور وسنار. وبين لاركيه إن ارتفاع التضخم، الذي وصل نحو 170 بالمائة في آب، وما يرتبط به من ارتفاع في الأسعار المحلية ونقص في السلع الأساسية، يعيق جهود الاستجابة بطرق رئيسية، مشيرا الى ان أسعار الإمدادات التي يتم شراؤها محليا ترتفع كل أسبوع.
وأوضح ان معظم الأسر السودانية انفقت بالفعل حوالي 65 في المائة من دخلها على الغذاء، لذلك تؤدي هذه الزيادات في الأسعار إلى زيادة الجوع وتقويض التعليم والصحة والخدمات الأخرى التي لا تعطيها العائلات الأولوية أثناء محاولتها التغلب على الصعوبات الاقتصادية.
ولم تؤثر الفيضانات والانهيارات الأرضية الأخيرة في السودان على السكان والمنازل فحسب، بل دمرت أيضا مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية قبل موسم الحصاد مباشرة.
وحسب برنامج الأغذية العالمي،فقد ارتفع متوسط سعر السلة الغذائية بالنسبة للمجتمعات المحلية، نحو 200 بالمائة مقارنة بالعام الماضي.
وكانت السلطات السودانية قد أعلنت أوائل أيلول الماضي، حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر بسبب الفيضانات الأسوأ التي تشهدها منذ 30 عاما، حيث سجلت السلطات أعلى مستويات لمناسيب مياه النيل الأزرق منذ بدء السجلات منذ أكثر من 100 عام.
(بترا)