كتب: رغد طعامنه
من الأمور المنتشرة في وقتنا الحاضر و التي بدأت مع بدء التكنولوجيا و تطورها “الرسوم المتحركة” ، حيث تعد أول ما يجذب الطفل في المراحل المبكرة من طفولته نظراً لألوانها و أشكالها المبهجة المختلفة.
لكن لم تعد الرسوم المتحركة مجرد طريقة او وسيلة لتسلية الاطفال أو الهائهم، حيث تعدى الأمر إلى أن أصبحت هذه الرسوم أداة لغرس أفكار مغلوطة تؤثر على عقل الطفل بشكل غير واعٍ عن طريق إصغاء الطفل بكل تركيز لما يقال في الفيلم الكرتوني و تخزين كل كلمة يتلقاها في عقله الباطن.
إن زيادة نسبة مشاهدة الطفل لأفلام الكرتون تؤثر بشكل سلبي على شخصية الطفل و نفسيته و تفكيره، فنجد الطفل يقضي أغلب الساعات أمام التلفاز دون أن يقوم بفعل شيء، فالأفلام الكرتونية قامت بالسيطرة على كل حواسه الخمسة،و هو منصتاً صامداً إلى أن يصبح الطفل ذات فكر محدود و محصور فقط في فيلمه الكرتوني المفضل.
و لا ننسى أن أخطر أثر سلبي للرسوم المتحركة على أطفالنا أنها غالباً ما تكون صادرة عن مجتمع غربي له فكره و بيئته و عاداته و تقاليده التي تختلف اختلافاً كلياً عن ثقافتنا العربية، فنجد المتلقي لهذه الرسوم المتحركة الغربية أطفالاً ينتمون إلى مجتمع و ثقافة و بيئة مغايرة و مختلفة لما تعرضه هذه الرسوم، إلى أن تتشكل لديه حالة من التمرد عن واقعه و ارتباطه بتقليد كل ما تنقله هذه الرسوم.
من جانب آخر إن من الممكن أن تبث هذه الرسوم مشاهد مليئة بالعنف، تنعكس على سلوك الطفل الذي لا يميز بين ما هو صحيح و ما هو خطأ مما يدفعه إلى تقليد ما يشاهده ليصبح في بعض الأحيان عدواني و هجومي ، حيث أثبت العديد من الدراسات وجود علاقة بين السلوك العدواني لدى الأطفال و مشاهدة التلفاز.
ينبغي علينا الوعي بمدى خطورة هذه الرسوم و الحد منها عن طريق كافة أدوار المجتمع، بداية بالأسرة و وصولاً للمدرسة فتكامل هذه الأدوار يلعب أساساً في توجيه أطفالنا ليصبحوا عنصر بناء و قوة لمحاربة الأفكار المغلوطة .
جامعة اليرموك/كلية الإعلام/مساق مقال صحفي/للدكتور زهير الطاهات