كتب حمادة فراعنة
.
بحل مجلس النواب الثامن عشر بعد استكمال فترته الدستورية، استقالة حكومة عمر الرزاز الموجبة، تشكيل مجلس الأعيان، تكليف بشر الخصاونة لتشكيل الحكومة المقبلة، وفتح غرف التسجيل للترشيح لانتخابات مجلس النواب التاسع عشر يكون القرار السياسي قد استكمل خطواته مقروناً بالإرادة الملكية نحو برلمان جديد يوم 10 / 11 / 2020 مع حكومة جديدة.
الاجراءات التي تمت تقليدية واجبة التنفيذ وفق المعايير الدستورية الملزمة، ولكن ظاهرة جديدة بدت بائنة لعلها تشكل محطة أولية ونقلة نوعية، يتم البناء عليها باتجاه ما نتطلع إليه.
لاول مرة يتم تشكيل قائمة حزبية كاملة مهما كان عددها متواضعاً، لكنها الأولى التي يُسجّل فيها التحالف القومي اليساري المكون من ستة أحزاب هي: 1- الشيوعي، 2- الحشد، 3- الوحدة، 4- البعث الاشتراكي، 5- البعث التقدمي، 6- الحركة القومية، خوض الانتخابات بقائمة حزبية متكاملة، لم تقتصر على الدائرة الثالثة بقيادة أمين عام الحزب الشيوعي الأردني، لكنها تمتد لدوائر أخرى الأولى والثانية والخامسة من عمان واربد ومادبا والسلط والكرك، وهي ظاهرة تحتاج للإسناد والدعم والمتابعة، في الدوائر المتوفر لديها حضور حزبي وقواعد انتخابية.
كما تفوق حزب الرسالة على أقرانه، وقدم ثلاثين مرشحاً في مختلف الدوائر، مما يعكس عزيمته ورغبته واستجابته للاستحقاق السياسي وتطور الأحداث والمشاركة بها، وجعلها لينة؛ لما تتوفر لديه من قدرات، كما قدم حزب التيار الوطني 11 مرشحاً عبر ثماني دوائر.
ودلل استجابة حزب جبهة العمل الإسلامي للترشيح بذوات حزبية ومستقلة صديقة، على أن منطق الهروب والعزلة بات خلف ظهورنا، وأن المشاركة رغم الملاحظات الجوهرية والمعارضة القوية، تتم على أرضية المؤسسات كحاضنة للعمل الجماهيري والنقابي والبرلماني والعمل على تطويرها من داخلها؛ لأنها لن تتطور وتتقدم بوسائل المقاطعة والحرد وكأن التغيير سيهبط علينا بالمظلة.
الظاهرة الملفتة حقاً ترشيح قائمة نسوية كاملة، قائمة الأصايل المكونة من أربع نساء من دائرة بدو الوسط، وهذا ملفت أولاً أن تكون قائمة نسوية كاملة، وثانياً أن تخوض معركتها الانتخابية بدائرة بدوية دائرة بدو الوسط، مما يدلل على مدى تطور وعي شعبنا وتقدمه شاملاً رجاله ونساءه وشبابه من الذكور والإناث.
ظاهرة الحضور الحزبي لم تقتصر على اندفاع الأحزاب للمشاركة بقوة ملموسة في انتخابات مجلس النواب التاسع عشر، بل امتدت إلى مجلس الأعيان، فجاءت عضوية صالح ارشيدات أمين حزب التيار الوطني، ومد الله الطراونة أمين عام حزب الوسط الإسلامي، ليقدم إضافة جديدة في تمثيل الأحزاب واحترام مكانتها وقياداتها لعلها حقاً تستحق التمثيل والحضور.
ظواهر الحضور الحزبي نتطلع لأن تكون هذا العام 2020 خطوة، بل خطوات إلى الأمام، لا أن تتكرر ظاهرة نتاج الحوار الوطني بتشكيل القوائم الوطنية التي راهنا عليها أن تتطور وأن تتأكد اهميتها وأن تدفع باتجاه هوية وطنية أردنية واحدة، بدلاً من التمزق والدوائر الضيقة والتقسيمات الجهوية، ولكن رهاننا خاب بالتراجع عن القوائم الوطنية على مستوى الوطن، وبروز قوائم منفلتة غير مغلقة لا تحمل حوافز نجاحها واستقرارها، ولذلك نتطلع نحو تقدم هذه الخطوة لتشكيل لبنة يمكن البناء عليها نحو مدى مفتوح يقوم على قوائم وطنية، والأردن دائرة واحدة، وحكومات برلمانية حزبية، مثل كل الشعوب المتقدمة، والأنظمة الديمقراطية التي تحتكم لنتائج صناديق الاقتراع.