العشيره والعشائريه وابعادها الإيجابية والسلبيه في ظل المتغيرات.
ونحن على أبواب الانتخابات.
اجمعت العشيره على ابنها البار.
مجلس النواب سيكون في مجمله مجلس عشائري وليس مجلس نواب وطن ما زال المترشح ينزل باسم عشيرته
كيف يمكن أن نشكل حكومة برلمانيه في ظل قانون عشائري ؟
الحكومة البرلمانية بحاجة إلى احزاب فاعلة تصل إلى البرلمان.
سليمان نصيرات
في البداية اود ان اشير انه هناك مساران رئيسيان يتفاعلان في المجتمع الاردني وهما :
اولا : مسار التنظيمات ذات الطابع الاهلي ومنها العشيره والروابط والدواوين والجمعيات وما شاكلها .
وثانيا : مسار التنظيمات ذات الطابع السياسي وفي مقدمتها الأحزاب والتي تطمح الى الوصول إلى البرلمان وتسكل الحكومة ، او ذات الطابع المهني والتي لها ثقل سياسي مثل النقابات والاتحادات وما شابهها .
وهذه التنظيمات تتداخل وتتنافس بحيث يطغى احداهما على الاخر فضعف اي منها يغري التنظيمات الاخرى ان تتمدد على حسابه لتملاء الفراغ .
واما بالنسبه لموضوع العشيره ودورها التاريخي.
ففي البدايه اود ان اشير الى حقيقه مهمه وهي ان العشيره كان لها دور فاعل في ترسيخ كيان الدوله الاردنيه , وقدمت دعما قويا للامن المجتمعي, وكذلك للامن الاقتصادي. من خلال ما كان يعرف بالعونه واغاثة الملهوف ومساعدة الفقير ونصرة الضعيف .
كما انها كانت داعمه لمنظومة القانون المدني من خلال تصديها ومعالجتها للقضايا الهامه والملحه والتي لا تنتظر اجراآت القانون المدني الطويله, مثل قضايا الدم والعرض وغيرها , كما ان الترابط العشائري الاردني من خلال المصاهره قد قوى النسيج الاجتماعي والترابط الاسري .
الا ان هذه المنظومه دخل عليها بعض المتغيرات ادت الى اضعاف دورها ومن هذه المتغيرات :
اولا : العبث الخارجي:
بمنظومة العشيره, سواء اكان هذا التدخل الضار مقصودا ام غير مقصودا الامر الذى ادى الى ظهور قيادات جديده للعشائر غير مقبوله عشائريا ومفروضه فرضا من فوق وغير مؤهله لذلك، ففقدت ثقة العشيره .
ثانيا : المتغير الاقتصادي:
وهو ظهور طبقه جديده ثريه وتريد هذه الفئه ان تتصدر وبدون ان يكون لها اسس راسخه ومستقره ومتعارف عليها ، فالقياده في العشيره كانت تقوم على مزايا اساسيه مثل الحكمه والحلم والشجاعه والكرم والمرؤه والعفه ولم تقم على الوضع المادي فقط .
ثالثا : المتغير التعليمي :
والذي ادى الى ظهور طبقه من المتعلمين والمثقفين الذين اصبحوا ينظرون للعشيره على انها نقيضا للدوله المدنيه الحديثه .
رابعا : المتغير السياسي :
وهنا اقصد دخول الاحزاب الى الساحه كمتغير على الاعراف التقليديه بحيث صار الحزب مرجعيه سياسيه للافراد وبديلا للعشيره والتي كانت تقوم بهذا الدور في غياب الحياه الحزبيه .
وهنا اود ان اشير أيضا الى متغير سياسي هام دخل الى الساحه السياسيه اعاد العشيره مرة اخرى الى المقدمه وعلى حساب الحزب السياسي بصفته رافعه اساسيه في الحياه الديموقراطيه, وهو قوانين الانتخاب التي تدعم العشيرة على حساب الحزب السياسي، وهذه القوانين حرفت العشبيره عن دورها التاريخي المعروف الى دور سياسي جديد فرض عليها فرضا .
ان هذه القوانين الخلافية جعلت من العشيره كتله ذات مفعول سياسي اقوى من الاحزاب واصبحت العشيره الكبيره تحجز لها مقعدا دائما في مجلس النواب . الامر الذي احدث تناحرا داخل العشيره وتنافسا ضارا ما بين العشائر بحيث احدث حاله من الاضطراب الاجتماعي داخل العشيره وما بين العشيره والعشائر الاخرى . الامر الذي ادي الى انكماش الحاله الحزبيه نتيجه لهذا العامل وعوامل اخرى موضوعيه متعلقه بالاحزاب نفسها او لعوامل خارجيه اخرى اثرت عليها فحدث لدينا احتقان سياسي لم نجد منه مخرجا للان .
وبسبب هذا االعامل اصبحت العشيره مجالا للانتقاد لشعور العديد بأنها اصبحت بديلا للاحزاب, وكذلك اداه مثبطه للاصلاح السياسي باتجاه مزيدا من الديموقراطيه والحياه المدنيه , لحاله وضعتها فيها تلك القوانين رغم انفها وليس بإختيارها.
* رئيس مجلس الاصلاح الوطني – الطريق الثالث