الأردن اليوم – صرخات الأطباء في المستشفيات الحكومية تتعالى وسط ضغط وتخوف شديد من خطر قادم سيصطدم به الأردنيين، وبعد مرور ثمانية شهور على جائحة كورونا وجدنا أنفسنا أمام دوامة لا مفر منها، فجميع تصريحات حكومة الرزاز السابقة كانت عبارة عن عرض إعلامي أمام الشاشات، والفيروس الذي قتله جابر وقام بتنشيفه إعلامياً في بداية الصيف يحيى وبقوة في بداية الشتاء.
كلمات الأطباء عبر فيديوهات ظهرت على مواقع التواصل الإجتماعي يصفون خلالها خطورة الوضع الوبائي في المؤسسات الصحية التي باتت ممتلئة على بكرة أبيها بالمصابين والمخالطين، والحكومة لم تحرك ساكناً سوى تعديل مدة الحظر بتقديمها ساعة أو تأخيرها، عدا عن الإغلاقات الي أرهقت القطاع الإقتصادي.
الرزاز متهم بجنحة الإهمال في الواجبات الوظيفية
أوضح الخبير في قضايا الفساد الإداري المحامي راتب النوايسة، أن المادة 183 من قانون العقوبات تنص على أن كل موظف تهاون بلا سبب مشروع في القيام بواجبات وظيفته يعاقب بالحبس لمدة من أسبوع إلى ثلاثة شهور، أو بالغرامة من 10 إلى 50 دينار.
وبين أن الفقرة 2 من ذات المادة تنص على أنه إذا لحق ضرر بمصالح الدولة جراء هذا الإهمال عوقب ذلك الموظف بالحبس من شهر إلى سنة وضمن قيمة هذا القرار.
وأكد النوايسة أنه وأمام هذا النص القانوني، أن الإهمال في ضبط الحدود يشكل جنحة الإهمال في الواجبات الوظيفية، والجهات القضائية تسطيع أن تحدد من هو المهمل.
وأشار إلى أن هناك إهمال بالواجبات الوظيفية لحكومة الرزاز، ومن المفترض أن يحاكم هو وحكومته، ويفترض مثل هذا النوع من القضايا أن تحرك من قبل النيابة العامة.
وأضاف “الرزاز أخطأ بحق الوطن والمشتكي يكون الحق العام في حال تحركت القضية، وتملك النيابة تحريك هذه الشكوى من تلقاء نفسها”.
الحوارات: لو كان لدينا قوانين عادلة فيجب محاسبة الرزاز وفريقه
قال مساعد مدير مركز الحسين للسرطان الدكتور منذر الحوارات، أنه لا بد من الأخذ بعين الإعتبار هذه الأصوات المصتصرخة من الأطباء واحترامها لأنه في النهاية هؤلاء هم المستخدمين النهائيين للقطاع الطبي، وهم يعلموا بكل ما يعانونه بشكل يومي من قلة الإمكانات وزيادة عدد الماصابين ومن عدم وفرة الأجهزة.
وأكد الحوارات في حديثه للأردن اليوم أن الحكومة السابقة أخطأت وأشبعت المواطنين بالإعلام والمقابلات والظهور اليومي على الشاشات، مضيفاً “أنه عندما دخلنا في الجائحة بشكل جدي وجدنا أننا أمام حالة مزرية بسبب عدم الإستعداد الكافي”، إضافة إلى أن إغلاق البلد لأشهر طويلة أضعفت مناعتها وقوتها واقتصادها وبالتالي فكرة مواجهة الوباء بهذه الحدة غير قوية بسبب ضعف الموارد التي تحصل عليها الدولة،مؤكداً أن فكرة الحجر بالطريقة التي طبقناها سابقاً يجب أن لا نفكر بالعودة لها.
وزاد أن الحكومة السابقة حظرت المواطنين ثلاثة أو أريعة شعور دون جدوى، وتسببت بإلحاق الضرر لآلاف الموظفين وتسببت بإغلاق شركات، والميزانية في الدولة أرهقتها الديون، والسبب في هذا العجز هو الإستعراض الإعلامي بعيداً عن العقلانية وعن دراسة وضع البلد، وتبين أنهم لم يفعلوا سوى الإستعراض أمام الكاميرات والواقع الحالي يمر الآن.
وأشار إلى أن الطريق كان ممهدا تماما للحكومة السابقة ومع ذلك أخطأت واتخذوا قرارات أودت بنا لهذه المرحلة، فلو أن هناك عدالة حقيقية وفانون حقيقي يجب أن تحاسب على جميع الأخطاء .
البدور: أضعنا ثمانية شهور دون فعل شيء لمواجهة الجائحة
من جهته قال النائب السابق ورئيس لجنة الصحة في المركز الوطني لحقوق الانسان الدكتور ابراهيم البدور “لقد اضعنا فرصه ٨ اشهر كانت امامنا بتعزيز القطاع الصحي ورفد كوادره بأطباء وممرضين واجهزه تنفس وتنظيم منع انتشار الفيروس”.
وأضاف “الوباء يشتعل والاعداد في تزايد مستمر والوفيات في تصاعد والقطاع الصحي العام بالذات يعاني من اشغال غالبية اسرته،ان كانت
غرف مرضى او اسرة عنايه حثيثه، مؤكداً أن الدوله لا تستطيع عمل اغلاقات لمدد طويله لاسباب يعرفها الجميع.
سيكون هناك محاسبة شعبية للرزاز وإن رحل
أوضح الكاتب الصحفي منصور المعلا أن هناك خلل في قراءة أزمة كورونا وما حصل من خلال التعامل مع الجائحة من قبل فريق حكومة الرزاز أنها هناك حاولت تسجيل نصر تكتيكي ووهمي على وباء من المتوقع أن يستمر حتى نهابة عام 2021، مشيراً إلى أنه من الواضح أن الحكومة السابقة لم يكن لديها أي استراتيجية للتعامل مع الوباء، إلا أنهم ساهموا بانهيار اقتصاد الأردن وتدميره في فترة الجائحة، وخلال ثمانية أشهر خسرنا الإقتصاد والصحة معاً.
وأضاف “أعتقد أنه سيكون هناك محاسبة شعبية لحكومة الرزاز حتى وإن كانت قد رحلت، ففي قادم الأيام عندما تتفاقم أوجاع الناس على المستوى الإقتصادي وعلى المستوى الصحي وهو ربما يحمل بذور حالة من عدم الإستقرار في البلد”.
أما التصريحات الصادرة عن لجنة الأوبئة تشير بأن الأردن مقبل على مرحلة حرجة وتدعو للحذر، ومع تلك التصريحات بات من الأجدر محاسبة حكومة الرزاز على قراراتها غير المدروسة، والتي أخذت بطريقة عرض إعلامي.