الأردن اليوم – بعد أن كبدت حكومة الرزاز الأردن خسائر مالية كبيرة منذ استلامها، فغادرت تاركة خلفها الخسائر البشرية والصحية ودخول الأردن دوامة لا مفر منها جراء ازدياد أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا نتيجة لأخطاء الرزاز وفريقه الذي فشل بإدارة الأزمة.
وبسبب ذلك الفشل والأخطاء الكارثية التي تسببت بها الحكومة السابقة ووزير الصحة الذي كان يرد على طلبات الكوادر الصحية بكلمة “دبر حالك” أصبحت حكومة الخصاونة تواجه مهمات جسيمة، وأعباء ثقيله كان الله في عونها على اجتياز المرحلة العصيبة. فعلى بشر الخصاونة في الدرجة الأولى ترميم سمعة الحكومة جراء الأخطاء الفادحة والخطايا القاتلة التي اقترفتها الحكومات السابقة بالإسراف في الإنفاق ورفع المديونية وصرف وعود كاذبة في القضاء على البطالة وفتح آلآف الفرص للشباب. ولكن الحصيلة كانت قبض ريح ودعاية انقلبت ضد حكومة النهضة، ناهيك عن تراجع النمو والركود الاقتصادي والتعيينات التي يغلب عليها المحاباة والتي تمت بغياب الشفافية والعدالة ما ألهب غضب الشارع وبذلك البّت الحكومة الناس كافة لترضي قلة قليلة.
الأزمة وصلت لأعلى مستوياتها بسبب نهج الرزاز
قال الخبير الإقتصادي فهمي الكتوت إن الوضع العام في البلاد صعب جدا والأزمة وصلت لأعلى مستوياتها بسبب أخطاء ونهج الحكومة السابقة، إضافة إلى أنها استمرت بنفس النهج السياسي والإقتصادي الفاشل الذي كانت تمارسه قبل الجائحة، وبقيت على حالها خلال إدارة تداعيات كورونا، لذلك لم تثمر شيئاً.
وبحسب الكتوت فإن الحكومة السابقة جعلت البلاد تمر بأزمة صعبة، ومن الصعب على حكومة الخصاونة الخروج منها بسهولة، لأنها جاءت بفترة تراكم من الأزمات والمشاكل السياسية والإقتصادية، سواء ما يتعلق بحجم المديونية وتداعيتها على الموازنة العامة.
حكومة الرزاز كانت تستورد الفيروس عبر الحدود
بين الخبير في الإقتصاد السياسي الدكتور فوزي السمهوري أن الخطأ الكبير كان عندما قامت الحكومة السابقة بفتح القطاع التجاري والحدود معا، فبذلك الرزاز وحكومته كانوا يستوردون المرض عبر الحدود، إضافة إلى أنه كان هناك إجراءات وقائية لم تلجأ لها الحكومة، عدا عن أنها تركت بعض المنشآت الحكومية بلا رقابة مما زاد من صعوبة الجائحة، كما أن الحكومة السابقة لم تراقب الأسعار مما عمل على ارتفاع أسعار العديد من السلع خلال الجائحة.
الرزاز أضاع ثمانية شهور كانت كفيلة بتعزيز القطاع الصحي
من جهته قال النائب السابق ورئيس لجنة الصحة في المركز الوطني لحقوق الانسان الدكتور ابراهيم البدور إن الحكومة السابقة اضاعت فرصة ثمانية شهور كانت امامنا بتعزيز القطاع الصحي ورفد كوادره بأطباء وممرضين واجهزه تنفس وتنظيم منع انتشار الفيروس، لكنها قصرت بواجبها ووجب محاسبتها.
سعد جابر غادر ولم ينشف الفيروس
ظهر وزير الصحة السابق في العديد من المؤتمرات الصحفية واللقاءات التلفزيونية، وكان يتحدث عن سيطرة الأردن على الوباء وأن دول العالم تتعلم من تجربتنا، لكنه فعلياً لم يزور مؤسسة طبية ولا مركز صحي لمعرفة مشاكل القطاع، بل أنه وبشهادة مدير مستشفى البشير كان يرد على متطلباته بكلمة “دبر حالك” عدا عن أنه كان بطلاً على مواقع التواصل الإجتماعي وينشر مقطع تلو الآخر وهو يمارس رياضاته المفضلة، تاركا الشعب “يدبر حاله”
الأردن من الدول الأولى عالمياً بعدد الإصابات نسبة الى عدد السكان
إلى ذلك وصل الأردن لمرحلة يسجل فيها حالات بالألاف متجاوزا دولاً مجاورة يصل عدد سكانها لستة أضعاف عدد سكان الأردن، ففي المملكة العربية السعودية سجل بالأمس 15 حالة وفاة و435 إصابة، بينما في الأردن سجل 40 وفاة و3443 إصابة، فما هي الإجراءات التي اتخذتها السعودية ولم يتخذها سعد جابر والرزاز؟
ضرورة تفعيل خطة طوارئ لإحتواء الحالة الوبائية
“إن دخول المرحلة الجديدة من انتشار الوباء والزيادة المفرطة في أعداد الوفيات بات يشكل ضغطا هائلا على القطاع الصحي العام والذي كان يعاني اصلا من الإكتظاظ والازدحام الشديد ومعالجات المرضى اليومية قبل أن تشتد علينا مأساة فيروس كوفيد19 وهذا يتطلب منا جميعا تجميع جهودنا العملية والعلمية للمساعدة في عمليات احتواء العدوى قدر الإمكان وتقديم المشورة من ذوي الخبرة الطبية، تقع على الحكومة مسؤولية معالجة الموقف بتحرك وإجراءات سريعة لا تحتمل التأخير، فالوقت يمر بسرعة والوباء يداهمنا مع اقتراب فصل الشتاء والانتشار العشوائي للفيروس، بحسب الدكتور صالح العجلوني.
والذي بدوره أشار إلى أن المطلوب خطة انقاذ سريعة ومتكاملة لدعم المنظومة الصحية والالتزام بالاجراءات الاحترازية المطلوبة لمنع انتشار العدوى.
فيما تسبب عدم إلتزام الرزاز وسعد جابر وبعض الوزراء بعدم ارتداء الكمامة بنشر الطمأنينة لدى المواطنين بأن لا داعي لارتدائها، مما تسبب بتفاقم الوضع، وبحسب مسؤول ملف كورونا في وزارة الصحة الدكتور وائل الهياجنة، فإن ما نسبته 13.2% من عدد الفحوصات التي تقوم بها الوزارة ايجابية وهذا يعني تم هناك تفشي مجتمعي.