موضوع الشرعية في الانظمه العربيه.
موضوع مفتوح لم يعالج رغم الدمار
فالحكم العسكري الامني الدكتاتوري يشدد قبضته على رقاب الشعب
والرئيس الملهم باق إلى أن ينزله الله إلى اللحد
والشعوب تائهه وتبحث عن المنقذ من الخارج، ولا بصيص امل للغد
سليمان نصيرات
ان الفترة الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية تعد من اخطر فترات التاريخ ، فهي فتره انتقاليه ما بين فتره طويله من الاستبداد الفردي او الحزبي او العسكري الذي طغى خارج اطار الشرعية ، ورغما عن الشعوب التي عانت الامرين من القهر والظلم ممن حكموها من ابنائها , والذي تفوق على حكم المستعمر بالظلم، والتي وجدت نفسها تثور بدون مقدمات او مؤشرات لم تمكن بعض الحكام ان يتعاملوا َع هذه الظاهرة، ويتخذوا اجراءاتهم المضادة ، واستطاعت بعض الشعوب العربية من كنس الرئيس وبعض عصابته ، ولكن المنظومة الخفية التي صنعها هؤلاء ما زالت متواجدة في كافة اجهزة الدولة .
وهذا يعني بالضرورة بداية لحروب اهليه طويلة لا تبقي ولا تذر ، اذا لم يحتكم الجميع لصندوق الاقتراع واولهم حكام الاستبداد والفساد .
أن معظم الأنظمة العربية تواجه أزمة مزمنة حول شرعيتها ، فشرعية الانقلاب او الحزب الواحد او شرعية الثورة وغيرها من الشرعيات المفتعلة المنتهية صلاحيتها لا يمكن ان تستمر اذا لم تدعمها الشرعية الديموقراطية والدستورية الحقيقية .
ان عملية تهميش الشعوب والاعتماد على الجيوش او الأجهزة الأمنية بديلا للشرعية لحراسة الأنظمة ، وليس حماية الدولة ، لم تعد تجدي نفعا في ظل اصرار الشعوب على حقها في حكم نفسها ، وكذلك امام تزايد الصعوبات الاقتصادية وارتفاع وتيرة العنف الاهلي او الطائفي او القبلي ، والذي وصل الى مستوى الحرب الاهلية المدمرة لدي بعض الدول مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا ، وهناك دول اخرى سائرة الى هذا المصير ما لم تحتكم الى ديموقراطية حقيقية لشعوبها وبأقرب فرصه، فمتى ما انطلق العنف من عقاله لا يمكن إيقافه ، ومتى ما اهتزت الثقه بشرعية أي نظام ، فلا يمكن اعادتها من خلال الإصرار على مزيد من العنف والاستبداد والتضييق الامني.
رئيس مجلس الاصلاح الوطني – الطريق الثالث