“الجنايات الدولية” تخطر الاحتلال بجرائمه

كشفت القناة “13” العبرية عن تلقي “إسرائيل” خلال الأيام الأخيرة إخطارًا من محكمة الجنايات الدولية بنيتها التحقيق بجرائم إسرائيلية.
وذكرت القناة، وفق ترجمة وكالة “صفا”، أنّ المحكمة الدولية بعثت بكتاب مكوّن من صفحة ونصف تُفصّل فيه القضايا التي سيتم التحقيق فيها، وهي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة العام 2014، والتظاهرات على الحدود مع القطاع، بالإضافة للمستوطنات.
وبيّنت أنّه يتوجّب على “إسرائيل” الردّ على كتاب محكمة الجنايات الدولية خلال شهر من تاريخه، متبقي منها 22 يومًا، ولم يتمّ بلورة ردّ حتى الآن.
وأشارت إلى أنّ قانون المحكمة ينصّ على ضرورة الحصول على رد من الجهة المدعى عليها خلال 30 يومًا فيما إذا كانت ستحقق بنفسها في القضايا المنسوبة لها.
في غضون ذلك، ينوي وزير جيش الاحتلال بيني غانتس قريبًا دعوة منتدى الوزراء المقلص للرد على كتاب المحكمة الدولية والتحرك في اتّجاه سيوصل إلى تغيير المُدعية العامة في محكمة الجنايات بمدعٍ عام بريطاني.
وبيّنت القناة أن غانتس اجتمع قبل أسبوعين مع مسؤولي وزارة القضاء والأمن للاستعداد للردّ على كتاب المحكمة، ويُتوقع أن ترد “تل أبيب” بأن المحكمة فاقدة لصلاحية النظر في أحداث في الأراضي المحتلة.
ورأت القناة العبرية أنّ مسألة التظاهرات على الحدود مع غزة (مسيرات العودة وكسر الحصار) والمستوطنات التي ستحقق فيها محكمة الجنايات الدولية ستكون “أكثر حساسية” من العدوان على قطاع غزة.
في سياق متصل، انطلقت مظاهرة أمام مكتب رئيس حكومة الاحتلال في القدس، امس، احتجاجا على هدم المنازل والاستيلاء على الأرض وتحريشها وسلب حقوق المواطنين الفلسطينيين في النقب.
وردد المشاركون في التظاهرة التي دعت لها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في منتدى السلطات المحلية العربية في النقب، هتافات منددة بممارسات الحكومة الإسرائيلية وسياسة التمييز التي تنتهجها ضد المواطنين الفلسطينيين في النقب.
وكان اجتماع موسع قد عقد، حديثا، في خيمة الاعتصام أمام مكتب رئيس حكومة الاحتلال في القدس، لمناقشة آخر التطورات الحاصلة في النقب وسبل التصدي لسياسات الحكومة الإسرائيلية الظالمة تجاه النقب وأهله.
وأكد الحضور ضرورة الوحدة والتكاتف واتخاذ خطوات عملية ومهنية مدروسة من أجل دعم نضال أهل النقب الشرعي.
الى ذلك، اقتحم مستوطنون، باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة.
وأوضحت دائرة الأوقاف بالقدس المحتلة لـ”وفا”، بأن 99 مستوطنا بينهم 43 طالبا تلموديا، اقتحموا باحات “الأقصى”، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية.
من جهته، دعا رئيس الدائرة الإعلامية في حركة “حماس” في الخارج رأفت مرة، إلى مواجهة المخطط “الصهيوني بهدم المنازل والترحيل في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، ودعم أهله بكل الوسائل الممكنة”.
وقال مرة في تصريح صحفي إن “مخطط الاحتلال من عمليات هدم وترحيل في حي الشيخ جراح يهدف إلى تغيير الطابع الحضاري والسكاني لمدينة القدس، وطمس الهوية الوطنية للمدينة بهدف تهويد المدينة وإحكام السيطرة على أحيائها ومرافقها”.
وأضاف أن المخطط استمرار للسياسة الإسرائيلية في الاستيلاء على مدينة القدس وأحيائها، وتثبيت معادلة سياسية في المدينة لفرض هيمنة الاحتلال.
وأوضح مُرة أن مخطط الاحتلال في الشيخ جراح إرهابي يستخدم سياسة الغصب والإكراه والعنف ضد المواطنين الفلسطينيين أصحاب الحق في عملية تغيير ديموغرافي عرقي مخالفة لكل القوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان.
ودعا إلى موقف عربي وإسلامي ودولي رافض للمخطط الصهيوني نظرا لما تمثله القدس من تاريخ وحضارة ومكانة.
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اعلان بلدية الاحتلال في القدس عن مشروع استعماري تهويدي يهدف إلى إقامة حديقة توراتية للمستوطنين على أسطح الأسواق التاريخية في القدس، بما في ذلك زراعة أشجار ووضع ألعاب ترفيهية للمستوطنين لتغيير إطلالة أسطح تلك الأسواق.
وأوضحت الوزارة في بيان، امس، أن ذلك يأتي ضمن سياسة تهدف إلى تزوير معالم قلب القدس وبلدتها القديمة ومحاصرة الأقصى، في تجاهل واضح لدائرة الأوقاف الاسلامية ومصادرة مكشوفة لدورها وصلاحياتها.
واعتبرت أن تغيير معالم أسطح الأسواق التاريخية القديمة في القدس ليس فقط جريمة يحاسب عليها القانون الدولي، واستخفافا بقرارات الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة ذات الصلة، وإنما سخرية اسرائيلية مقصودة من المجتمع الدولي وشرعياته وقراراته الخاصة بالحالة في فلسطين.
وشددت الوزارة على أن صمت المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال المركبة في القدس وتجاهله ولا مبالاته تجاه ما تتعرض له من إباده لكل ما هو فلسطيني، لم يعد يعتبر تواطؤا ومشاركة في الجريمة فقط، بل فقدان المجتمع الدولي لما تبقى من مصداقية له في تعامله مع الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، ما يؤدي إلى انتشار اوسع لحالة اليأس والاحباط السائدة في المنطقة، ويفتح الأبواب أمام الفوضى وعدم الاستقرار.
يالسياق، واصلت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، امس، تجريف مساحات واسعة من أراضي قرية جينصافوط شرق محافظة قلقيلية.
وقالت مصادر محلية لـ”وفا”، إن الاحتلال واصل أعمال التجريف لليوم الثالث في الأراضي المحاذية لمستوطنة “عمانوئيل”، والتي تقدر مساحتها بنحو 100 دونم، تعود ملكيتها لمواطنين من القرية.-(وكالات)