اتخذت السلطات السورية عدة إجراءات احترازية تخوفًا من تأخر شحنات الوقود إلى سوريا و تحسبًا لأي تأخر في وصول شحنات الوقود؛ بسبب تعطل الملاحة في قناة السويس منذ الثلاثاء الماضي بعد جنوح السفينة إيفر جيفن.
وجاء في بيان لوزارة النفط والثروة المعدنية السورية أن تعطّل حركة الملاحة في قناة السويس انعكس على توريدات النفط إلى سوريا وتأخر وصول ناقلة كانت تحمل النفط ومشتقات نفطية لسوريا. ولوحظ تكدس السيارات عند محطات الوقود وخلو العديد منها من المشتقات النفطية.
كما يتوقع ان تشهد لبنان شهر شبه مظلم مع بداية ابريل بسبب نقص حاد في الوقود اللازم لتوليد الكهرباء، بسبب تعطل الملاحة في قناة السويس وتأخر شحنة وقود تلزم لتوليد الكهرباء ، وبسبب وقف اعتمادات بنكية وصعوبات مالية ونقص سيولة، الذي سبب ايضاً نقص في العديد من محطات الوقود.
ونظراً لوجود مصفاة بترول في الدولة الاردنية بقدرة انتاجية تفوق حاجة السوق الاردنية ووجود مخزون استراتيجي لحالات الطوارئ، ولأن واردات المصفاه الاردنية من النفط لم تتأثر بإغلاق قناة السويس، بإعتمادها في الغالب على النفط من شركة ارامكو السعودية الذي يصل الى العقبة الاردنية من ميناء ينبع السعودي على البحر الاحمر عبر سفينة مؤجرة لصالح المصفاة الاردنية، كما تصل المشتقات النفطية مكررة لصالح الشركات الاردنية الاخرى، من ناحية اخرى لدى الاردن قدرة على توليد كهرباء تفوق حاجته ب 2500 ميغا واط وهي الكمية الكافية لتلبية حاجة لبنان من الكهرباء.
لذلك فإن الاردن يستطيع حل مشكلة لبنان في الكهرباء وتزويد سوريا بإحتياجاتها من المشتقات النفطية، وذلك بعد تقديم طلب الى الإدارة الأمريكية بإستثناء الاردن من العقوبات الامريكية على سوريا وقانون قيصر نتيجة الظروف الاستثنائية، في المقابل يطلب الاردن من سوريا السماح للأردن بتمرير الكهرباء الى لبنان بعد التاكد من جاهزية الشبكة والربط الكهربائي الثلاثي، وفي هذا منفعة كبيرة للجانب الاردني أيضاً.
و يتوقع ان يشهد لبنان شهر شبه مظلم مع بداية ابريل القادم بسبب نقص حاد في الوقود اللازم لتوليد الكهرباء، وكان الأمل في ناقلة نفط كويتية وهي الآن لا تستطيع المرور بسبب اغلاق القناة، و تحمل الناقلة الكويتية وقودا وكانت متجهة الى محطة الزهراني لتوليد الكهرباء في جنوب لبنان، وهي احدى المحطات الاربع الرئيسية التي تزود الكهرباء في جميع انحاء البلاد، وقد اشتد انقطاع الكهرباء في لبنان حتى الآونة الأخيرة، حيث تشير التقارير إلى نقص في الوقود، وتعتبر شركة النفط الوطنية الكويتية هي آخر مزود للبنان بالنفط لأغراض الكهرباء، بعد أن أوقفت شركة سوناطراك الجزائرية لتوزيع الوقود عقدها مع شركة توليد الكهرباء اللبنانية بسبب فضيحة “الوقود الملوث” في العام الماضي.
اما في سوريا وقبل اندلاع الاحتجاجات و الحرب، فقد كانت تتمتع بشبه اكتفاء ذاتي من النفط، وكانت تنتج ما يقارب نصف مليون برميل يومياً، لكن منذ أن بدأ النزاع تضرر القطاع النفطي السوري بشدة وتكبّد خسائر تقدّر بـ91,5 مليار دولار، كما تعاني سوريا من ازمة اقتصادية خانقة.
عامر الشوبكي