الفايز : “لن تنال من الأردن أسهم الحقد فالأردن ومليكنا خط أحمر”
الأردن اليوم : قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز اليوم الأحد، إن الأردن أصبح رقماً صعباً بالمنطقة لا يمكن تجاهله أو التجاوز عنه.
وأضاف خلال الجلسة الخاصة لمجلس الأمة بمناسبة مئوية الدولة الأردنية، رغم التوترات المحيطة استطاع الأردن بناء دولة قوية، تتميز بالتعايش مع مختلف الطوائف والفئات.
وقال رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، ان “هذا الحمى الأردني الهاشمي، الذي بناه الإباء والاجداد بالدم والتضحيات، لن تنال منه سهام الحقد، فهذه الأرض الطاهرة مهبط الأنبياء والرسالات، وارض النخوة والشهامة، ستظل عنوانا للأمن والاستقرار، ومنارة للحرية والعدالة، وملاذ للأحرار والمستضعفين، كما أرادها قادتنا احفاد بيت النبوة، أصحاب الشرعية الدينية والتاريخية”.
وقال الفايز، خلال ترأسه الجلسة الخاصة التي عقدها مجلس الامة في المبني القديم للمجلس احتفالا بمئوية الدولة الأردنية، “ليكون يومنا هذا، يوم المئوية في مسيرة مجلسنا، نستذكر فيه تاريخنا، ونؤكد فيه الولاء لقيادتنا الهاشمية، يوما نكرس فيه عزمنا، على ان يبقى هذا الحمى الأردني الهاشمي، وطنا عصيا على الانكسار، وطودا شامخا في وجه التحديات، والمؤامرات الخبيثة التي تحاك بالخفاء، ووطن الصمود والتحدي”.
وأضاف الفايز، في كلمته التي افتتح بها اعمال الجلسة الخاصة، “اننا ومن هذا المكان العابق بتاريخنا الذي نعتز به، فإننا نبعث برسالة للجميع، نؤكد فيها فخرنا بمليكنا، الذي يقود مسيرة الوطن نحو العلياء، ويسعى بكل جهد، من اجل رفعة الأردن، والحياة الحرة الكريمة لشعبنا، ومن اجل إحلال السلام الشامل في المنطقة، لتنعم شعوبها بالحرية والامن، ومن اجل الحفاظ على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في القدس، ومنع تهويدها والعبث بها”.
وأضاف، “من هنا، من هذا المكان الذي يؤكد رسوخ مؤسساتنا الدستورية، فأننا نؤكد وقوفنا خلف جلالة مليكنا عبدالله الثاني، ندعم ونساند ونبارك كل جهد يقوم به، من اجل الحفاظ على امن الوطن واستقراره، وسنتصدى بحزم وقوة، لكل يد مرتجفة خوانه تسعى للعبث بأمننا واستقرارنا، وتحاول النيل من بلدنا وقيادتنا الهاشمية، فالأردن خط احمر، ومليكنا خط احمر”.
وقال الفايز، “لقد تعاملت مع جلالة الملك منذ تسلمه سلطاته الدستورية، ووجدته جبل شامخا عزيزا شجاعا مقداما عطوفا، حنونا على عائلته الصغيرة والكبيرة، اما ان يتسلل بعضهم تحت جنح الظلام، ويعمل على استغلال عوز الأردنيين، في هذه الظروف الصعبة التي يعاني منها الجميع، على مستوى الوطن والاقليم والعالم، فهل هذا من صفات الرجولة، وهل في مثل هذه اللقاءات، يظهر الولاء لجلالة الملك المفدى”.
وتسأل الفايز، “هل اللعب بمشاعر الناس والظهور بمظهر الضحية، من اخلاقنا ومبادئنا وقيمنا وشمينا الاصيلة، فبدلا من ان يؤكد الولاء للملك المفدى، يؤكد في لقاءاته الإعلامية، على كل ما كان يتحدث به في لقاءاته الأخرى، والتي لا تختلف عما يفكر به، كل من هو في خندق المعارضة المزيفة، التي لا تسمن ولا تغني من جوع”.
وناشد الفايز الشعب الأردني، ان لا يلتفت الى هذه الأكاذيب والاشاعات، التي لن تؤدي الا إلى زعزعة امننا واستقرارنا، فالمطلوب لنتجاوز تحدياتنا، الالتفاف حول جلالة الملك، صمام امان الأردن، والحامي للدستور والهوية الوطنية الأردنية الجامعة.
وقال، “إننا نحتفل اليوم بمئوية الدولة الأردنية، بعقد جلسة في رحاب هذا المكان، العابق بتاريخ مشرف من تاريخ بلدنا، ويمثل شاهدا على عمق مسيرتنا البرلمانية والتشريعية، التي بدأت تنمو وتتجذر، منذ وجود اول مجلس تشريعي عام 1929، مستذكرين هنا، البناة الأوائل من الذين أسسوا وبنوا، بقيادة ملوك هاشميين، نذروا انفسهم وارواحهم فداء للوطن”.
وأكد أن “الأردن سطر على مدى 100 عام مضت، ملحمة في الكبرياء والشموخ والتضحية، ابطالها الهاشميون وشعبنا العظيم، الذين عملوا بيد واحدة، لبناء النموذج الوطني المتفرد في المنطقة والعالم، هذا النموذج القائم على الحداثة والوسطية والاعتدال والتسامح، والايمان بالعروبة وعدالة القضية الفلسطينية”.
وقال، إنه “في هذا المكان تعود بناء الذاكرة لعقود خلت، نستعيد بعضا من محطات مفصلية، من عمر مملكتنا وتاريخها المجيد، لأحداث بنت وطنا نزهو ونفاخر به، فهنا اقرت تشريعات وسياسات، وجرت مراسم تسليم الملوك، وهنا أعلن استقلال المملكة الأردنية الهاشمية، وتلاقي الأردنيون بكل مكوناتهم، على حب الوطن والولاء للعرش الهاشمي، وهنا اقرت انبل وحدة في تاريخ امتنا الحديث، بين الشعبين الشقيقين الأردني والفلسطيني، واقر دستور 52، هذا الدستور الذي يعد من افضل الدساتير العالمية، وقد عقد مجلس الاعيان برئاسة طاهر المصري عام 2012، جلسة خاصة في هذا المكان احتفالا بمرور ستين عاما على وضعه”.
وزاد، “اليوم بفضل قيادتنا الهاشمية الحكيمة، وتضحيات الإباء والاجداد، بات الأردن رقما صعبا في المنطقة، رقما صعبا لا يمكن تجاوزه او القفز عنه، فهو أساس استقرار منطقتنا وامنها”.
وبيّن أنه “رغم ان تأسيس مملكتنا، جاء في ظروف صعبة، ووسط إقليم مضطرب، مثقل بالانقلابات والانقسامات، الا أننا استطعنا بناء دولة، تستند للدستور والقانون والانتماء للعروبة، وترتبط مع الجميع بعلاقات الاحترام والمصالح المشتركة، فاصبح الأردن محل الاحترام والتقدير الدولي، ونموذجا في العيش المشترك وقبول الاخر، ومنطلقا لحوار الأديان، وتعظيم القواسم المشتركة بين اتباع الديانات السماوية، رغم انتشار قوى الإرهاب والتطرف، وخطاب الكراهية والغلو”.
وأكد الفايز “في هذه المناسبة على ان الاحتفال بمئوية الدولة، يجب ان يشكل لنا جميعا، فرصة نعيد فيها قراءة تاريخنا، نتدارك الأخطاء، ونعزز الإنجاز، لنضع اقدامنا على عتبة المئوية الثانية، ونحن اكثر قوة وشموخ، مؤمنين بقدراتنا وقيمنا، التي رسخناها على مدى العقود الماضية، وهذا الامر يرتب علينا، العودة إلى الأوراق النقاشية التي طرحها جلالة الملك عبدالله الثاني، لمستقبل الأردن الذي يريده جلالته ونريده جميعا، مما يستوجب قراءة جادة للأوراق الملكية، ومراجعة التشريعات الناظمة للعملية السياسية، وبالتوازي مع ضرورة إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية، والعمل على إعادة الاعتبار للإدارة العامة، لتكون مؤسساتنا قادرة على القيام بعملها بكفاءة ونزاهة”.
وقال رئيس مجلس الاعيان، “إننا امام لحظة تاريخية، علينا استثمارها لمراجعة مسيرتنا، وإعادة ترسيم الأهداف والقيم والأسس، التي ستحكم منهجية الدولة في المرحلة القادمة، من خلال حوار وطني مسؤول، يضع خارطة طريق واضحة، حول اولوياتنا القادمة وكيفية تحقيقها، في اطار مؤسسي تتوافق عليها الأغلبية، ويتم ترجمتها وفق مدد زمنية محددة”.
Related