قال وزير الدولة لشؤون الإعلام صخر دودين، إنه لابدّ للصحف الورقية من أخذ منحنى رقمي بالتدريج على أن تبقى رمزية الصحف الورقية موجودة، مضيفا أن “المستقبل رقمي بامتياز”.
وأضاف خلال اجتماع لجنة الإعلام والتوجيه الوطني والثقافة النيابية، ظهر الثلاثاء، إن هنالك توجها حكوميا إنشاء صندوق وطني للإعلام، فضلا عن وضع معايير “تثقيلية” لتقييم الصحف الورقية، لتوزيع جزء من أموال الصندوق على هذا الأساس.
وأردف قائلا أن الجزء الآخر سيتم صرفه على دورات تدريبية وتأهيلية لخريجي الإعلام في معهد الإعلام؛ ليتمكنوا من الانطلاق على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
وأوضح أن هنالك 30 شركة كبرى على مستوى الأردن، وهذه الشركات تقدم خدمة مجتمعية، مؤكدا أنه لابد من توجيه جزء من هذه الخدمة إلى دعم المحتوى الإعلامي في الأردن.
وبيّن أنه ومن خلال الإجراءات التحفيزية التي قامت بها الحكومة، فقد تم تخصيص مبلغ مليوني دينار لتشغيل الشباب وخاصة خريجي الإعلام، موضحا أنه سيتم إقامة مشاريع تأهيلية كبيرة تتطلب وجود فرق إعلامية، حيث سيتم تدريب الشباب لأخذ رواتب طيلة الفترة المقبلة، كما سيتم انتقاء عدد منهم للكثير من المواقع.
ونوه إلى أنه سيجري لقاءً مع السفيرة الأسترالية الأسبوع المقبل، لتزويده بالخطة التي قامت بها أستراليا لدعم المحتوى الإعلامي في بلدهم، من خلال ضبط القرصنة الرقمية، مشيرا إلى أن الآلية ستحتاج إلى تعديل في التشريعات.
وقال إنه يجب إجراء “ترتيب تشريعي”، أي قبل أن يُثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية، لابد من إقرار مشروع قانون حق الوصول إلى المعلومة، مبينا أنه قيد الدراسة في يوان التشريع والرأي ومتأملا أن يتم إقراره خلال الدورة التشريعية الجارية.
وأشار إلى أن اشتراكات الحكومة بالصحف واجب وليس “مِنّةً” منها، ولابد للحكومة أن تشترك في صحفها.
وأوضح دودين أن مطالب الصحف الورقية، مطالب مشروعة تماما، وتحقيقها لا يحتاج إلى “اختراع ذرة وصواريخ.. بل تحتاج إرادة”، مضيفا أن الحكومة لا تنسى أن الصحف الورقية كانت رافعة للدولة بأكملها، وأنها خرجت قيادات إعلامية على مستوى الوطن العربي.
وعن القضية المرتبطة بصاحب السمو الملكي الأمير حمزة بن الحسين وآخرين، قال دودين إن أي أمر يحدث داخل الأسرة الهاشمية الكريمة، نعلم أنه لا بد أن يحل في داخلها.
وواصلت لجنة التوجيه الوطني والإعلام النيابية خلال اجتماع اليوم الثلاثاء برئاسة النائب عمر الزيود، بحث واقع الأزمة المالية التي تواجه الصحافة الورقية بحضور وزير الدولة لشؤون الإعلام المهندس صخر دودين ونقيب الصحفيين راكان السعايدة ورؤساء تحرير الصحف اليومية.
وقال الزيود إن اللجنة عقدت سابقا اجتماعا مماثلا لبحث أزمة الصحافة الورقية، بهدف الوصول إلى حلول جذرية تعالج الأزمة وتعيد الصحافة الورقية إلى أوجها، مشيرا إلى أن العاملين في الصحافة الورقة يواجهون اليوم تحديا كبيرا، لا سيما في ظل جائحة كورونا، فتأخرت عن دفع رواتب الموظفين منذ شهور، وهذا أمر خطير يهدد تلك الصحف التي مضى على تأسيسها عقود من الزمن.
ولفت إلى أن وزير الدولة لشؤون الاعلام وعد بمناقشة مطالب الصحافة الورقية مع مجلس الوزراء ودعمها وإطلاع اللجنة على قرارات الحكومة، وجزء منها يحتاج إلى قرار آني، وآخر يحتاج إلى إقرار تشريعات تتطلب وقتا لتحقيقها.
بدورهم، أكد النواب عيد النعيمات وينال فريحات وناجح العدوان وأمغير الهملان دعمهم للصحافة الورقية في تحقيق مطالبها “المشروعة والمحقة”.
ونوه النواب الحضور إلى أن الصحافة الورقية تشكل مصدرا للخبر الصحيح والصادق أمام انتشار الإشاعات وتفاقم الفوضى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين وقوفهم ودعمهم للإعلام بأشكاله كافة، خاصة الصحافة الورقية التي تعبّر عن رسالة الدولة محليا وعربيا ودوليا.