الأردن اليوم : أعاد قرار البرلمان إلغاء قانون تمديد ولاية الرئيس محمد فرماجو، الارتياح لدى الشارع الصومالي، بعد أيام من القلق وخيبة الأمل، إثر اشتباكات شهدتها العاصمة مقديشو بين القوات الحكومية ومسلحي الفصائل الموالية للمعارضة.
والسبت، أعلن الرئيس الصومالي، تراجعه عن قرار تمديد ولايته عامين، ليصوت البرلمان على إلغاء قانون التمديد، بعدما أقره في 12 أبريل/نيسان الماضي.
وبثّ قرار إلغاء التمديد، الأمل في نفوس الصوماليين الذي يأملون أن تتجه البلاد نحو انتخابات نزيهة، كما بددّ المخاوف من الفوضى ومظاهر التسلح في مقديشو.
**أيام عصيبة
مرت العاصمة مقديشو بأيام عصيبة، حيث شلت الأحداث الأمنية الأخيرة حركة السير والتنقلات في الشوارع الرئيسية كما أعادت مظاهر التسلح للعاصمة، بين القوات الحكومية وفصائل مسلحة موالية للمعارضة.
يقول التاجر أحمد نور (30 عاما) للأناضول إننا “مررنا بأيام قلقة وكنا نعيش في حالة من التخبط، لكن الآن نتطلع إلى الاستقرار بعد إلغاء التمديد من قبل البرلمان الصومالي”.
ويضيف نور: ” من حقنا أن نعيش حياة كريمة كغيرنا من الشباب في دول العالم، سئمنا من الحروب وندعو جميع الأطراف إلى التخلي عن العنف والعودة إلى مائدة المفاوضات لإنقاذ البلاد”.
ويأمل بأن تنعم البلاد بالاستقرار في المرحلة القادمة، وأن يعمل رئيس الوزراء الصومالي (محمد حسين روبلى) على إعادة القوات الحكومية إلى ثكناتها العسكرية.
وعبرت الحكومة والمعارضة من خلال مناسبات مختلفة عن أسفهما حيال الأحداث الأمنية الأخيرة، التي شهدتها العاصمة مقديشو، وشددا على أهمية العودة إلى الحوار والخيارات السلمة.
** قرار حكيم
يقول فيصل عبدي (60 عاما) للأناضول، إن موافقة البرلمان على طلب الرئيس فرماجو بإلغاء قانون التمديد “كان قرارا حكيما، ونشكر الرئيس على تنازلاته المتكررة حرصا على استقرار البلاد”.
ويشير فيصل إلى أنه ليس من الحكمة وفي هذا التوقيت أن يتقاتل الصوماليون فيما بينهم، للوصول إلى كرسي الرئاسة، آملا أن يتصرف الجميع بالحكمة والعقلانية.
وأوضح فيصل أن الرئيس فرماجو “حقق انجازات كثيرة” في مستويات مختلفة، ولا يمكن أن يكون طرفا في صراع سياسي قد يعيد البلاد إلى مربعه الأول.
من جهتها تقول أمال موسى (23عاما) للأناضول إن “الرئيس فرماجو تنازل عن سنتين قد تمهد البلاد إلى مرحلة عدم الاستقرار ونشكره على هذا القرار المناسب”.
ولاقى قرار البرلمان ترحيبا شعبيا، حيث كانت ردود الأفعال حاضرة في الشارع وفي الصفحات التواصل لاجتماعي بين مرحب بقرار الالغاء والأمل ألا تتكرر الأحداث الأمنية الأخيرة في العاصمة مقديشو.
** انتخابات نزيهة
بعد تهدئة الأوضاع السياسية نسبيا، اتجهت أنظار المواطنين إلى مجريات الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، آملين أن تكون الانتخابات نزيهة.
تقول نصرة محمد، طالبة في إحدى جامعات العاصمة (21عاما) للأناضول، إننا نتطلع حاليا إلى إيصال البلاد إلى انتخابات نزيهة، ونطالب رئيس الوزراء بالعمل على تحقيق تطلعات الشعب وإجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن.
ودعت نصرة المعارضة إلى “التخلي عن العنف والجلوس في طاولة المفاوضات”، مضيفة أن “الرئيس فرماجو وصل للحكم بطريقة دستورية وسيرحل بنفس الطريقة، لكن اللجوء للعنف لا تخدم للسلام”.
وبموجب إلغاء قانون التمديد من قبل البرلمان، تتجه البلاد إلى إجراء انتخابات غير مباشرة (لم يحدد موعدها بعد) وفق اتفاقية 17سبتمبر/أيلول الماضي بين الحكومة ورؤساء الولايات الفيدرالية.
وشهد الصومال حالة من التوتر السياسي، بسبب خلافات بين الحكومة من جهة ورؤساء الأقاليم والمعارضة من جهة أخرى حول تفاصيل متعلقة بآلية إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وانتهت ولاية البرلمان في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، فيما انتهت ولاية الرئيس محمد عبد الله فرماجو (مدتها أربع سنوات)، في 8 فبراير/شباط الماضي.
الاناضول