الأردن لا يحيد عن بوصلة فلسطين ومقدساتها بقيادة ملكية ثابتة على النَّهج.. إضافة ثانية وأخيرة

قال مدير عام مركز الطريق الثالث للاستشارات الاستراتيجية الدكتور عمر الرداد، إن الأردن هو المعني بشكل مباشر بملف القدس رغم كل ما يجري داخل مدينة القدس وخارجها، موضحا سياقات تتصل بخصوصية الملف بالنسبة للأردن.
وأضاف أن القضية غدت مرتبطة أكثر من أي وقت مضى بالسياقات غير الدافئة بين الأردن وإسرائيل جراء سياسات وتوجهات اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو وأخرها محاولة إخراج سكان حي الشيخ جراح من منازلهم في القدس.
وقال الدكتور الرداد إن وقوف الأردن مع الشعب الفلسطيني هو موقف ثابت وراسخ لا يتغير ولا يتبدل ولا يساوم عليه، مؤكدا حرص المملكة على التواصل المستمر مع القيادة الفلسطينية وتزويدها بوثائق تثبت ملكية سكان حي الشيخ جراح لمنازلهم كجزء من الدور الأردني الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
ونوه إلى أن الجهود الملكية والرسمية الأردنية على الصعيدين العالمي والعربي تميط اللثام عن حقيقة الوضع القائم في القدس، وعن تجاوزات إسرائيل بحق الفلسطينيين، وتسعى جاهدة لانتزاع الحقوق المشروعة كاملة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدمها حقه في الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وفق المرجعيات المتفق عليها.
وأكد إن المملكة تبذل أقصى جهودها لمساندة الشعب الأشقاء الفلسطينيين ووقف الاعتداءات عليهم والاستفزازات، وتتواصل باستمرار مع القوى العالمية الفاعلة التي أتت ثمارها بضغوط مهولة تعرضت لها إسرائيل، وأجبرتها على سحب قواتها من الأماكن المقدسة في القدس.
أستاذ التأريخ في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور غالب عربيات، قال إن الملك عبدالله الثاني متعهد بالوصاية على الأماكن المقدسة في القدس والدفاع عنها، مؤكدا أن الهاشميين يقومون بدور الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية.
وأضاف أن الأردن يؤكد باستمرار على ضرورة إنشاء الشعب الفلسطيني لدولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس، وسيادة دولة فلسطين على كامل أراضيها.
وأوضح عربيات أن المسجد الأقصى لا يقبل الشراكة ولا التقسيم بأي شكل من الأشكال، مؤكدا أن الهاشميين متمسكين بدورهم التاريخي في الوصاية على المقدسات في القدس وانه لا ذلك الدور لفقدت القدس هويتها منذ عقود.
وأضاف أن الأردن يتحرك دبلوماسيا في كل الاتجاه من أجل كسب موقف عالمي للشرعية الدولة في القدس، مبينا أن جلالة الملك يؤكد دائما أن ترك القدس لوحدها يجعل منها مصدرا للخلاف لا مصدرا للأمل، كما يؤكد على ضرورة أن تكون القدس كما يفترض بها أن تكون مكانا يجمع ولا يفرق ومكانا للسلام لا للعنف.
وقال عربيات، إن الحراك الدبلوماسي الأردني النشط يؤكد ضرورة تسوية ملف القدس ضمن المرجعيات المعتمدة عالميا والإطار العربي والإسلامي.
كما أكد أن الأردن سيبقى حريصا على أداء رسالته إزاء أشقائه العرب خاصة الشعب الفلسطيني، وما يجري من تصعيد من قبل الإسرائيليين في المسجد الأقصى هو توظيف سياسي واستفزاز لمشاعر العرب والمسلمين.
ونوه عربيات إلى أن الملك عبدالله الثاني يقود دبلوماسية تمتاز بالانسجام والعملية والمصداقية دفاعا عن القضية الفلسطينية في شتى المحافل الدولية، وان العالم كله ينظر إلى جلالة الملك بصفته العقل والضمير العربي.
–(بترا)