الأردن اليوم : قال مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” فيلب لازريني، إن قطاع غزة كالبركان الذي “ما يلبث أن يهدأ حتى يشتد الصراع فيه”،
مشددًا على “ضرورة معالجة جذور المشاكل وحل القضية الفلسطينية بشكلٍ عادل”.
وقال لازريني خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر (اونروا) بمدينة غزة، “من غير المعقول قتل المدنيين وتدمير البنى التحتية وجعل غزة تعود سنين طويلة إلى
الوراء”، لافتا الى أن “أكثر من 60 طفلاً قتلوا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، من بينهم 19 طالبًا في مدارس أونروا”.
وبيّن أن الأونروا تقدم الخدمات لـ 1.4 مليون لاجئ في القطاع ، “وهم ينظرون إليها كمكان استقرار في حياتهم؛ الناس هنا يريدون العودة لمنازلهم والشعور
بالأمن، ويريدون أن يعود ابناؤهم إلى المدارس، ويتلقوا التطعيم والحصول على الوظائف”.
وأكد لازريني أهمية أن تكون (أونروا) قوية؛ لأنها ستكون في مصلحة الجميع، مشيرًا إلى أن الوكالة اطلقت نداءً عاجلاً قبل أيام، وبدأنا نتلقى الآن بعض
المساعدات، وسنستخدمها لمساعدة الفئات الأكثر تضررا خلال هذه الأزمة.
وأضاف، “اللاجئون في غزة يريدون الإحساس بالطبيعة ومصدر الأمل، يجب أن يكون هناك سلام وحقوق إنسان للجميع؛ سأغادر غزة ولدي مهمة واحدة،
وهو أن يشعر اللاجئون بالطبيعة والاستقرار من خلال أن تكون أونروا قوية”.
وأكد أنه سيقوم خلال جولته القادمة بمهمة كبيرة وهي تذكير المجتمع الدولي بأن جذور هذا النزاع مستمرة، وأن الاحتلال والإخلاء القسري والذي تكرر في
الشيخ جراح والحصار والدمار في غزة يجب أن تحل جميع الأسباب وإلا فإن جولة العنف ستبقى”.
ولفت لازريني إلى أنه تم إعادة العلاقات بين الوكالة والولايات المتحدة الأميركية، “ونحن الآن في وضع لمسات أخيرة لوضع اتفاقية تعاون بيننا وبين قسم
مخصص للاجئين بالإدارة الأميركية”.
وأضاف، “كان هناك دفعة أولى من الدعم، وذلك يعكس العلاقات الطويلة والمتواصلة مع الوكالة، ويجب أن تكون هناك (أونروا) قوية تستطيع أن تقدم خدماتها
لتحقيق المزيد من الاستقرار”.
وعلى صعيد ملف الإعمار، قال لازريني إن هناك الكثير من الناس دمرت بيوتهم سنبدأ قريبا بعملية تقييم لهذه الأضرار، منوها إلى أن هناك مئات العائلات
بمدارس الأونروا دمرت بيوتها تدميرًا شاملاً؛ لذا سنبدأ عملية تقييم ومساعدة مشابهة لما قامت به الوكالة بعد عدوان عام 2014.
ومن ناحيته قالت منسقة الشؤون الانسانية للأرض الفلسطينية المحتلة بالامم المتحدة لين هاستينغز إنها أمضت اليومين الماضيين في غزة، “وتحدثت إلى الناس
الذين تحملوا معاناة لا يمكن تخيلها على مدى أحد عشر يومًا من الأعمال القتالية”.
وأوضحت هاستينغز أن هناك أكثر من 1000 منزل دُمر بغزة، ويوجد أكثر من 800 ألف لاجئ بلا مياه، “ما حدث هذه المرة يفوق عدوان 2014 ،
والصدمة اليوم أكبر بكثير مما حدث سابقا”.
وبيّنت أن هناك عدة أماكن دمّرت وكان لا يستغنى عنها فيما مضى لتقديم الخدمات الأساسية أو لحقت بها الأضرار، بما فيها مختبر طبي كان يؤمن فحوصات
الإصابة بفيروس كورونا.
وأشارت الى أن خطوط مياه الصرف الصحي تضررت؛ ما يهدد بانتشار الأمراض، كما أصابت الأضرار مركز الرعاية الصحية الأولية الوحيد في الشمال
الذي شهد أفضل معدل لتقديم التطعيم لكنه بات غير قادر على خدمة المجتمع المحلي في خضم وباء عالمي، كما تم تدمير مستودع للوازم الزراعية ومعه
محاصيل موسم كامل على الأقل خلال العدوان الإسرائيلي على غزة؛ ما يهدد الأمن الغذائي ويشكل خطرًا على الصحة والبيئة.
وأوضحت أنها قامت بزيارة لإحدى المدارس العديدة المتضررة، “وهذا الضرر يزيد من تعقيد امكانية وصول الأطفال إلى التعليم، بالإضافة إلى الانقطاعات
التعليمية الموجودة مسبقًا المتعلقة بفيروس كورونا.
وأكدت أن “الناس في غزة تعرضوا لصدمة فاقت كل ما سبقها: الفتيات والفتية والنساء والرجال؛ فالضربات على شدتها لم تتوقف، وعدد هائل من البيوت
دمرت والأحبة قضوا نحبهم”، مشيرة ايضا الى معاناة الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة وخاصةً “القدس الشرقية” حيث يتصاعد العنف هناك ويسفر عن
إصابة الآلاف من الناس بجروح.
وقالت، إن مجتمع العمل الإنساني يعمل جاهدًا لإحضار المواد الأساسية، بما فيها الغذاء والدواء والوقود، موضحة أنه سيتم خلال هذا الأسبوع “اطلاق نحو 18
مليون دولار من صندوق التبرع الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة، كما سيطلق منسق الإغاثة في حالات الطوارئ في نيويورك مبلغا إضافيًا قدره 4 ملايين
دولار لاستعادة قدرة الناس على الحصول على الخدمات الأساسية، كالرعاية الصحية والمياه”.
ولفتت هاستينغز إلى أنها ستطلق خلال الأيام المقبلة مناشدة مالية مشتركة بين الوكالات الانسانية لدعم الجهود على صعيد معالجة الاحتياجات الإنسانية الجديدة،
مضيفة أنه “كي يكون الدعم الذي نقدمه فعّالاً في نهاية المطاف؛ ينبغي ألا نألو جهدًا لنضمن أن هذه المأساة لن تتكرر، ويجب تعزيز وقف إطلاق النار مع
الجميع وتفادي الاستفزازات”.
وشددت على أنه “ينبغي إخضاع أولئك الذي ينتهكون القانون الدولي الإنساني للمساءلة؛ ويجب إتاحة أفق سياسي يعالج الأسباب الجذرية التي تقف وراء
استمرار النزاع”.
ودعت هاستينغز الى فتح معابر غرة وإعادة ربطها ببقية أنحاء فلسطين، بما فيها “القدس الشرقية”، مؤكدةً دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للقادة الإسرائيليين
والفلسطينيين لإعادة إطلاق حوار جدي لتحقيق حل عادل ودائم للجميع.
بترا