بين خطاب هنية والسنوار رسائل تحد وتكامل ادوار

الأردن اليوم: سدٌّ منيع باتت تستند إليه الخطابات العسكرية والسياسية لحركة حماس؛ فلهجة الحديث ولغته وحدّته ارتفعت، والخطاب والأداء والرسائل التي تلت معركة “سيف القدس” لم تعد هي التي كانت ترسلها حماس قبل المعركة.

ورغم تأكيد رئيس حماس في غزة يحيى السنوار أنّ المقاومة أرادت من خلال تلك الجولة فقط إيصال رسائل للعدو الصهيوني، ولم تكن هذه المعركة الحقيقية، إلا أن المعادلات التي أنجزتها المعركة رفعت رصيد المقاومة الفلسطينية إلى مستوى غير مسبوق أو معهود، الأمر الذي دفع العالم لأن يقف على قدمٍ واحدة لاستدراك الموقف والدفع باتجاه الوصول إلى حلول مرضية للأطراف، وهو ما تعول عليه حماس وفصائل المقاومة بغزة من تغيير جذري وحقيقي في المرحلة القادمة عقب معركة سيف القدس.

توافق وانسجام

المحلل السياسي هاني البسوس، أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن تكاملاً وتوافقاً واضحا بين خطابي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ورئيسها في غزة، يفيد بالضرورة.

وأوضح البسوس أن الخطابين أبرزا أيضاً تكاملاً واضحاً حتى بين العمل السياسي والعسكري لدى المقاومة الفلسطينية عامة وحركة حماس خاصة.

وأشار إلى أن خطاب السنوار حمل الطابع العسكري أكثر من السياسي، في حين خطاب هنية كان خطابا سياسياً بامتياز، وقال: “واضح أن التوافق شمل حتى الانسجام في المعلومة ودقتها ورسائل التحدي الاحتلال، ومدى جهوزية المقاومة للرد على جرائم الاحتلال”.

رسائل مهمة

وحمل خطابا هنية والسنوار رسائل عدة ومهمة لأكثر من جهة وفي أكثر من اتجاه، وهذا ما أكد عليه الخطابان في طبيعة التوافق والتناغم الكامل بين الشخصيات القيادية على أعلى مستوى في المقاومة الفلسطينية وحركة حماس، وهو ما يؤكد صلابة الموقف وقوته لدى الحركة.

ومن أبرز نقاط التوافق في الخطابين: الثقة العالية خاصة فيما يتعلق بالجانب العسكري، والذي بعث فيه السنوار برسائل تحدٍّ للاحتلال عبر لغة الجسد التي تكلل بها خطابه الأخير، وهو ما يؤكد حقيقة خروج المقاومة وحماس منتصرة في هذه المعركة بجدارة تدفع الجماهير الفلسطينية لأن تؤمن أن مشروع المقاومة صار يمكن الاستناد والاعتماد عليه في مواجهة الاحتلال.

وبيّن البسوس أن خطاب هنية حمل مؤشرات قوية على إمكانية تحقيق الوحدة عبر الثقة الجماهيرية العريضة التي عززتها معركة سيف القدس.

ويعتقد المحلل السياسي أن الإنجازات التي حققتها المقاومة الفلسطينية وحركة حماس في معركة سيف القدس، عدا عن الدعم الشعبي والاقليمي والدولي غير المسبوق، دفع بوحدة شعبية فلسطينية غير مسبوقة أيضاً حول خيار المقاومة.

خارطة المستقبل

“خطابا هنية والسنوار رسما بوضوح خريطة المستقبل وطريق التحرير”. هذا ما ذهب إليه المحلل السياسي مصطفى الصواف، مبيناً أن حركة حماس وضعت بذلك النقاط على الحروف، وأن على الجميع أن يلتقط الرسالة.

وبيّن الصواف أن خطاب السنوار غطّى الشق العسكري للمقاومة، وجاء خطاب هنية ليكمل المشهد ويرسم بقية الصورة وتناول الشق السياسي.

وقال: “ما أراه تكاملًا ما بين العسكري والسياسي، شمل وحدة الهدف ووحدة الخطاب، فكان التحدي ووضع النقاط على الحروف”.

ويجمِع المراقبون أن حركة حماس والمقاومة الفلسطينية طوت مرحلة جديدة من تاريخ الشعب الفلسطيني وقضيته، ما أحدث تحولاً إستراتيجياً ستنضج ثماره قريباً ليؤكد أن مرحلة ما بعد مايو/أيار2021 م ليست أبداً كما قبلها.

  المركز الفلسطيني للإعلام

"حماس"المقاومه"غزة"القدس"