بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة.. ضغوط على جامعة بريطانية لقطع علاقتها بجامعة تل أبيب

الأردن اليوم :  قال موقع Middle East Eye  البريطاني،   اليوم الأربعاء  ، إن أكثر من 200 من أعضاء هيئة التدريس والباحثين في جامعة مانشستر البريطانية دعوا إدارةَ الجامعة إلى إعلان قطع علاقاتها مع جامعة تل أبيب في أعقاب القصف الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة المحاصر.

جاء ذلك في رسالة مفتوحة وُجِّهت إلى نائبة رئيس الجامعة، نانسي روثويل، وورد فيها أن الجامعة الإسرائيلية “متورطة بشدة” في قصف مايو/أيار، الذي قتل أكثر من 248 فلسطينياً، منهم 66 طفلاً، وقال واضعو الرسالة، التي وقعها 224 شخصاً حتى يوم الأربعاء 16 يونيو/حزيران، إن علاقة جامعة مانشستر المستمرة مع جامعة تل أبيب تنتهك التزام الجامعة البريطانية بمناهضة العنف والقمع العنصريين.

كما أشارت الرسالة إلى أن “جامعة مانشستر ليست فقط تخذل الفلسطينيين بعدم الحديث عنهم والاستجابة لمطالبهم بالحصول على الدعم المادي، بل تقيم أيضاً شراكة استراتيجية مع جامعة تل أبيب، التي هي مؤسسة متورطة بشدة في قمعهم العنيف”.

“استراتيجية الضاحية”

وتحيل الرسالة بهذا التورط إلى أن جامعة تل أبيب هي الحاضنة لـ”معهد دراسات الأمن القومي” (INSS) الإسرائيلي، والأخير هو مؤسسة فكرية على صلة وثيقة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وله دور كبير في تحديد الفلسفة العسكرية للدولة فيما يتعلق بالفلسطينيين والدول العربية المجاورة.

أما “استراتيجية الضاحية” فهي استراتيجية إسرائيلية اقترحتها الحكومة الإسرائيلية وأقرَّتها، وقد أخذت اسم الضاحية من أحد أحياء بيروت التي تعد معقلاً لحزب الله اللبناني، وتدفع الاستراتيجية بالتشجيع على تدمير البنية التحتية المدنية للمناطق الحاضنة لمجموعات المقاومة لها بوصفه رادعاً مفترضاً لتلك المجموعات التي تحمل السلاح ضد إسرائيل.

وفي ورقة بحثية لم تعد منشورة على موقع معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي على الإنترنت لكن “معهد تفاهم الشرق الأوسط” (IMEU) اقتبسها عنه، يقول غابي سيبوني، مدير برنامج الشؤون العسكرية والاستراتيجية في معهد دراسات الأمن القومي: “يتعين على [إسرائيل] الرد بقوة غير متكافئة لجعل الأمر واضحاً بلا هوادة أن دولة إسرائيل لن تقبل أي محاولة لعرقلة الهدوء السائد على طول حدودها”.

 

وجنباً إلى جنب مع جامعات إسرائيلية أخرى، تشارك جامعة تل أبيب أيضاً مشاركة كبيرة في دراسات تطوير الأسلحة، بالتعاون مع مصنعي الأسلحة الإسرائيليين والجيش الإسرائيلي ويشيد منشور صدر في عام 2009 عن قسم التسويق بالجامعة بدور المؤسسة في تطوير التكنولوجيا التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي.

وتنقل تصريحات عن إسحاق بن إسرائيل، وهو جنرال سابق رأس وكالة الفضاء الإسرائيلية وبرنامج الدراسات الأمنية في جامعة تل أبيب، قوله: “ما كان [البحث والتطوير] العسكري في إسرائيل لولا الجامعات. إنهم يجرون جميع الدراسات العلمية الأساسية، التي تُطوَّر بعد ذلك إما عن طريق الصناعات الدفاعية أو الجيش”.

الروابط مع جامعة مانشستر

موقع جامعة مانشستر يورد حالياً مشروعات بحثية مشتركة مع جامعة تل أبيب تشمل كليات العلوم الطبيعية والطب والبيئة والتعليم والتنمية، وسبق أن انتُقد مسؤولون في الجامعة بعد أن آلت تقنيات طوَّرها باحثو الجامعة إلى الوقوع في أيدي مصنعي أسلحة إسرائيليين.

والإشارة هنا، على سبيل المثال، إلى مادة “نانين” Nanene، وهي مادة مستمدة من الجرافين طوَّرها باحثون بجامعة مانشستر، وتُستخدم في قطاع صناعة الطائرات، وتشتريها شركة صناعات الطيران والفضاء الإسرائيلية (IAI).

وتنتج شركة صناعات الطيران والفضاء الإسرائيلية صواريخ وطائرات مسيَّرة يستخدمها الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى نظام القبة الحديدة المضاد للصواريخ.

فيما قال أحد الموقِّعين على الرسالة الموجهة إلى إدارة الجامعة، لموقع Middle East Eye، إن الجامعة التي يفخر المنتسبون إليها بالتزامها المُعلن بمكافحة العنصرية وتشجيع الاندماج والتنوع، كان على مسؤوليها أن يطابقوا الأقوال بالأفعال. وأضاف أن امتناع الجامعة عن اتخاذ موقف من سياسات إسرائيل ضد الفلسطينيين يعني أن “تصبح مناهضة الجامعة للعنصرية مجرد عبارة فارغة للاستخدام في العلاقات العامة والتسويق”.

وأشار موقِّع آخر على الرسالة إلى أنه “في ضوء اهتمامنا المتجدد بالقمع العنصري، بات من الواضح لنا عندما تكون إحدى المؤسسات تدعي مناهضة العنصرية بالكلام لكن دون أفعال”.

لم يرغب الموقعون في الإفصاح عن أسمائهم؛ لأنهم أرادوا التمسك بالتعبير عن أنفسهم كمجموعة وليس كأفراد يعبرون عن آرائهم.

على الجانب الآخر، تواصل موقع MEE مع جامعة مانشستر طلباً للتعليق على الرسالة المفتوحة التي وُجِّهت إلى إدارة الجامعة، وسؤالها عما إذا كانت لديها أي خطط لإنهاء علاقاتها مع المؤسسات الإسرائيلية.

وقال متحدث باسم الجامعة البريطانية إن الجامعة تود طمأنة موظفيها وطلابها بأن “الشراكة بين الجامعتين لا علاقة لها على الإطلاق بالمسائل العسكرية أو أي تأييد سياسي” مضيفاً: “نحن نقدر علاقاتنا مع الجامعات في إسرائيل باعتبار ذلك جزءاً مهماً من استراتيجتنا الدولية للتعاون مع مؤسسات التعليم العالي. وتستند جميع هذه التفاعلات إلى إرشادات حكومة المملكة المتحدة ولوائحها”.

"انسانية"تعليم"جامعات"فاسطين"الاقصى"