الاردن اليوم : استقبل البابا فرنسيس الإثنين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أرفع مسؤول من إدارة جو بايدن يزوره في الفاتيكان، وتطرقا الى الأزمة السياسية التي تشهدها فنزويلا.
اللقاء الثنائي الذي استمر 40 دقيقة مع البابا الارجنتيني يفترض أن يشكل بداية تهدئة دبلوماسية بعد توتر ساد العلاقة بين الفاتيكان وإدارة دونالد ترامب السابقة.
لكن هذا اللقاء يأتي في إطار هجومي من داخل صفوف مؤتمر الأساقفة الأميركيين الذي يفكر في فرض حرمان الشركة (وهي طقوس أساسية من الإيمان الكاثوليكي) على القادة السياسيين الذين يدعمون الإجهاض مثل الكاثوليكي الرئيس جو بايدن.
ففي 18 حزيران/يونيو صوت مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الأميركيين بغالبية كبرى على اقتراح في هذا الصدد. وهو نقاش مثير للانقسام ذو طابع سياسي أثار استياء الفاتيكان، الذي رد برسالة وجهت الى الأسقفية.
الاثنين التقى بلينكن أولا المسؤول الثاني في الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولان والاسقف بول غالاغر الذي يعتبر بمثابة وزير خارجية الفاتيكان.
وكرر لهما وزير الخارجية الأميركي “دعم الولايات المتحدة للعودة الى الديموقراطية في فنزويلا والرغبة في مساعدة الشعب الفنزويلي على إعادة إعمار بلاده” كما قال الناطق باسمه نيد برايس.
على غرار دونالد ترامب قبله، يعتبر الرئيس جو بايدن المعارض خوان غوايدو رئيسا انتقاليا لفنزويلا ولا يعترف بنيكولاس مادورو رئيسا شرعيا للبلاد.
ومنذ ثلاثة أعوام، كثفت الولايات المتحدة الضغوط الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية لازاحة مادورو لكن بدون نجاح. لكن بايدن اعتمد مقاربة دبلوماسية أكثر مرونة. من جانب آخر تعتبر دبلوماسية الفاتيكان وسيطا محتملا دائما في هذا البلد الكاثوليكي.
وكانت فنزويلا على جدول أعمال المباحثات خلال اللقاء مع البابا الى جانب لبنان وسوريا وإقليم تيغراي الإثيوبي.
وأشاد بلينكن “بالقيادة القوية” للبابا فرنسيس في مجالات “الوباء والتغير المناخي وتحدي الهجرة غير القانونية واللاجئين” والتي تستند الى الدفاع عن “الحرية البشرية”.
من جانب آخر تطرق بلينكن مع كل محاوريه في الفاتيكان الى موضوع حساس هو “حقوق الإنسان والحرية الدينية” في الصين.
في نهاية أيلول/سبتمبر 2020 وفي أوج الحملة الانتخابية، طلب وزير الخارجية المنتهية ولايته مايك بومبيو خلال منتدى نظم في روما من البابا أن يبدي “شجاعة” لمحاربة الاضطهاد الديني في الصين الشيوعية.
والفاتيكان الذي استاء من هذه الملاحظة، جدد في سياق ذلك العمل باتفاق تاريخي مع بكين حول تعيين أساقفة.
وصل بلينكن في وقت مبكر الاثنين الى الفاتيكان للقيام بزيارة خاصة استغرقت 14 دقيقة برفقة مرشد سياحي. وكتب على تويتر “الجو الروحي والفن المقدس والهندسة المعمارية الرائعة تركتني عاجزا عن الكلام”.
من جهته تطرق الناطق باسم الفاتيكان ماتيو بروني الاثنين الى “الجو الودي” للقاء والذي تحدث خلاله البابا عن رحلته الى الولايات المتحدة عام 2015 معبرا عن “عاطفته وانتباهه لشعب الولايات المتحدة”.