فجاسي الذي نال درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية هارفارد المرموقة للأعمال عام 1997، انضم إلى أمازون في مرحلة الانطلاق مديراً لقسم التسويق.
وتخرج جاسي من هارفارد “في أول يوم جمعة من مايو (أيار) 1997” ليبدأ العمل في أمازون يوم “الاثنين التالي”، على ما روى عبر تدوينة “ذي ديسرابتيف فويس” الصوتية في سبتمبر (أيلول) 2020.
من شركة ناشئة إلى امبراطورية عملاقة
كانت أمازون يومها شركة ناشئة في سياتل أسسها جيف بيزوس قبل ثلاث سنوات في مرآب لتصليح السيارات. ولدى طرح أسهمها للاكتتاب العام في البورصة الذي تزامن مع انضمام جاسي إليها، عرّفت عن نفسها على أنها “شركة لبيع الكتب عبر الإنترنت”.
أما اليوم، فأصبحت المجموعة امبراطورية عملاقة في الاقتصادين الأمريكي والعالمي، تمتد أنشطتها من التجارة عبر الإنترنت إلى الحوسبة السحابية، مروراً بمحال البقالة والذكاء الاصطناعي وإنتاج الأفلام.
وسرعان ما أدى جاسي في الشركة دوراً بارزاً في هذا التنويع، وكان من أبرز ما حققه في هذا الإطار تأسيسه “أمازون ويب سرفيسز” عام 2003، وهو فرع خدمات الحوسبة السحابية عبر الإنترنت. ومع أنه معروف أقل من غيره من عامة الناس، إلاّ أنه يُعتبر أحد أكثر القطاعات الأكثر ربحية في المجموعة التي تهيمن على هذه السوق عالمياً، متقدمة على مايكروسوفت وغوغل.
عملية انتقال “سلسة”
وأشارت وكالة “ستاندرد أند بورز” للتصنيف في تقرير أصدرته أخيراً عن المجموعة الأمريكية العملاقة إلى أن عملية انتقال إدارة أمازون إلى جاسي “أعدّت جيداً”، مما يحمل على توقع حصولها “بسلاسة”، لما يتمتع به المدير الجديد من “خبرة قوية” داخل الشركة.
وأشادت وكالة التصنيف أيضاً بالبديل الذي خلَف جاسي على رأس فرع خدمات الحوسبة السحابية في أمازون آدم سيليبسكي الذي يتمتع “بخبرة 11 عاماً كمسؤول” في “أمازون ويب سرفيسز”.
ولاحظت الصحافة الأمريكية أن الوصول إلى آندي جاسي الأب لولدين والشغوف بالموسيقى والسينما، أسهل مما كان إلى سلفه، واصفة إياه بأنه شديد التعلّق بالتفاصيل المتصلة بقسم السحابة في أمازون.
ووصلت قيمة أمازون في البورصة اليوم إلى 1770 مليار دولار بفضل ما حققه قطاعاً الحوسبة السحابية والتجارة عبر الإنترنت من أرباح خيالية، شهدت زيادة كبيرة خلال تدابير الإغلاق في كل أنحاء العالم بسبب جائحة كورونا.
وسيحصل جاسي نظير تبوئه المنصب الأعلى في هرمية المجموعة على مكافأة سخية قدرها 61 ألفاً من أسهم على مدى عشر سنوات، أي ما يساوي أكثر من 200 مليون دولار بحسب سعر سهم أمازون عند إقفال تداولات الجمعة.
“تلميذ أمين” لمعلمه بيزوس
ولا يزال من المبكر معرفة ما إذا كانت المجموعة الكبيرة ستشهد تحولاً تحت قيادته، لكنّ الرجل يقدم نفسه على أنه تلميذ أمين لمعلمه جيف بيزوس، واصفاً إياه في البودكاست “ذي ديسرابتيف فويس” بأنه “مفكر استثنائي” وملاحظاً أنه “يتمتع بصفات تقنية تقترن بالتعاطف مع المستهلك”.
إلا أنه كسلفه سيواجه مجموعة من التحديات، ومنها اتهام السلطات الأمريكية المجموعة بسحق المنافسة، نظراً إلى أنها تبيع منتجاتها الخاصة وفي الوقت نفسه تضع القواعد للشركات الأخرى التي تبيع منتجاتها من خلال أمازون.