هذا ما يمكن أن تفعله موجات الحر بجسم الانسان

الأردن اليوم – مع بدء الصيف وارتفاع درجات الحرارة يلجأ معظم الناس إلى وسائل عدة لتبريد الأجواء وتجنب التأثير الضار للحرارة على الجسم، وقد ترتفع درجات الحرارة أحياناً إلى مستويات يصعب على الكثير تحملها،  لكن ما الذي يحدث بالفعل في جسم الإنسان مع ارتفاع درجة حرارة الجو؟! لماذا تخلق الحرارة الشديدة هذا الإحساس غير المريح؟ ولماذا تكون الحرارة خطيرة أحيانا؟

يمتص جسم الإنسان الحرارة من البيئة المحيطة به، وعندما تبدأ درجة حرارة الجسم بالارتفاع ، يقوم الجسم بشكل تلقائي بعدد من الأشياء للتخلص من تلك الحرارة الزائدة، لكن قد يفقد جسمك هذه القدرة عندما تصل الحرارة إلى مستويات عالية، أو عند التعرض للحرارة لفترات طويلة.

 

وتعتبر ضربة الشمس أحد أخطر الأعراض التي تسببها عدم قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته، وتحدث ضربة الشمس عندما تصل درجة حرارة الجسم إلى ما يزيد عن 40 درجة مئوية، ويمكن لضربة الشمس أن تتسبب بالوفاة إذا لم يحدث تدخل طبي في الوقت المناسب.

 

 

ماذا يحدث للجسم عند الإصابة بضربة الشمس؟

  • توقف التعرق

أثناء ضربة الشمس، تتوقف وظائف الجسم عن العمل، حيث تقوم منطقة ما تحت المهاد في الدماغ بإغلاق نظام التبريد الطبيعي في الجسم (التعرق)، وبدون العرق يفقد الجسم القدرة على التحكم في درجة حرارته، مما يتسبب في حدوث تفاعل متسلسل مدمر يمكن أن يكون قاتلاً إذا لم يحدث التدخل الطبي في الوقت المناسب.

 

  • تضخم الدماغ

تؤثر ضربة الشمس على الجهاز العصبي بحيث تؤدي إلى تضخم الدماغ، مما يتسبب بحدوث الصداع وحتى النوبات في الحالات الأكثر خطورة، كما يعاني المصاب من اضطرابات في الوعي، بما في ذلك الارتباك والهذيان والهلوسة وحتى فقدان الوعي.

 

  • انخفاض الضغط وتسارع نبضات القلب

يتأثر جهاز القلب والأوعية الدموية أيضاً عند الإصابة بضربة الشمس، بحيث ينخفض ضغط الدم وتتسارع نبضات القلب بشكل غير منتظم، مما يزيد من مخاطر الإصابة بفشل القلب الناتج عن ارتفاع ضغط الدم. ويمكن أن تتشكل الجلطات الدموية الصغيرة أيضًا في الأوعية الدموية، مما يمنع الدورة الدموية الصحية ويقطع تدفق الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم.

 

  • خلل في وظيفة الكلى

فيما يتعلق بالجهاز الكلوي، فإن ضربة الشمس تقلل من إنتاج البول وتسبب حالة تعرف باسم “النخر الأنبوبي الحاد”، حيث تفشل الكلى في تلقي ما يكفي من الدم الغني بالأكسجين لدعم الوظيفة المناسبة، وإذا لم يتم علاجها ، يمكن أن تؤدي ضربة الشمس في النهاية إلى الإصابة بالفشل الكلوي.

 

 

عوامل أخرى تزيد من خطورة الطقس الحار على جسم الإنسان:

  • الرطوبة: يساهم ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو في زيادة تأثير الطقس الحار، بحيث تتضاءل قدرة الجسم على التخلص من الحرارة من خلال التعرق.

 

  • العمر: يلعب العمر دورًا كبيرًا في قدرة الجسم على تنظيم الحرارة. الأطفال الصغار وكبار السن ليسوا فقط أكثر عرضة لدرجات الحرارة المرتفعة بسبب ضعف جهازهم العصبي ، ولكن قد يواجهون أيضًا صعوبة أكبر في تجنب الأماكن الحارة. ففي موجة الحر ، إذا كنت مسنًا وكان مكيف الهواء الخاص بك لا يعمل ، فقد تتضاءل قدرتك على إصلاحه، لذلك ، قد تتعرض لحرارة شديدة لفترة أطول من الوقت.

 

  • الجُهد: الجهد عامل مهم يجب مراعاته أيضًا. تزيد التمارين الشاقة من خطر الإصابة بضربة الشمس ، خاصة إذا لم يكن الفرد معتادًا على التدريب في الطقس الحار.

 

  • الأمراض: أولئك الذين يعانون من أمراض مثل أمراض القلب أو أمراض الرئة أو السمنة، أو من لديهم تاريخ سابق للإصابة بضربة الشمس، هم أكثر عرضة للخطر بالمقارنة مع من هم أكثر صحة. يمكن أن تكون الأمراض الأخرى التي تؤثر على الدورة الدموية، مثل مرض السكري ، مشكلة أيضًا. يجب مراقبة أي شخص يعاني من هذه الأمراض عن كثب في الطقس الحار ، وإذا بدأت تظهر عليه علامات ضربة الشمس ، فيجب تقديم العناية الطبية على الفور.

 

  • الأدوية: يمكن أيضًا أن تكون بعض العلاجات والأدوية عاملاً مساهمًا في الإصابة بضربة الشمس، مثل المنبهات ومضيق الأوعية وحاصرات بيتا ومدرات البول ومضادات الاكتئاب ومضادات الذهان، كلها تنتقص من قدرة الجسم على تبريد نفسه.