38 أسيرة فلسطينية مغيبات في سجون الاحتلال

الاردن اليم : 

قال مركز فلسطين لدراسات الأسرى إن 38 أسيرة فلسطينية مغيبات في سجون الاحتلال يعانين من ظروف اعتقالية ومعيشية قاسية، ويتعرضن لكل أشكال الظلم والاضطهاد، ويفتقدن لأدنى الحقوق الإنسانية التي أقرتها القوانين الدولية.

وأضاف مركز فلسطين في بيان صحفي أن المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية التي تعنى بشؤون المرأة التي تتباكى على حقوق الإنسان وكرامة المرأة، تغض الطرف، وتصم الآذان عن معاناة عشرات الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، ولا تتدخل لحمايتهن من جرائم الاحتلال المستمرة بحقهن.

ونبه إلى وجه من المعاناة الشديدة التي تعيشها الأسيرات في حالة فقدان أحد الأحبة دون أن يتمكن حتى من إلقاء نظرة الوداع عليه، مما يترك حسرة في قلوبهن كما جرى مع الأسيرة النائبة خالده جرار والتي فقدت أمس ابنتها “سهى” إثر نوبة قلبية حادة، ويماطل الاحتلال في السماح لها بتوديعها أو إطلاق سراحها استثنائيًّا كونها أمضت غالبية محكوميتها ولم يتبق لها سوى عدة أسابيع.

الباحث رياض الأشقر مدير المركز، أوضح أن الاحتلال يعتقل في سجن الدامون 38 أسيرة فلسطينية، منهن 11 أسيرة أمهات لديهن العشرات من الأبناء، ومسنات ومريضات، وجريحات، وجميعهن يتعرضن لحملة قمع منظمة، ويحرمن من حقوقهن كافة، ويشتكين من عدم توفر الخصوصية نتيجة وجود كاميرات مراقبة على مدار الساعة وضعتها إدارة السجن في ممرات السجن وساحة الفورة، كذلك وضع الحمامات خارج الغرف، ويسمح باستخدامها في أوقات محددة فقط خلال فترة الخروج إلى الفورة.

وأضاف أن الأسيرات يتعرضن لظروف إنسانية قاهرة، ويحرمن من حقوقهن الدنيا، ويتعرضن لإجراءات قمعية متعددة، بما فيها العزل الانفرادي والحرمان من العلاج والتعليم والتفتيش المهين، مما يدلل بأن ما ينادي به المجتمع الدولي من حقوق المرأة ما هي إلا شعارات زائفة تتلاشى عندما يتعلق الأمر بالاحتلال.

وبين أن الأسيرات يعانين كذلك من التنقل بسيارة البوسطة؛ حيث يتعمد الاحتلال إذلالهن بعمليات التنقل وذلك عبر عرضهن على المحاكم في فترات متقاربة ومتكررة لفرض مزيد من التنكيل بهن، حيث يتم إخراج الأسيرات من السجن الساعة الرابعة فجرا، وتعود مساء من نفس اليوم، الأمر الذي يسبب لها التعب الجسدي والنفسي والإرهاق، وطوال فترة السفر يقيَّدْن بالسلاسل الحديدية بالأيدي والأرجل، وينقلن مع معتقلين جنائيين يوجهون لهن الشتائم والتهديد في كثير من الأحيان.

كما تعاني عدد من الأسيرات من ظروف صحية متردية، ولا يتلقين أي علاج مناسب، وفى مقدمتهن الأسيرة المقدسية الجريحة “إسراء جعابيص” والتي تحتاج إلى إجراء عدة عمليات يماطل الاحتلال في إجرائها، وهي تقضى حكماً بالسجن 11 عاماً، كذلك الأسيرة نسرين أبو كميل، التي تُعاني من مشاكل في الجهاز الدموي والأسنان، والأسيرة أماني حشيم التي أصابها خلال فترة اعتقالها التهابات حادة في الجهاز السمعي، ولا تزال إدارة السجون ترفض توفير طبيبة نسائية في عيادة السجن لرعاية الأسيرات.

وأشار إلى أن الاحتلال عاد منذ عدة أعوام إلى سياسة حجز الأسيرات في “معبار الشارون” سيئ الذكر، ويتعرضن هناك لأقسى أنواع التعذيب والإهانة، قبل أن ينقلن إلى سجن “الدامون” بما فيها وسائل التعذيب العسكري كما جرى مع عدد من الأسيرات مؤخراً.

وكشف الأشقر أن الاحتلال يستهدف المرأة الفلسطيني كما الرجل بالاعتقال والتعذيب والأحكام التعسفية العالية، حيث وصلت حالات الاعتقال بين النساء منذ عام 1967، وحتى اليوم ما يزيد عن 16 ألف حالة اعتقال، وتقضى حاليًّا 8 أسيرات أحكاماً بالسجن لمدة تزيد عن 10 سنوات، إضافة إلى 9 أسيرات صدرت بحقهن أحكام من 5 إلى 10 سنوات، بينما هناك أسيرتان تخضعان للاعتقال الإداري المتجدد دون تهمة، وهن الأسيرة بشرى الطويل، والأسيرة ختام الخطيب.

وطالب مركز فلسطين المؤسسات كافة، التي تتغنى بحقوق المرأة، الوقوف بشكل محايد تجاه معاناة الأسيرات المتفاقمة، والتدخل الحقيقي من أجل إنصافهن، ووقف الجرائم الإسرائيلية التي يتعرضن لها، كما طالب وسائل الإعلام المحلية والعربية بتسليط الضوء أكثر على معاناة الأسيرات، والتي لم تأخذ حقها الكافي في النشر الإعلامي.

  المركز الفلسطيني للإعلام