صناعة خراف العيد بغزة.. لقمة عيش بأيدي نساء مكافحات

الاردن اليوم : 

رغم الظروف الاقتصادية التي تعصف بقطاع غزة وجائحة كورونا، تحاول بعض النسوة إطلاق العنان لموهبتهن وإدخال بعض أجواء الفرحة قبيل عيد الأضحى المبارك. 

وداخل معمل صغير في قرية أم النصر شمالي قطاع غزة، تعكف عدد من النسوة على صناعة مجموعة من الدُمى على شكل “خراف العيد” بمختلف الأحجام، لعرضها في السوق المحلي استعدادًا لعيد الأضحى. 

فمع كل صباح، تخرج العديد من السيدات إلى جمعية زينة التعاونية الواقعة في القرية البدوية، من أجل إنتاج مشغولات يدوية مختلفة، بينها دُمى خراف العيد. 

فمنذ 4 سنوات، تعمل الشابة إيمان محمود (31 عامًا)، في مجال الخياطة داخل الجمعية علها تخرج من الروتين اليومي، وتحاول كسب بعض المال للعيش بحياة كريمة في ظل ظروف اقتصادية صعبة. 

وبعزيمة وإرادة قوية، تعمل الشابة إيمان برفقة عدد من السيدات في صنع الدمى، وتقديمها للأسواق، بالإضافة لرياض الأطفال كوسائل تعليمية مساعدة لهم في الدراسة. 

وتطمح العاملات في الجمعية لتحسين ظروف حياتهن في سبيل الخروج من الضائقة الاقتصادية التي تضرب قطاع غزة بسبب الحصار المفروض عليه منذ 15 عامًا. 

مصدر رزق وإسعاد للأطفال

بدورها؛ تقول أم أحمد: “إن الطلب على دمى الخراف يزيد في موسم عيدالأضحى، وبالتالي ينتجن كميات كبيرة، بعضها يذهب للمحال التجارية، وأخرى يتم عرضها في معارض نسوية للمشغولات اليدوية”. 

وتشير إلى أن الكثير من الآباء يشترون هذه الدمى لإسعاد أطفالهم، سواء كانوا مضحين أو غير مضحين، مبينة أنه يشكل مصدر رزق لهن. 

وتعدُّ قرية أم النصر، من أشدّ القرى معاناة من التهميش والبنى التحتية الرديئة، وتقيم فيها غالباً أسر من أصول بدوية، تعتمد على العادات والتقاليد القديمة في تسيير حياتها. 

أم النصر قرية صغيرة لا تتعدى مساحتها 800 دونم، ويعيش فيها ستة آلاف نسمة، نصفهم من النساء والأطفال، والأغلبية منهم لم يكملوا تعليمهم، وتوقفوا عند المرحلة الابتدائية، إذ اقتصرت مجالات عملهم على رعي الأغنام والزراعة، ومعظمهم يعيش في حالة فقر مدقع.

  المركز الفلسطيني للإعلام