الأردن اليوم – نشرت مجلة ميخور “كون سالود” الإسبانية تقريرا، قالت فيه إن الكثير من الأمهات والآباء يشتكون من أن طفلهم يقاطعهم ويتدخل أثناء المحادثات بين الكبار، وهم في حيرة من أمرهم حول كيفية التصرف في هذه الحالات.
وتقول المجلة، إن تعليم طفلك عدم مقاطعة حديث الكبار قد يكون مهمة صعبة، والتحدي الأساسي يتمثل في أن الأطفال في هذه السن لا يحسنون إدارة العلاقات بشكل ملائم.
وتدعو المجلة أولياء الأمور إلى عدم نسيان أن طفلهم لم يولد وهو يعرف مظاهر وآداب احترام الآخرين. ولذلك فإن هنالك حاجة لفهم الخلفية النفسية والذهنية للأطفال، واستيعاب الدوافع التي تجعلهم يقاطعون الآخرين عندما يتحاورون، وأهمية تقويم هذا السلوك في أسرع وقت ممكن، بتعليمهم آداب التعامل.
لماذا يقاطع الأطفال المحادثات؟
تقول المجلة إن أحد أسباب هذا السلوك هو الشعور بالملل. فالطفل عندما يعاني من الفراغ وغياب المحفزات يبدأ بالبحث عن طريقة لجلب انتباه الآخرين، ولذلك يتجه نحوك رغم أنه يرى أنك منهمك في محادثة.
وهنالك أسباب أخرى عديدة تجعل الطفل يقاطع المحادثات، وهي أنه دائما ما يضع احتياجاته الشخصية في مرتبة الأولوية. هذا الأمر طبيعي بالنسبة للصغار، ويعتبر انتباههم لاحتياجاتهم الشخصية أمرا أساسيا في هذه المرحلة، وشيئا فشيئا سيبدؤون بتعلم مفهوم الاحترام وكيفية الموازنة بين رغباتهم والآداب المفروضة عليهم.
وتضيف المجلة أن هنالك أسباب أخرى تدفع الأطفال لمقاطعة حديث الكبار، وهي الاندفاع الذي يتملكهم. إذ أنهم عندما يرغبون في إبلاغك بشيء يعتبرونه طارئا، يكونون ليسوا مستعدين للانتظار، ولكن يمكنك تقويم هذا السلوك بشكل تدريجي.
كيف يمكن تصحيح هذه التصرفات؟
عرضت المجلة بعض الأفكار الممتعة والفعالة، من أجل تعليم الأطفال كيفية تجنب مقاطعة حديث الآخرين.
لعبة المتحدث والمستمع:
تعتبر الألعاب دائما وسيلة فعالة للأطفال لاكتساب القيم وتعلم كيفية اظهار الاحترام. ولعبة المتحدث والمستمع يمكن ممارستها بالبطاقات أو الأوراق، ويتم ذلك من خلال طرح كلمة أو صورة أو فكرة، ومنح كل فرد من العائلة دقيقة للتحدث حولها دون أن يقاطعه أي شخص.
يمكن استعمال ساعة التوقيت من أجل احتساب الوقت، فيما يلتزم البقية بالاستماع وعدم المقاطعة إلى أن يحين دورهم في الكلام.
استخدام دمية أو لعبة:
من الطرق الأخرى المفيدة لتعليم طفلك عدم مقاطعة الكبار عندما يتحدثون، هي شرح فكرة أنهم عندما يحتاجون لقول شيء ما، يمكنهم التوجه نحو دميتهم المفضلة ومحادثتها. هذا يساعدهم على تجنب الاندفاع، وفي وقت لاحق عندما يجد الطفل أن أمه أو أباه قد فرغ من الحديث، يتوجه إليه لإخباره بما يريد.
وتؤكد المجلة أن هذه الاستراتيجية فعالة جدا لتعليم الأطفال كيفية مراقبة وتعديل سلوكهم ذاتيا، والتحكم في رغبتهم في الحديث. ولكن يجب أن نتذكر دائما أنهم مجرد أطفال، ولا يمكنهم السيطرة على أنفسهم باستمرار.
كيف نتجنب المقاطعة؟
وتشير المجلة إلى أن واحدة من أفضل الطرق لتعليم الطفل احترام المحادثات بين الكبار والانتظار حتى نهايتها، هي أن يلعب الوالدان دور القدوة. فالطفل يلاحظ السلوكات التي تحدث حوله، ويميل إلى تقليدها. ونحن الكبار بشكل عام أحيانا لا ننتبه إلى أننا بدورنا نعمد إلى مقاطعة حديث الآخرين، ولا ننصت إليهم كما ينبغي. ولذلك فإن لعبة المتحدث والمستمع يمكن أن تكون مفيدة لكل أفراد العائلة وليس فقط الصغار.