نايف أبو محيسن.. عنوان الخناجر العربية

الأردن اليوم :

يعد الخنجر من أقدم الأسلحة التي استخدمها الإنسان في الدفاع عن نفسه، ويمتاز بصغر حجمه وسهولة حمله، ويتكون من 3 أجزاء رئيسية: القرن والنصلة والقطاعة.

ارتبط الخنجر، باختلاف مسمياته في بلدان العالم، بعادات موروثة عن الآباء والأجداد، إذ اعتبر حمله خلال قرون مضت نوعا من التباهي والتفاخر، إضافة إلى استخدامه أداة للدفاع عن النفس.

ومع تطور الحياة بمختلف جوانبها، بما فيها نوعية الأسلحة، تحول الخنجر من سلاح إلى تحفة فنية، في كثير من الدول، خصوصا العربية منها، لما لها من ارتباط تاريخي بالحياة البدوية التي اشتهرت بحمله.

الأردن، كغيره من دول العالم العربي، تنقسم ثقافاته الفرعية، وفقا لخصوصية الأفراد والمجموعات، وهي البادية والريف والمدينة والمخيم، إلا أن ثمة عادات مشتركة تجمع بين هؤلاء جميعا، وهي عادات أصبحت جزءا من موروث اجتماعي، والالتزام بها حالة استثنائية.

حمل الخنجر من بين تلك العادات التي انقرضت بالأردن، والذي تحول رمزا سياحيا وتراثيا لزائري المملكة، ولا يتعدى استخدامه عن تثبيته في زوايا الغرف والمكاتب، ليضفي جمالية وخصوصية المكان.

سلاح العربي القديم

الستيني نايف أبو محيسن، أحد صانعي الخناجر في منطقة وسط البلد بالعاصمة عمان، يُعَد حالة نادرة من المتمسكين بالحفاظ على ذلك الموروث الشعبي.

مراسل “الأناضول” زار أبو محيسن في مشغله الذي لا تتعدى مساحته 3 أمتار مربعة، للاطلاع على تفاصيل تلك الصنعة التي توارثها أبا عن جد، ويقول أبو محيسن إن عائلته تعمل في هذه الحرفة منذ نحو 180 سنة.

ويشرح أن “الخنجر والشِّبْرِيَّة كانت السلاح الوحيد للعربي والبدوي، ولكل الناس في الماضي، ولكن هذه الأيام اختلف الموضوع، وتحول إلى قطعة سياحية، لأن الأمن موجود في كل دولة”.

والشبرية خنجر قصير غير معقوف النصل من الأسلحة البيضاء العربية التقليدية في بلاد الشام وشمال الجزيرة العربية، وسُميت كذلك نسبة إلى طول نصلها الذي لا يتعدى شبر اليد.

ويوضح أبو محيسن أن “استعمال الشبرية كان شائعا في البادية، لا سيما سوريا والعراق وتركيا، وغيرها من الدول الأخرى”.

وعن النوعيات التي يصنعها، يقول “لدينا قطع على الطراز الأردني والحجازي واليمني والسوري، ونستطيع تصنيع أي شكل تشتهر به أي دولة من الدول”.

ويشير إلى أنه “في الأردن، أصبحت القطعة للسياحة والتراث، وتقدم أيضا هدية، ولكل دولة ميزة تختلف في شكل التصنيع”.

وحول مستوى تطويره لما ينتجه من أنواع الخناجر والشباري، يقول “كصناعي، يجب أن أكون مطلعا على إنتاج الدول المحيطة بنا حتى أتمكن من تحسين الإنتاج وفق متطلبات السوق”.

ويلفت أبو محيسن إلى أن “القطع المنتجة لا تُستعمل في القتال أو الحروب (بين البدو) لأنها ليست حادة ولا قاطعة، إذ يأتي الزائر أو السائح إلينا لشرائها من أجل الاحتفاظ بها في منزله كتذكار أو دليل على أنه كان في الأردن، وأحضر معه تراثا”.

وعن المواد المستخدمة في التصنيع، يؤكد أنها “متوافرة باستمرار، فمادة النحاس والفضة، والأحجار الكريمة التي تزين القطعة مصدرها تركيا، وهي موجودة هناك فقط، لكن الخشب والفولاذ متوافر هنا في الأردن”.

أما أسعار الخناجر والشباري، فتتراوح بين 30 و35 دينارا أردنيا (42-49 دولارا) “وهو سعر طبيعي، مقارنة بالتعب والمجهود الذي يبذل في تصنيعها”.

ويردف المواطن الأردني أن تلك المصنوعة من الفضة، ونظرا إلى تكلفتها العالية، فإن سعرها يبدأ من 100 دينار (140 دولارا) “ويزيد”.

العرض لا البيع

شارك أبو محيسن في معارض حرفية عربية عدة، وكذلك في بعض الدول الأوروبية “بهدف العرض وليس البيع” مشيرا إلى أن هناك إقبالا على المنتج “من المهتمين بشرائها للاحتفاظ بها، أو لتقديمها هدية لأشخاص مهمين ويقدرونهم”.

ويعد الخنجر من أقدم الأسلحة التي استخدمها الإنسان في الدفاع عن نفسه، ويمتاز بصغر حجمه وسهولة حمله، ويتكون من 3 أجزاء رئيسية: القرن والنصلة والقطاعة.

وقد اختلفت رمزية حمله من دولة إلى أخرى، إذ يعد في بعضها دلالة على المكانة الاجتماعية كاليمن، والتي يعرف فيها باسم “الجنبية” ويعد جزءا من الزي الوطني كما في سلطنة عُمان. وترتبط دلائل حمله ومسمياته بمستوى تمسك تلك الدول وحفاظها على تراثها وموروثها الشعبي.

المصدر : وكالة الأناضول