الحرب في أفغانستان: حركة طالبان تعلن الاستيلاء على مدينة قندهار

أعلنت حركة طالبان الاستيلاء على مدينة قندهار، ثاني أكبر المدن الأفغانية، في خطوة قد تمثل انتصارا كبيرا للمسلحين.

وكانت المدينة معقلا سابقا لطالبان، وتحتل أهمية استراتيجية كمركز تجاري بارز. وسقطت عدة مدن يوم الخميس في سلسلة انتصارات جديدة لمسلحي الحركة.

وقالت الولايات المتحدة إنها سترسل قرابة ثلاثة آلاف جندي إلى أفغانستان للمساعدة في إجلاء الموظفين من السفارة الأمريكية.

وأضافت أنها سترسل قوات إلى مطار كابول للمساعدة في إجلاء عدد “كبير” من موظفي السفارة في رحلات خاصة.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية أنطوني بلينكين ووزير الدفاع لويد أوستن تحدثا إلى الرئيس أشرف غني، الخميس، وأبلغوه أن الولايات المتحدة “ما زالت تستثمر في أمن واستقرار أفغانستان”. كما قالوا إن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم حل سياسي.

وتسيطر طالبان حاليا على معظم مناطق شمال أفغانستان، ونحو ثلث العواصم الإقليمية في البلاد.

وثمة مخاوف متزايدة من مواصلة المسلحين هجومهم السريع على العاصمة كابول، بعد أن فر عشرات الآلاف من المدنيين من القتال العنيف في الشوارع.

وقال أنبارسان إثراجان، محرر شؤون جنوب آسيا لبي بي سي، إن “سرعة تقدم طالبان صدمت حتى المحللين العسكريين المخضرمين”.

ونقل مسؤول دفاعي أمريكي عن المخابرات الأمريكية قولها هذا الأسبوع إن طالبان قد تستولي على كابول في غضون 90 يوما.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن أفغانستان تتجه نحو دولة فاشلة وحرب أهلية تزدهر فيها جماعات مثل القاعدة ومن المرجح أن تشكل تهديدا للغرب مرة أخرى.

لماذا تعتبر قندهار مهمة جدا؟

تعد قندهار معقل طالبان السابق، وتمثل السيطرة على المدينة جائزة كبرى للمسلحين.

وكان المسلحون قد احتلوا أطراف المدينة عدة أسابيع قبل أن يشنوا هجومهم على المركز.

واخترقت حركة طالبان، يوم الاربعاء، سجن قندهار المركزي، وأظهرت الصور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس مسلحين في وسط المدينة.

وقال أحد السكان لوكالة فرانس برس للأنباء إن القوات الحكومية انسحبت على ما يبدو بشكل جماعي إلى منشأة عسكرية خارج المدينة الواقعة جنوبي البلاد.

وتعد قندهار مهمة من الناحية الاستراتيجية بسبب مطارها الدولي وإنتاجها الزراعي والصناعي ومكانتها كواحدة من المراكز التجارية الرئيسية في البلاد.

كما تمثل مدينة غزني، التي استولوا عليها يوم الخميس، مكسبا كبيرا لطالبان، نظرا لموقعها على الطريق السريع الواصل بين كابول وقندهار، والذي يربط معاقل المسلحين في الجنوب بالعاصمة كابول.

في غضون ذلك، ظلت مدينة هرات، وهي مدينة قديمة على طريق الحرير، تحت الحصار منذ أسابيع قبل أن تنسحب قوات الأمن إلى ثكنات الجيش.

ويُظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي المسلحين وهم يركضون في شارع مركزي ويطلقون النار من أسلحتهم، وشوهد علم طالبان يرفرف فوق مقر للشرطة.

وقال معصوم جان، أحد سكان هرات، لوكالة فرانس برس للأنباء: “تغير كل شيء في وقت متأخر بعد الظهر. دخلوا (مسلحو طالبان) المدينة بسرعة، ورفعوا أعلامهم في كل ركن من أركان المدينة”.

وقالت السفارة الأمريكية في كابول إنها علمت أنباء تفيد بأن طالبان كانت تعدم القوات الأفغانية التي كانت تستسلم، قائلة إن ذلك “مقلق للغاية ويمكن أن يشكل جرائم حرب”.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ألف مدني قتلوا في أفغانستان الشهر الماضي.