– “تحت الصدمة” –
يقول عبد الله “كنت خائفاً حقاً. فكرت في والديّ وقلت لنفسي: +إذا أُصبت وقُتلت…ماذا سيحلّ بهما؟+”
ومع مقتل وإصابة نصف عدد المجموعة التي اقتادته، وجد فرصة سانحة للهرب. قرر رمي البندقية وركض بعيداً.
تطلب الأمر قرابة الساعة حتى وصل الى حيّه. ويقول “كنت تحت الصدمة. لم أكن قادرا حتى على التعرّف إلى بابنا (…) عندما وصلت إلى المنزل، لم أكن حتى متأكداَ من أنني ما زلت على قيد الحياة”.
بعد وصوله، استعدت العائلة للرحيل على عجل. اقترضت بعض المال وباعت الهاتف النقال لوالدته من أجل دفع تكاليف الرحلة الى كابول. ويقول بأسف “لم نأخذ شيئاً معنا. حتى أننا بعنا الطعام الذي توفّر لدينا”.
بعد مغادرتهم، لم يبق المنزل على حاله إذ تعرض لقصف بقذائف هاون سوته بالأرض.
إثر رحلة استغرقت 15 ساعة، وصل أخيراً إلى كابول مع والديه وجده وشقيقتيه وإخوته الثلاثة، عمر أصغرهم عامين ونصف العام.
منذ ذاك الحين، يفترش أفراد العائلة الأرض للنوم وليس لديهم إلا ملابسهم. في اليوم التالي، ألقى عابر سبيل غطاء لهم.
وبعدما باتت بلاده عالقة بين النيران والدماء، يبقى أمل عبد الله الوحيد حالياً هو السفر، لكن وضع والدته المريضة يقلقه.