كيف يؤثر الجوع على مذاق الطعام

الأردن اليوم : 

 البشر المذاق الحلو؛ لأنه يمنحنا سعرات حرارية غنية تمدنا بالطاقة، في حين من المعتاد كراهية مذاقات الحموضة والمرارة؛ لأنها علامات على الطعام الفاسد أو الأطعمة السامة الموجودة في الطبية.

ولكن هذه التفضيلات قد تتغير عندما تعاني أجسامنا من حالة داخلية مثل الجوع، ما يؤثر بشكل محوري في مدى تفسيرنا وشعورنا لمذاق الطعام.

وفي دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature Communications، أظهرت الفئران المفترسة ميلاً أقوى نحو الحلاوة وحساسية أقل للأذواق البغيضة مقارنةً بالوقت الذي كانت فيه تشعر بالشبع.

 

الاكتشاف قد يعمل على تحسين استجابة مرضى السكري والسمنة

كذلك حدد الباحثون مسارين عصبيين مسؤولين عن هذا التحول في مذاق الطعام عند الإحساس بالجوع، ويتألفان من الخلايا العصبية الغلوتاماتية التي تنقسم إلى منطقتين مختلفتين من الدماغ. وعند تحفيز هذه المسارات، تمكن الباحثون من التلاعب بتفضيلات التذوق، وفقاً لموقع WebMD.

ويقول يوسوهيكي مينوكوشي، المؤلف المشارك للدراسة: “ستكون الخطوات التالية هي التحقق مما إذا كانت هذه المسارات العصبية في الوطاء بالمخ قد تغيرت في الحالات الفيزيولوجية المرضية مثل مرض السكري والسمنة مثلاً”.

وتابع الباحث: “على سبيل المثال، نحن نعلم بالفعل أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة لديهم تفضيل قوي لمذاق الطعام الحلو؛ وقد يكون هذا مرتبطاً بتغيير في نشاط الخلايا العصبية الغلوتاماتية في المخ”.

ويمكن أن تمهد تلك النتائج الطريق لتطوير الأساليب التي تدير تفضيلات التذوق لدى الناس، ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به قبل أن يصبح ذلك حقيقة واقعة وفعَّالة.

الجوع يغيّر وظائف براعم التذوق في اللسان

وفي دراسة علمية تم نشرها عام 2004، تم التوصل إلى أنه عندما كان المشاركون في التجربة يشعرون بالجوع، كانت براعم التذوق لديهم أكثر حساسية وقدرة على اكتشاف تركيزات أقل من السكر والملح في المشروبات وعند استشعارهم مذاق الطعام المقدم لهم.

ولكن لا يبدو أن الجوع يؤثر على إدراكهم للمحلول المر بشكل كامل، على الرغم من أن المشروب المُرّ كان مذاقه أشد من المشروبات الحلوة أو المالحة.

ويقول الباحثون إن حقيقة أن المذاق المر يمكن اكتشافه بسهولة وعدم تأثره بالجوع قد يكون بسبب عوامل بيولوجية بحتة في جسم الإنسان، وفقاً لمجلة BMC Neuroscience.

الجينات “العاطفية” قد ترمز لتفضيلات المذاقات الحلوة أو المرة

في ذات السياق، وجدت دراسة علمية أوائل عام 2019 أن سبب حب الشخص للقهوة المحمصة الداكنة المرّة، أو تفضيله للكولا مفرطة الحلاوة والسكريات قد يرجع إلى الطريقة التي تجعلك تلك المذاقات تشعر بها وليس وفقاً للمذاق فحسب، بمعنى أن العامل العاطفي والمشاعر المصحوبة لتذوق تلك النكهات هو المسؤول عن التفضيل في المقام الأول وليس أي شيء آخر.

وقال باحثون من كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأمريكية إنهم وجدوا أن تفضيلاتنا الشخصية في اختيار مذاق الطعام المحبب لنا يأتي بالفعل من جينات مرتبطة بالخصائص ذات التأثير النفساني لهذه المذاقات.

وهذا يعني أننا نقوم بالفعل باختيار المشروبات مثلاً بناءً على المكافأة الذهنية الناجمة عن تناولها، وليس وفقاً لما إذا كنا نعتقد أن مذاقها جيد أم لا.

 

وقالت الدكتورة مارلين كورنيليس، الأستاذة المساعدة للطب الوقائي بجامعة نورث وسترن، بحسب مجلة Human Molecular Genetics العلمية، فإن “العوامل الوراثية الكامنة وراء تفضيلاتنا مرتبطة بالمكونات ذات التأثير النفساني لهذه المشروبات ومذاق الطعام بشكل عام”. وبالتالي يحب الناس الطريقة التي تجعلهم بها القهوة أو الكولا يشعرون، لهذا السبب يشربونها، وليس لأن المذاق لذيذ فقط.