الأردن اليوم – تحتل قضية القدس بأبعادها المتعددة مركز الصدارة في وجدان الأردن شعبا وحكومة وقيادة، وتحظى بمكانة متميزة تليق بقدسيتها في اهتمامات الأردنيين.
وفي الذكرى الثانية والخمسين لإحراق المسجد الأقصى، التي تصادف اليوم السبت، أشار سياسيون الى الجهود التي يبذلها الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة إزاء القضية الفلسطينية، ودعمه لأبناء الشعب الفلسطيني الصامدين في مدينة القدس لتعزيز ثباتهم، ودوره في الحفاظ على هوية القدس، والمقدسات الدينية.
النائب السابق هايل الدعجة قال إن السياسات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة تقوم على محاولة تغيير الوضع القائم وفرض حقائق جديدة على الأرض، من خلال ضم الأراضي وتوسعة المستوطنات لمحاصرة القدس تنفيذا لمشروع ما يسمى بالقدس الكبرى، وتطبيقا لقانون تقييد النشاطات لسنة 1994.
وأضاف، إن الإجراءات الإسرائيلية الأحادية والتهويدية تجاه الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، تستهدف تغيير معالمها الدينية والعربية والتاريخية والجغرافية والسكانية، مؤكدا حرص جلالة الملك عبدالله الثاني على وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية والقدس تحديدا، انطلاقا من الوصاية الهاشمية والدور الأردني الديني والتاريخي في القدس، وتأكيد جلالته ضرورة الحفاظ على الوضع القائم ووقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تستهدف فرض حقائق جديدة.
ولفت إلى تأكيدات جلالته المستمرة على أهمية تحقيق السلام العادل والشامل وإطلاق مفاوضات سلمية جادة على أساس المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية تماهيا مع موقفه الثابت بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس، وفقا لحل الدولتين من منطلق أن القضية الفلسطينية قضية أردنية وطنية استراتيجية.
نائب عميد كلية القانون ورئيس قسم العلوم السياسية في جامعة جدارا محمد بني عيسى، قال إنه قُدّر للهاشميين من وحي ارتباطهم الديني ومسؤولياتهم التاريخية، ضرورة الحفاظ على المسجد وإعماره ليبقى صامدا في وجه المؤامرات التي تستهدفه.
وأشار إلى أن الدور الأردني الهاشمي في القدس والحفاظ على المسجد الأقصى المبارك وحماية مقدساته يتجسد من خلال الإعمارات الهاشمية المتتالية والتي مرّت بمراحل طويلة زادت على المئة عام، ومستمرة رغم الظروف السياسية الصعبة والمعقدة التي مرت وتمر بها المنطقة.
وأوضح بني عيسى أن من بين تلك الإعمارات الأردنية الهاشمية، الإعمار الهاشمي الطارئ، والذي جاء نتيجة للأضرار الكبيرة التي تعرض لها منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى المبارك عندما أضرمت فيه النار يوم 21 آب (أغسطس) من العام 1969، على يد اليهودي المتطرف (دينيس روهان) الذي برأته المحكمة الإسرائيلية بداعي الجنون.
وبين أن لجنة الإعمار تمكنت في ظل الظروف الصعبة التي فرضها الاحتلال من إزالة آثار الحريق، وكان العمل فنيا بديعا آنذاك نالت عليه اللجنة جائزة الآغا خان، حيث بلغت تكاليف إزالة آثار الحريق والتي تكفّل بها الأردن نحو 19 مليون دينار.
واستمرت الرعاية الهاشمية والمتابعة الحثيثة منذ أن تولى جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، حيث وضع في السابع والعشرين من شهر رمضان سنة 2002 اللوحة الزخرفية الأساسية لمنبر صلاح الدين في جامعة البلقاء التطبيقية في كلية الفنون الإسلامية ؛ وفي الخامس والعشرين من شهر تموز (يوليو) 2006 أزاح جلالته الستار عن المنبر مؤذناً بذلك ببدء عملية إعادته إلى المسجد الأقصى ومجسداً بذلك حرص الهاشميين على إعمار وبناء المقدسات الإسلامية في القدس وغيرها من الأماكن، وفقا لبني عيسى.
وقال الخبير السياسي وأستاذ العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية في جامعة الحسين بن طلال عيسى الشلبي، إن للمسجد الاقصى قيمة تاريخية وروحية وحضارية، ولمّا كان الهاشميون أصحاب رسالة خالدة وورثة آل البيت كان الاهتمام لملوك بني هاشم بالمقدسات الإسلامية حاضرا منذ بزوغ التاريخ، وهذه الوقائع مكنّت الهاشميين من كسب تأييد الرأي العربي والإقليمي والدولي.
وأشار إلى أن جولات الملك عبدالله الاول ابن الحسين في مختلف العواصم الغربية والأوروبية والعربية ولقائه القادة في تلك العواصم أثبت من خلالها حق الهاشميين في الدفاع عن الأقصى والمقدسات الإسلامية وحل القضية الفلسطينية وكسب تأييد الرأي العام العالمي وشعوب العالم كافة بأحقية الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.-(بترا- بشرى نيروخ)